بعد إعادة تحقيق الوحدة كتبت سلسلة من المقالات أحذر من خطر الإماميين العنصريين كان من ضمنها مقالاً كتبته تحت عنوان (العلماء الملكيون ماذا يعلّمون أبناءنا) في صحيفة الصحوة العدد (324) بتاريخ 6/8/1992م قصدت به علماء الشيعة في اليمن .
وقد حذّرت في هذا المقال من النشاط العلمي الإمامي المحموم في المساجد والمراكز التعليمية الذي يستقطب مجموعة من أبناء القبائل اليمنية ويتم تعبئتهم تعبئة عقائدية شيعية لخدمة مخططات التنظيم الشيعي السياسية (حزب الحق – واتحاد القوى الشعبية)، وفي نفس الوقت يتم تدريب هؤلاء الأغرار تدريباً عسكرياً وعندما يبلغ عدد هؤلاء من (3000) إلى (6000) مقاتل يتنصل علماء الإمامة منهم حتى لا يتحملوا مسئولية الدماء التي تسفك ثم يزجّون بهؤلاء اليمنيين المغرر بهم في معارك دموية كما يحصل في صعدة اليوم ولا يهمهم الخسائر لأن القتلى في الطرفين يمنيين أما العناصر الإمامية المجوسية فتضل تسرح وتمرح آمنة وتتغلغل داخل الدولة والأحزاب مع أن خطط المعارك تصدر عن قيادة حزب الحق واتحاد القوى الشعبية وتأكيداً لخطر النشاط العلمي الإمامي الشيعي ختمت المقال محذراً من التداعيات العسكرية لهذا النشاط العلمي ببيت شعر لنصر بن سيار:
أرى تحت الرماد وميض نار ويوشك أن يكون لها ضرام
ومن هذا المنطلق فإنني أقول للأخ الرئيس وللقيادات العسكرية والأمنية أن حرب صعدة لن تحسم مالم تتخذ إجراءات حازمة ضد رؤوس الفتنة من علماء حزب الحق الناشطين في التعليم الإمامي على رأسهم الدجال الإمامي المرتضى المحضوري الذي يتظاهر بأنه ليس من حزب الحق.
فلكي نجنب أبناء القبائل اليمنيين الذين ينخرطون في التعليم الشيعي محرقة الموت ونتجنب نزيف الدم في القوات المسلحة وبدلاً من إخراج الجيوش وحمّامات الدم يمكن بإجراءات أمنية بسيطة تدارك الشر قبل وقوعه عبر إغلاق مدارس التعليم الإمامي ومنع حلقات التعليم الإمامي في مساجد ضرار واتخاذ الإجراءات الدستورية والقانونية ضد قيادات التنظيم الشيعي بجناحيه (حزب الحق) السبب الرئيسي لأحداث صعدة بتهمة التآمر على يمن الثورة والجمهورية، و(إتحاد القوى الشعبية) السبب الرئيس لأحداث الجنوب والحراك الجنوبي فهم أصحاب المشروع الفيدرالي وهم مثيري النزعات الشطرية والطائفية والقبلية بتهمة الخيانة العظمى والتآمر على الوحدة اليمنية، والقرآن الكريم قد أكد أن المتسببين في الفتنة هم أخطر من القتلة (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ).
فعلماء حزب الحق هم الذين فتنوا التلاميذ اليمنيين من المقاتلين الحوثيين.
وساسة اتحاد القوى الشعبية هم الذين فتنوا تلاميذهم من قيادات الأحزاب الجمهورية للمشترك (ياسين القباطي – والعتواني – وعبد الوهاب محمود – وياسين نعمان) وجعلوا هؤلاء التلاميذ يطالبون بتجزأة اليمن عبر الفيدرالية ويثيرون الحراك الجنوبي.
بمثل هذه الإجراءات الأمنية الدستورية والقانونية يمكن إطفاء الفتنة بشقيها (الحراك الجنوبي وحرب صعدة) عبر التركيز على المعلّمين والأساتذة لا التلاميذ، وبدون مثل هذه الإجراءات لن تكف حرب صعدة ولا أزمة الجنوب وصدق الله العظيم القائل {فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ}التوبة12.
وهذه الحرب التي توقفت في صعدة (تكتيكياً) لن تتوقف (إستراتيجياً) من قبل الإماميين لمن يفهم سياق اليمن التاريخي حتى يحقق الإماميون أهدافهم وهو إسقاط النظام الجمهوري، فهذا الخروج والتمرد العسكري المسلح وفقاً لتعاليم المذهب الهادوي (خروج الإمام شاهراً سيفه) يبدأ من صعدة وينمو ككرة الثلج حتى يشمل حاشد وبكيل ولا يستيقظ أهل صنعاء إلا والجيش الإمامي محيط بأسوارها إبتداء من إبراهيم الجزار سنة 198ه الذي قتل بالقرب من صنعاء (في جدر) ومروراً بالهادي الذي نجح في دخول صنعاء بعد أن أغرق اليمن في حروب طويلة وصلت إلى ثمانين معركة ولكنه طرد منها بعد أربعة أشهر وإنتهاءاً بالإمام يحيى حميد الدين والحوثي.
وهذا هو نص المقال الذي حذّرت فيه من النشاط العلمي الإمامي ومن تداعياته العسكرية في صحيفة الصحوة : العدد (324) 6/8/1992م:-
[في الوقت الذي يتم فيه السعي بقوة لتغيير المناهج الدراسية في المدارس ولإلغاء المعاهد العلمية كآخر معقلين فكريين يذودان عن حياض الثورة والنظام الجمهوري وبدفع من اللوبي الإمامي الذي ينخر في قيادتي الحزبين الإشتراكي والمؤتمر الشعبي وبمساعدة من علماء الإمامة.
في الوقت نفسه يقوم الإماميون بنشاط تعليمي محموم داخل بعض المساجد على طريقة الحوزات الإثنا عشرية لتنشئة جيل مهيأ لقبول الإمامة مشبع بالفكر الإمامي.
بل إن اللوبي الإمامي العنصري قد إستطاع إقناع قيادات في الحزب الإشتراكي بأن تدرج ضمن برنامج الإصلاح مادة تتضمن العمل على فصل أوقاف الترب عن أوقاف المساجد لتسخير هذه الأوقاف لصالح النشاط العلمي الإمامي في شكل مدارس علمية أو حوزات تروج للفكر الإمامي المضاد للثورة والجمهورية بدعم مالي حكومي رسمي.
يتم هذا في الوقت الذي يتم فيه تغيير المناهج بطابعها الموحد لأبناء اليمن وتغيير طابع مناهج التربية الإسلامية إلى طابع مذهبي وكذلك إلغاء المعاهد العلمية فيكون الإماميون وعلماء الإمامة قد ضربوا عصفورين بحجر واحد.
تفويض إلهي:
ومن أهم ما يهدف إليه النشاط العلمي الإمامي داخل المساجد التي يسيطرون عليها هو غرس مبدأ ونظرية الإمامة في عقول أبناءنا وأن الإمامة والحق السياسي محصور في طبقة معينة بأمر من السماء وبتفويض إلهي بدلاً من أن يتعلم أبناءنا مبدأ الشورى الذي جاء به نص قرآني قطعي (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) وحق الأمة في إختيار قياداتها وممثليها وبدلاً من أن يتعلموا معاني العزة والحرية والمساواة والعدل، يعلّم العلماء الإماميون أبناءنا أنهم مواطنون من الدرجة الثانية وأن من لا يستجيب لداعيهم وينقاد إليه فسيكبه الله على منخريه في جهنم.
بل إنهم يدرسون أبناءنا نظرية الإمامة كأصل من أصول العقيدة لا يجوز الخروج عليها وتعالوا جميعاً نتصفح بعض الكتب التي يلقنها علماء الإمامة لأبناءنا داخل المساجد وبعد ثلاثين عاماً من قيام الثورة حيث ورد في كتاب مصباح العلوم في معرفة الحي القيوم المعروف بكتاب الثلاثين مسألة والذي يُدَرّس لأبناءنا اليوم في بعض المساجد مايلي:
1. في ص 21 تحت عنوان المسألة السابعة ورد ما نصه (الإمام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو علي بن أبي طالب) مغفلين بذلك للخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان مسقطين لشرعيتهم لأنهم جاءوا عن طريق الشورى من الأمة ولم يرد نص إلهي بتعيينهم كما يزعمون.
2. في ص 22 تحت عنوان المسألة الثامنة ورد ما نصه ( إن الإمام بعد علي عليه السلام إبنه الحسن عليه السلام وأن الإمام بعد الحسن أخوه الحسين بن علي عليهم السلام) رغم أن الإمام علي عندما سئل أيوصي بالخلافة قال : لا آمركم ولا أنهاكم لأنه يعرف أن الشورى مقصد من مقاصد الإسلام.
3. وفي نفس الصفحة تحت عنوان المسألة العاشرة ورد ما نصه (أن الإمام بعد الحسن والحسين عليهما السلام فيمن قام ودعا الخلق إلى طاعة الله وكان من ولد الحسن والحسين عليهما السلام) إلى أن يقول (والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم (( من سمع داعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبّه الله على منخريه في نار جهنم))، وهذا حديث موضوع لا أساس له من الصحة سنداً ومتناً.
هذا ما يلقّنه حملة العمائم الإمامية لأبنائنا مكرسين لمبدأ الوصاية طاعنين في شرعية الخلفاء الثلاثة مقنعين لأبنائنا أن الحق السياسي ليس لجميع أفراد الشعب وإنما لطبقة معينة.
ليس بالوصية:
ومسألة الإمامة في نظر الإماميين من أصول الدين وبالتالي فإن من لا يؤمن بها فهو كافر.
ويؤكد ذلك ما ورد في الموضوع في كتاب الأحكام في بيان الحلال والحرام للإمام الهادي يحيى بن الحسين حيث ورد في المجلد الأول ص11 في مقدمة الكتاب للهادي ما نصه (إن ولاية أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام واجبة على جميع المسلمين فرض من الله رب العالمين لا ينجو أحد من عذاب الرحمن ولا يتم له إسم الإيمان حتى يعتقد ذلك بأيقن الإيقان) إلى أن يقول (فمن أنكر أن يكون علياً أولى الناس بمقام الرسول صلى الله عليه وسلم فقد رد كتاب الله ذي الجلال والطول وأبطل قول رب العالمين مخالفاً في ذلك ما نطق به الكتاب وأخرج هارون من أمر موسى كله وأكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله وأبطل حكمه في أمير المؤمنين فلا بد أن يكون من كذّب بهذين المعنيين في دين الله فاجراً وعند جميع المسلمين كافراً) .
ويستغرب الإنسان أن يصدر هذا الكلام من الإمام الهادي مع أن الإمام زيد يرى أن الخلافة تنعقد بالشورى من الأمة وليس بالوصية ونظرية التفويض الإلهي المجافية لروح الإسلام، كما إن الإمام زيد يقر بشرعية الخلفاء الراشدين جميعاً ولا يقول بكفر من لا يؤمن بالوصية للإمام علي.
كما يقول الإمام الهادي في المجلد الثاني ص 360 مؤكداً نزوعه الثيوقراطي ونظرية الحق الإلهي تحت عنوان (باب القول فيما تثبت به الإمامة للإمام) ما يلي :
(تثبت الإمامة للإمام وتجب له على جميع الأنام بتثبيت الله لها فيه وجعله إياها له وذلك فإنما يكون من الله إليه إذا كانت الشروط المتقدمة التي ذكرناها فيه فيمن كان من أولئك – أي من البطنين – كذلك فقد حكم الله له بذلك رضي الخلق أم سخطوا وليس تثبت الإمامة بالناس للإمام كما يقول أهل الجهل من الأنام).
ولقد علق الباحث/ علي محمد زيد في كتابه (معتزلة اليمن دولة الهادي وفكره) على آراء الإمام الهادي في موضوع الإمامة في ص 185 حيث قال: (ويمكن أن نلاحظ هنا أن الهادي يرى أن علياً قد كان أحق الناس بخلافة النبي وهو لذلك يسميه وصيه ويحول الوصية إلى نظرية شاملة حينما يتحدث: عن أنه قد كان لكل نبي وصي وهؤلاء الأوصياء يتمتعون بالعلم بغامض علوم الأنبياء والإطلاع على خفي أسرار الرسل وإحاطتهم بما خص الله به أنبياءه حتى يوجد عندهم من ذلك ما لا يوجد عند غيرهم من أهل دهرهم ومن ذلك ما وجد عند وصي محمد –ص- من ذلك ما أجاب به عن مسائل الجاثليق ومن ذلك ما كان عنده من علم الجفر وما كان عنده من علم ما يكون إلى يوم القيامة مما أطلع الله عليه نبيه وأطلع نبيه وصيه لم يعلم عن الرسول غيره) ينتهي كلام الهادي.
ثم يقول : علي محمد زيد (وبهذا يتبنى الهادي الأحقية السياسية لعلي ويبرر العلاقة بين الدم ووراثة الخلافة عن طريق العلم الخاص الذي يعطيه النبي لوصيه وإدعاء معرفة الغيب).
التميز العنصري:
وتأتي أرجوزة الإمام عبد الله بن حمزة مؤكدة لهذه المعاني حول موضوع الإمامة حيث يؤكد هذا الإمام على عدم جواز تولي الإمامة لأحد من أبناء اليمن ممن لا ينتمون إلى البطنين ثم يبرر ذلك بالتمييز العنصري وبالعصمة وبالعلم الخاص الذي يتوارثه الأئمة من صغرهم ولا يصل إليه غيرهم ولو كبروا وإنتثر شعرهم ويتخيل هذا الإمام في أرجوزته واحد من أبناء اليمن ومن أرفع بيت فيه تطمح نفسه للإمامة وهو يتصف بكل خصائصها ومقوماتها ولكنه لا ينتمي إلى آل الحسن ولا إلى آل الحسين فما هو حكمه يا ترى في التصور الإمامي السياسي الذي سردنا معالمه آنفاً؟ لنستمع إلى الإمام عبد الله بن حمزة وهو يقول:
ما قولكم في مؤمن قوّام
موحد مجتهد صوام
حبر بكل غامض علّام
وذكره قد شاع في الأنام
لم يبق فن من فنون العلم
إلا وقد أضحى له ذا فهم
وهو إلى الدين الحنيف ينتمي
محكم الرأي صحيح الجسم
وماله أصل إلى آل الحسن
ولا إلى آل الحسين المؤتمن
بل هو من أرفع بيت في اليمن
قد استوى السر لديه والعلن
ثم إنبرى يدعو إلى الإمامة
لنفسه المؤمنة القوامة
ماحكمه عند ثقات الفضل
لما تناءى أصله عن أصلي
ولم يكن من معشري وأهلي
أهل الكسا موضع علم الرسل..
...
أما الذي عند جدودي فيه
فينزعون لسنه من فيه
وييتمون جهرة بنيه
إذ صار حق الغير يدعيه
...
ياقوم ليس الدر قدراً كالبعر
ولا النضار الأبرزي كالحجر
كلا ولا الجوهر مثل للمدر
فحاذروا في قولكم مس صقر
...
حمداً لمن أيدنا بعصمته
واختصنا بفضله ورحمته
وصير الأمر لنا برمته
من كل من أظهر من بريته
...
صرنا بحكم الواحد المنان
نملك أعناق ذوي الإيمان
ومن عصانا كان في النيران
بين يدي فرعون أو هامان
...
العلم في آل النبي من صغر
نص عليه جدهم خير البشر
وغيرهم ليس بمغنيه الكبر
لو شاب رأس شعره أو انتثر
هذه هي معالم الفكر السياسي الإمامي، فكر عنصري نتن فكر سلالي ثيوقراطي يضرب مقاصد الإسلام الأساسية في العمق لأنه يرفض مبدأ المساواة بين بني البشر ويرفض مبدأ الشورى بل إنه يرفض اعتبار الناس سواسية في العلم والتعلم حتى أن الإماميين يروون حديثاً ملفقاً (تعلّموا منهم ولا تعلّموهم)!!!
هكذا نحن أبناء الشعب اليمني في نظر الإمام/ عبد الله بن حمزة وفي وجهة النظر الإمامية ممن ننتمي إلى سبأ وحمير وإلى مذحج وحاشد وبكيل خُلقنا من مدر وبعر وهم خلقوا من دُرّ وجوهر لهم العلم والسيادة ونحن خلقنا لنكون أتباعاً وخدماً نحني ظهورنا ونلعق أقدام الأئمة بل إن الإمام/ عبد الله بن حمزة لم يكتف بما قال منتهكاً بذلك حقوقنا السياسية بل حقوقنا الاجتماعية أيضاً فقد سُئل هذا الإمام يوماً: ما رأيكم في زواج الفاطمية بغير الفاطمي؟ فأجاب: (كما تطلق الحمير على كرام الخيل) بكل صلف وبكل كبر يجيب هذا الطاغية بهذا الجواب واضعاً كرامة هذا الشعب تحت قدميه وليست هذه الأقوال التي سردتها مجرد حبر على ورق وكلام شاذ لا يعبر عن حقيقة الفكر الإمامي بل إن هذه الأطروحات والأقوال هي التي تشكل بموجبها مع الأسف الواقع السياسي والاجتماعي في المناطق التي سيطر عليها الأئمة ولأكثر من ألف عام فما كان أحد يحلم من أبناء الشعب من غير البطنين قبل الثورة أن يتولى الإمامة أو الرئاسة.
سموم إمامية:
أما على الصعيد الإجتماعي فلقد قُسم شعبنا تقسيماً طبقياً بشعاً: طبقة السادة – طبقة القضاة – طبقة القبائل .....الخ، وما زلنا نعاني من آثار هذا التقسيم الإجتماعي حتى يومنا هذا .. بل ما زال حتى يومنا هذا أيضاً من يرفض زواج الفاطمية بغير الفاطمي !!!
هذه هي بعض سموم الإمامية التي يعمقها علماء الإمامة في عقول أبناءنا في داخل المساجد وهناك الكثير والكثير من الأفكار المنحرفة والتي لا يتسع المقام لبسطها مما يمس إنسانية اليمني كإنسان ويمس الإسلام كدين وأقول بعد هذا أليس الأولى بالأخوة رئيس وأعضاء مجلس الرئاسة وبالأخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب أن يجنبوا أجيال سبتمبر هذه السموم التي تلبس لبوس الدين بدلاً من هدم المناهج الدراسية التي هي صمّام أمان لأجيالنا من الفكر الإمامي العنصري .
أليس الأولى بهم أن يصدروا قراراً جمهورياً أو قانوناً نافذاً يمنع أي نشاط تعليمي إمامي يقذف بسمومه العنصرية في أدمغة أبناءنا ويزرع في عقولهم فكراً مضاداً للإسلام وللثورة والجمهورية بدلاً من أن يصدروا قانوناً تعليمياً يهدم مناهج التدريس التي وحدت أبناء اليمن، ويفسح الطريق للتعليم الإمامي.
أليس الأولى بهم أن يشكلوا لجنة من علماء جمهوريين وباحثين مختصين يؤلفون كتاباً عن الفكر الإمامي ومخاطره وعن التاريخ الإمامي ومخازيه ويضموا هذا الكتاب إلى المناهج الدراسية لتنشأ أجيال سبتمبر محصنة من عدوها التاريخي.
هذا إن بقي في نفوسكم شيء من وفاء لدماء الشهداء وإن بقي في عروقكم بقايا دماء تنبض بحب سبتمبر.. ما لم فلتتهيأ اليمن للزحف العنصري الإمامي وتراجع النظام الجمهوري وأقول لكم ما قال الشاعر العربي محذراً:
أرى تحت الرماد وميض نار ويوشك أن يكون لها ضرام