خلاص حسمها رؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم السبت 15/4/2010م والذين قرروا تثبيت إقامة منافسات دورة كأس الخليج العشرين في موعده المقرر من 22 نوفمبر وحتى 4 ديسمبر القادمين في اليمن..
وجاء ذلك خلال اجتماع تشاوري للاتحادات الخليجية والعراق واليمن حول بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم القادمة خليجي 20 وكان الاجتماع برئاسة الشيخ احمد صالح العيسي رئيس الاتحاد العام لكرة القدم بصفته رئي اتحاد البلد المستضيف للبطولة، وفي ذات الاجتماع تم تكليف اللجنة الدائمة لدورة كاس الخليج والتي تضم أمناء السر بالاتحادات الـ8 بزيارة مدينة عدن خلال الفترة من 23 وحتى 25 من شهر مايو الجاري وذلك للاطلاع على المنشآت والملاعب.
اذا فكرة القدم اليمنية على مفترق طرق بغية الوصول للتطور المنشود ولعل الأشهر القادمة كفيلة بان توضح مدى قدرتنا على ولوج إحدى أهم طرق التطور، فعربة كرتنا اليمنية تسير على قضبان بطولة الخليج العربي في دورتها العشرين، ومحطة الوصول هي اليمن السعيد عبر بوابتي عدن وأبين، وبما أن العربة بدأت تسير فعلا وأقلعت من محطتها الأولى والمتمثلة في إقرار أصحاب السمو والشيوخ والسعادة رؤساء اتحادات كرة القدم المشاركة في كأس الخليج في اجتماعه الذي عقد في صنعاء بتاريخ 25 ديسمبر 2009م، قراراً نهائياً باستضافة اليمن للبطولة خلال الفترة 22 نوفمبر 4 ديسمبر 2010م، وتأكيدهم لذلك السبت 15/4/2010م.
من المؤلم ان يجتمع هؤلاء ويجمعوا بل ويقروا منح بلادنا شرف التنظيم في حين انه يوجد بيننا من يتنكر لوطنه، من ينكر قدرتها على حسن استقبال الضيوف وإكرامهم مع معرفته الحقة في قرارة نفسه ان اليمن موطن العرب الأول، بلد الكرام الذين لا يجودون بأموالهم فحسب بل بأنفسهم وبكل غالي ونفيس .
ان ما يحدث قبل اجتماع السبت في قطر من هرج ومرج القصد منه لفت انتباه الآخرين إلى أننا عاجزون عن القيام بأي شيء من قبل البعض من لم يحلوا لهم ان نحتضن الأشقاء في بلدنا ان نجمعهم بيننا ان يراهم ونحن لخمة واحدة على كلمة سواء، لو يدر أولائك النفر انه ومنذ انطلاق بطولات الخليج في عام 70 أصبح تداول التنظيم مشروعا للجميع..
وبما ان بلادنا أضحت ضمن الدول المشاركة بدورات الخليج فمن حقها ان تأخذ نصيبها في استقبال الأشقاء بهذا الحدث الإقليمي الهام الذي غدا يشاهده الملايين من عشاق الكرة ليس على مستوى المنطقة فقط بل على جميع المستويات ليس فقط بمنطقة الجزيرة والخليج العربي، نظرا لما أفرزته هذه البطولة من تطور ملحوظ طرأ على دولها، ناهيك عن التحسن في المردود الفني والذي قاد نصف دوله لنهائيات كأس العالم (العراق – الكويت – السعودية – الإمارات) كما صعدت بقية دوله لمنصات التتويج في بطولات عدة.
إذا فبطولات الخليج طورت وحسنت مستويات المنتخبات مما جعلها تتبوأ مكانة عالية على كافة الأصعدة، فغدا يحسب ألف حساب لها، هذا من الناحية الفنية وهو ما تسعى إليه بلادنا والت تأمل من خلال الاشتراك بدورات الخليج للوصول إلى ما وصلت إليه نظراؤها الخليجيون، وهو ليس بالأمر المستحيل أو صعب المنال، وليس ضربا من الخيال ان نكون كذلك طالما امتلكنا العزيمة وتسلحنا بالإصرار وتحلينا بالصبر وانتهجنا السبل والطرق الفنية المؤدية إلى ذلك، ولنا في معظم دول البطولة خير مثال فهم جميعا لم يأتوا للبطولة جاهزين تماما، بل كانت مستوياتهم الفنية والإدارية التحكيمية والبنى التحتية في ادني مستوياتها، ورويداً رويداً تطورت الدول مع تطور البطولة، ومن خلال اشتداد منافساتها علا كعب منتخباتها ولم يعد هناك صغيرٌ فيها، فعلى سبيل المثال المنتخب العماني والذي كان في مؤخرة الصف الخليجي كرويا أصبح اليوم في الصدارة بل وحقق اللقب، الفارق الفني بين المنتخبات قد تلاشى بتعدد البطولات ولم يعد يذكر فالكل أضحى سواسية والكل يحسب للكل ألف حساب .
من هذا المنطلق نقول للمتشائمين دعوا تشاؤمكم فنحن وان بدأنا في المشاركات الأولى قطار عبور للمنتخبات الأخرى، وهذا الفارق الذي بيننا وبينهم والذي لن يزول إلا بتعدد المشاركات في البطولة والاحتكاك المتتالي مع منتخباتها، ولا أبالغ ان قلنا إننا أحسن حالا من كثير ممن شاركوا بالبطولة، فعمان والإمارات لم ينالوا أول نقطة إلا بعد مشاركات كثيرة، أما نحن فقد حققنا نقطتين في البطولتين الأولى لنا بالكويت والإمارات، ولهذا نقول لهؤلاء الذين يقزمون منتخبنا حرام عليكم لا تظلموا بلدنا ولا شبابنا.
بالمقابل لم يكن التطور الفني هو فقط ما تحصلت عليه دول مجلس التعاون الخليجي، بل الأهم من ذلك هو إيجاد البنية التحتية الرياضية والتي كانت قبل انطلاق البطولة قليلة أو منعدمة، فأصبحت اليوم مليئة بالملاعب والتي هي الان درة الملاعب كملعب الملك فهد بالرياض، إضافة للمنشئات الشبابية الأشبه بالفنادق ذات الخمسة نجوم، ومن بطولة لأخرى اتسعت رقعة تلك المنشئات الرياضية حتى فاقت من حيث الكم والكيف ما يوجد في البلدان الأخرى الأكثر تقدما على المستوى الرياضي، واكبر برهان على ذلك ما وصلت إليه دولة قطر والتي تنافس الان على شرف استضافة كاس العالم لكرة القدم، ولم ينعكس ذلك فقط على كرة القدم بل أصبحت دول المجلس محط أنظار العالم نظرا للبطولات العالمية التي تستضيفها.
ان المتتبع لما قاله الأشقاء سيدرك ان كان له عقل وسينظر ان كان يملك بصرا وبصيرة أنهم يقفون إلى جوارنا، فلماذا إذا نناصب العداء لبلدنا ؟
الدعم الخارجي لم يكن ليحدث لولا أنهم قرؤوا جيدا الدعم الكبير الذي يوليه فخامة رئيس الجمهورية حفظه الله والذي أكد بأن بطولة كأس الخليج العشرين لكرة القدم ستكون آمنة وستقام في موعدها المحدد في اليمن، لافتاً إلى أن العمل جار على قدم وساق لاستكمال البنية التحتية للملاعب والمنشآت الفندقية والإيوائية والتي زارها الأسبوع الماضي ليؤكد الجاهزية ويؤكد الأمن والاستقرار الذي تتمتع بع اليمن عموما وعدن على وجه الخصوص
وطمأن الرئيس الصالح الأشقاء في جميع دول الخليج العربي بقوله "أن ما يتردد في وسائل الإعلام عن المخاوف الأمنية لاستضافة بطولة كأس الخليج العربي الـ20 باليمن وتهديد الفرق المشاركة مجرد زوبعة في فنجان وفرقعات إعلامية تختلقها بعض وسائل الإعلام دون أي سند أو حقيقة".
وأكد رئيس الجمهورية أن اليمن ستقدم -خلال بطولة خليجي20- للجمهور تسهيلات كاملة بمنشآتها الرياضية والفندقية،منوهاً إلى مقومات السياحة في اليمن على البحر، السياحة الصحراوية والسياحة الجبلية وفي المدرجات الزراعية ليتعرف إخواننا في الخليج على طبيعة اليمن.
من جهته أكد الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء اليمن أن الاستعدادات لاستضافة كأس الخليج لكرة القدم نهاية العام الجاري وصلت إلى مراحل متقدمة لتضع حدا لتقارير صحفية تتحدث عن قرب سحب حق استضافة البطولة من البلاد، وواصل الدكتور مجور تأكيده بان "نسبة الإنجاز في المنشات الرياضية وغيرها من المرافق الخدمية والإيوائية والسياحية بلغت مرحلة متقدمة ودخلت مرحلتها النهائية وستكون جاهزة للافتتاح قبل موعد انطلاق البطولة في نوفمبر القادم."
وعلى هامش الجمعية العمومية لانتخاب مجلس إدارة الاتحاد اليمني لكرة القدم قال الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء "نجدد التأكيد للأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي أن اليمن السعيد سيقدم استضافة نوعية للدورة الخليجية لأن اليمن تمتلك كافة مقومات النجاح." وواصل رئيس مجلس الوزراء حديثه بان ضيوف اليمن ستعتريهم الدهشة وهم يشاهدون جمهورا متعطشا للبطولة الخليجية يحضر بكثافة وبأعداد كبيرة ستضع اليمن في الصدارة خليجيا من حيث الحضور الجماهيري الذي سيتواجد في ملاعب البطولة.
وخلاصة القول نقول لكل من شكك لكل من أراد ان لا تستضيف بلادنا هذا الحدث الهام موتوا بغيظكم فخليجي عشرين في اليمن ولتذهب أحلامكم أدراج الرياح ولنعش نحن والمحبين لهذا الوطن أفراح الثاني والعشرين من مايو في عيده العشرين باستضافة جميلة وشيقة.
* باحث دكتوراه بجامعة الجزائر
* [email protected]