كل الناس في اليمن يفهمون في السياسة ويتحدثون في السياسة ويفتون في السياسة.
90 % من الصحف اليمنية سياسية شاملة.
العناوين البارزة سياسة.
الأسماء الشهيرة هي رموز سياسية.. بل الشخصيات السياسية في اليمن هي أشهر من الشعراء والفنانين ولاعبي كرة القدم.
حتى الدوري العام لكرة القدم تم تسييسه.
أزماتنا سياسية (هكذا) حتى لو كانت ذا منشأ اقتصادي أو معرفي.
حتى المساجد تذكرك بالسياسة. والخطباء أغلبهم يفهم ويخطب في السياسة.
حتى النساء في القرى يستهلكن السياسة ويمضغنها كما يمضغن القات والعلك.
الكل يفهم في السياسة. والكل يتحدث في السياسة.
في اليمن؛ ثمة وباء فتاك اسمه الحديث في السياسة. وهذا الوباء هو أبرز علامة للبلد الذي لا يمشي والمجتمع الذي لا يتقدم.
قبل 20 يوما تقريبا، اتصل بي أحدهم بعد العاشرة ليلا..
"- أنت فاتح التلفزيون؟
- لا. إيش فيه؟
- أغنية أحمد السنيدار "حبّوب حبّوب لا تغضب..".
- وماذا فيها؟
- أمانة منتاش عارف؟
- أبدا.. عرفني.
- ياحبيبي، قناة صنعاء ما تبث هذه الأغنية، بعد النشرة، إلا إذا كان هناك تعديل حكومي وشيك، بالتالي الأغنية تطييب مسبق لخاطر الوزراء المبعدين". (بفتح العين المهملة).
وباء.. وبكل معنى الكلمة. دلونا رجاء أين يباع علاج هذا الوباء!