كنا ذات مرة في سفر من شبوة إلى صنعاء وفي الطريق صعد معنا صومالي هاربا من مخيم ميفعة لللاجئين وعندما توقفنا برهة للاستراحة سألته أين أنت ذاهب؟ قال نازل عند النقطة العسكرية!
فتعجبت قلت سيلقون القبض عليك لأنك هارب قال حان وقت الغداء والنقاط العسكرية في اليمن تعطينا أكل لاتتركنا جواع لكن النقاط في الكثير من الدول العربية لاتعطينا شيء ويرمون الأكل ويدفنوه أمام أعيننا فيتركونا نصيح ولا يرحمونا أبدا فأحسن جنود في العالم هم جنود اليمن.
حقيق كلام مؤثر قلت في نفسي نعم فاليمنيين هم أرق قلوبا وألين أفئدة فلا يمنعون اللقمة في أي زمان ومكان ولهذا وصفهم الرسول بأنهم أهل إيمان وحكمة فلابد أن يكون فيهم من حديث رسول الله نصيب وإن تغير المكان وتقادم الزمان
وعند استعراضنا لمواقف متميزة تدل على وجود سمت الإيمان والحكمة في أهل اليمن نجد مثلا رئيس الجمهورية من القلة القلائل الذي لم يقوم بتنفيذ تصفيات وإعدامات وكثرة إعتقالات ضد خصومه ومعارضيه كما حصل في كثير من البلدان العربية بل الوحيد الذي أصدر إعفاءات جمة للإفراج عنهم وهذه تعد من الصفحات البيضاء في اليمن.. كما أن الوحدة اليمنية الوحيدة في البلدان العربية والتي استمرت وصمدت وستبقى إذا وجدت المزيد من ممارسة الحكمة بمعانيها وصورها المختلفة..
أما تجربة المشترك فهي تجربة حكيمة ونوعية فكيف بفرقاء السياسة والأيدلوجيات يلتقون ويتفقون ويجتمعون وينفذون تداولا سلميا فيما بينهم بصورة فريدة لامثيل لها في وطننا العربي المتشرذم فهم محل إعجاب جميع السياسيين في المعمورة فحقا إذا اجتمعت المبادئ لايفرقها الشذوذ..
وهكذا تجد الكثير والكثير من السمات تميز اليمنيين عن غيرهم من الشعوب في بساطتهم في كرمهم في تعاملهم في تعاونهم حتى إذا عادى بعضم بعض اصطلح مع أخيه بعد سويعات أو أيام.
صحيح أن أحد المعجبين الباكستانيين زار اليمن وعند وصوله باب اليمن سرقت محفظته دون درايته فلما قيل له كيف وجدت اليمنيين قال في حكمة ولكن مافي إيمان.
نعم سمت الإيمان والحكمة سيظل في اليمانيين إلى قيام الساعة يزيد بالإيمان وينقص في زمن الفسدة والمفسدين الذين أكلوا الأخضر ولم يبقوا للمواطن حتى اليابس والعجيب أنك تجد الكثير منهم يرتشي و يسرق الأموال ثم يزكيها ويذهب بها للعمرة أو الحج .
فهل يمكن أن تتبلور حكمة الشعب اليمني حاليا إلى واقع ملموس بأن يقولوا لا وألف لا لكل من فسد وظلم وعلى الأرض بسط حينها يتحقق في عصرنا جليا كلام الصادق المصدوق.