أسعد صباحك يا تعز..
وأنتِ تتزينين وتتهيئين للفرح الوحدوي عيد الأعياد عيد العزة والكرامة؛ العيد الوطني الـ20 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية .. ولتعز قصة طويلة مع الوحدة بدأتها منذ قيام الدولة الرسولية وواصلت سعيها لإعادة تحقيق الوحدة في العصر الحديث المعاصر منذ بداية الخمسينيات مع إشراقة المد القومي العربي ومروراً بصراع الأفكار وتجددها وتلاقحها وتعايشها إلى أن كانت لها مساهمتها القوية والمؤثرة في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية الـ22 من مايو 90م. وليس المجال هنا لسرد التفاصيل.
أسعد صباحك يا تعز..
فقد مرت الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر من شارع 26 سبتمبر كما قال زميل مهنة التعب اللذيذ الأستاذ عبد الرحمن بجاش ونحن بانتظار كتابة "ش 26 .. الثورة مرت من هنا" فمن يسطر في صفحات مثل بجاش كيف عاشت وتربت الوحدة في تعز؟ وكيف رضعت ونمت الوحدة في كل بيت تعزي؟ من سيسرد حب وغرام وعشق أبناء تعز للوحدة والذي لا يضاهيه أي حب وغرام وعشق في الدنيا كلها.. فهم وحدويون بالفطرة والفكرة والعمل، وعصاميون بالتنشئة ومكافحون مناضلون بالتجربة، فقد خبرتهم جبال ووديان اليمن عند الملمات فكان لهم السبق في الدفاع عن النظام الجمهوري وفك حصار السبعين يوماً عن صنعاء الحبيبة وطرد فلول الملكيين المتخلفين، وشاركوا بفعالية في طرد المستعمر البريطاني من عدن الحبيبة؛ لأن تعز كانت ولازالت منبع الثوار والمال والسلاح للدفاع عن الثورة اليمنية وأبنائها يداً تحارب وقت الشدة وتبني وقت الرخاء وعقلاً يستوعب مختلف العلوم والمعارف وإنسان يتكيف مع متغيرات العصر ويخضعها لخدمته وخدمة الوطن.. إيمانهم لا يتزعزع بالعلم والعمل، وفكرهم ينهل من نهر التسامح والسلام لأنهم يؤمنون حتى النخاع قولاً وعملاً أن العلم والسلام والتسامح مفردات تبنى وتحمى الأوطان وبها وحدها تنجز وتتحقق الأهداف والأحلام.
أسعد صباحك يا تعز..
وأنتِ بأرضك الولادة للرجال والنساء صانعة للمجد والعز بالعلم والعمل والثقافة .. رافعة رايات التوحد والتعايش في حديقة الوطن الكبير المتنوعة يشار إليك بالبنان في كل ربوع اليمن بأنك أنموذجاً للعلم والسلام والجد والعمل غرس بذوره الأولى أحد أبنائك المستنيرين "الصانع الأول لقضية الأحرار اليمنيين "الأستاذ أحمد محمد نعمان" مؤسس منهج اللاعنف والنضال بالعلم في أرض السعيدة.
أسعد صباحك يا تعز..
وأنتِ تعيشين لحظات وساعات وأيام الاستعداد لاحتضان عيد الأعياد وتاج العزة والإباء العيد الـ20 للوحدة اليمنية وقد افردتِ مهجتك لاستقباله فتزينت شوارعك بالقضاء على اخاديدها وحفرها، وأهلك وناسك يعملون بهمة عالية وحب يتدفق في العروق لتعزفي سمفونية اللحن الخالد "وحدتي وحدتي .. يا نشيداً رائعاً يملأ نفسي"؛ الجميع يعملون في كل مكان فوق ترابك بجد وهمة عالية ليكون احتضانك لعيد الأعياد أنموذجاً رائعاً يحتذى به.
تعز يا ارض العلم والثقافة والسلام تواجدي وارقصي فأنتِ على موعد مع عيد الأعياد، فما هي الإ أيام وسيعلن الفرح الكبير بوداع العطش إلى الأبد بإنشاء محطة لتحلية المياه وسوف تتنفسين من رئتيك "ميناء المخاء ومطار تعز الدولي" أكسجين الخير والرفاه والنماء من خلال إعادة تأهيل ميناء المخأ وتوسعة مطارك ليصبح دولياً بحق وحقيقة، وستحلقين في عنان السماء مع هدير الطائرات الذي لن يتوقف وصفارات السفن والبواخر التي سترسو صباح مساء في ميناء المخاء.
أسعد صباحك يا تعز..
وقد احتضنتِ كوكبة من أدباء وشعراء ومثقفي وصحفيي الوطن من مختلف المحافظات في مهرجان السعيد الثقافي السنوي لترسمين لوحة زاهية مطرزة بالتنوع والتعدد المؤتلف المفضي إلى التلاحم الصانع للوحدة الوطنية في أبهى وأجلى مظاهرها. وباحتضانك لمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة التي تحمل اسم أحد أبنائك البررة الصانع للخير والدال عليه المفغور له -بإذن الله- الحاج هائل سعيد انعم تستحقين عن جدارة اسم العاصمة الثقافية لليمن الموحد.
تعز أيتها الفاتنة الحالمة يا مهجة الوطن.. من حقك أن تتزينين وترقصين فرحاً وطرباً بل وتزغردين بصوت عالٍ لأنك ستحتضنين أغلى الأعياد وينبوع الأفراح العيد الـ20 للوحدة وستودعين العطش والمعاناة مع المياه إلى الأبد، فلكِ الانتشاء وحدك في أحضان جبل صبر الشامخ شموخ أبنائك، وللوطن الكبير الفرح والعزة والكبرياء، والخزي والعار لأصحاب المشاريع الصغيرة والأقزام.