[esi views ttl="1"]
الفكر والرأي

النهوض بالسياحة يحتاج تضافر الجميع

شهدت أرض العربية السعيدة "اليمن" خلال الأعوام 2005 وحتى 2008 نشاطا سياحيا رائعا من حيث تزايد الأفواج السياحية من مختلف الجنسيات، الذي خلقت تنوع رهيب في النشاط السياحي مما أدى إلى قوه اقتصاديه جيده من حيث تحريك وتشغيل جميع المرافق المتعلقة بهذا النشاط من منشئات سياحية وفندقيه واستيعاب ألعماله الذي قللت من ظاهرة البطالة في اليمن..

لكن من المؤسف أن يلحق هذه النهضة الاستثمارية بانتكاس مروع في عام 2009 ألذي أدى إلى أنهار هذا النشاط السياحي الهام وكبدته خسائر فادحة بسبب توتر الوضع السياسي والأمني وانتشار ظاهرتي الإرهاب والاختطافات التي عكست صوره مشوهة وسلبية عن اليمن وكانت لها تأثيرا كبيرا في الأسواق الأجنبية وخلقت فيهم الرعب والخوف وتوالت التحذيرات من قبل السفارات الأجنبية لمواطنيهم في عدم السفر إلى اليمن حيث أثرت هذه التحذيرات في جميع جوانب الاستثمار والتنمية الاقتصادية وإعاقة علاقتنا مع مختلف بلدان العالم في هذا الجانب.

فظاهرة الإرهاب والاختطافات ألحقت ضرراً وكبدت المنشئات السياحية خسائر كبيره من وكالات وفنادق ومطاعم وسيارات وطيران، وتقلص حجم المنتجات الحرفية والبضائع اليدوية والتقليدية والذي تعتبر منتجا سياحيا، وأجبرت هذه الظاهرة إغلاق كثير من المنشئات السياحية وتسريح عمالها من مرشدين سياحيين وسائقين وموظفين وعاملين .

إن ظاهرتي الإرهاب والاختطافات أصبحت مشكلة عويصة يعاني منها اليمن والذي تعيق هذا النشاط، وليس هذه ألظاهرتي فحسب بل هنالك مشاكل كثيرة أهمها : الوضع السياسي والحروب وظاهرة حمل السلاح وانعدام التوعية أوساط المجتمع في كيفية التعامل مع السواح، وفقدان التغطية الأمنية الفعالة في جميع المناطق السياحية وتوفير الحماية للأجانب.

أيضا التساهل الأمني مع مختطفي الأجانب والذي تمارس هذه الظاهرة لكي يتحقق مطالب للخاطفين من قبل الدولة وعدم تقديمهم للعدالة وردعهم مشكلة كبيرة فالتهاون معهم يجعلهم يستمرون في هذه الممارسات العمياء.

وإن من أهم الحلول التي ستعيد هذا النشاط هو تحقيق الأمن والأمان والاستقرار السياسي وملاحقة وردع كل من يعيق هذا النشاط، توفير التوعية السياحية للمواطنين في كيفية التعامل الجيد مع السواح.

الترويج السياحي الجيد في مختلف الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة وعبر شبكة الإنترنت، الترويج المستمر في أنحاء بلدان العالم.

والذي لابد أن تساهم في هذا المهام وزارة المغتربين ولأبد ما يكون هناك إشراك وتنسيق بين وزارة السياحة والمغتربين لتوفير ألبوشرات والدليل السياحي ووضع مندوبين خبراء في الترويج السياحي عالمياً، أيضا لابد من تفعيل دور السفارات والقنصليات في جميع أنحاء العالم في الترويج وتقديم معلومات شاملة عن اليمن..

والدور الأهم هو دور المغتربين اليمنيين حيث أن المغتربين باستطاعتهم من حيث اختلاطهم مع المجتمع المتعايشين معهم التحاور معهم وإقناعهم وإبراز لهم السمات والمعلومات الصحيحة عن اليمن، وتقديم لهم الصورة المتميزة للواقع اليمني، وتوضيح وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن اليمن وتنقيح الأمور السلبية الذي بات يرددها كافة وسائل الإعلام، فالمغترب اليمني يعتبر وسيط هام في الترويج لسياحة اليمنية باعتبار هذا عملاً وطنياً يخدم فيه الوطن وتنميته ومواطنيه..

ونحن على ثقة كبيرة أن يكون للمغتربين اليمنيين دوراً فعالاً في خدمة وطنهم الغالي الذي هو بأمس الحاجة لنهوض بتنميته الاقتصادية، وخلق فرص عمل للعاطلين، فبمقدورهم خدمة أوطانهم عن بُعد بعد أن حرموا من خدمة وطنهم على أرضة وساحته، وأن قيامهم بالترويج السياحي وعكس صورة تليق باليمن الحقيقي يعتبر أثبات لحبهم وولائهم وعشقهم لوطنهم الغالي .

زر الذهاب إلى الأعلى