[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

ما ينبغي على الرئيس قوله في الذكرى العشرين للوحدة

أخي الرئيس.. أعتقد أن حاجتك لسماع الغير أكثر من حاجة الغير لسماعك.. لقد تحدثت كثيرا، وكررت كثيرا، ويبدو أن المستقبل سيحفل بالمزيد من التكرار.. أهناك ما هو جديد ومختلف هذه المرة حقا.. في خطابك الذي وصفته ب " الهام" ؟!.. دعونا نتفاءل، بل دعونا نقترح ونشارك..

لو قرأت ما كُتب في مواقع ومنتديات الانترنت وفي الصُحف عن المفاجأة التي وعدت بها، لأتيت بمفاجأة حقا.. إنهم يظنون أن حليمة ستعود لعادتها القديمة، وأن خطابك عبارة عن "ديمة وخلفنا بابها".. يمكنك أن تثبت لهم أن حليمة لن تعود..

كل استفزاز يُقابل باستفزاز مشابه.. لهذا على خطابكم، سيدي الرئيس، أن يخلو من كل ما يمت للاستفزاز بصلة..

لقد قوبلت فكرة أكبر سارية علم وحدوي، بفكرة أكبر برميل تشطيري، وقوبلت عبارة الوحدة أو الموت، بعبارة فك الارتباط أو الموت.. لا يجوز أن يتحول الدفاع عن الوحدة إلى ما يشبه الحرب النفسية ضد الطرف الآخر.. ثم لا تنسوا أنكم الطرف المسئول..

أخي الرئيس .. عندما توجه خطابك لأحزاب اللقاء المشترك فتحدث بصفتك رئيسا للجميع لا للمؤتمر الشعبي العام فقط.. لا داعي لتوجيه التهم أو تحميلهم مسئولية أزمة ما..

وعندما توجه خطابك لقيادات الحراك فلا تعرض المشكلة على أنها بين وحدويين وانفصاليين، وإنما بين وضع متدهور في الجنوب قابلته سياسة خاطئة في الشمال، والمطلوب الآن تغيير هذه السياسية.. أو إظهار جدية في تغييرها من خلال الإقرار بوجود أزمة..

قل لهم مثلا : "أقر بوجود أزمة سببها السياسات الخاطئة، لكن أنتم أخطأتم بشكل أو بآخر حينما واجهتم الخطأ بخطأ.. علينا أن نصلح أخطاءنا جميعا.. لا يجوز أن تدفع الوحدة ضريبة أخطاء الجميع"..

كرر ذلك : " أعلم أن هناك أخطاء تقض مضجع هذا المنجز.. وأعلم أن تقديرنا لحجم الأزمة لم يكن دقيقا، ولذا جاءت المعالجات قاصرة، إضافة إلى وجود ما يشبه الاستئثار بالمعالجة، لكن كل شيء لا يزال ممكنا، ولذا سأمد يدي لجميع القوى الخيرة في البلد، بمختلف توجهاتها السياسية : تعالوا نحافظ على مكتسباتنا، فالوطن وطن الجميع والوحدة وحدة الجميع..

لتكن الذكرى العشرون لتحقيق الوحدة اليمنية ، نقطة تحوّل هامة.. وبداية جادة وحقيقية لانتشال اليمن من الوضع المزري فلن نحافظ على الوحدة إلا بالعدل والمساواة ..ولن نعمدها بالدم ، بل بالمحبة والتسامح ...

صدقني.. لا مفاجأة أكبر من أن تقول كلاما مختلفا وبأسلوب مختلف.. هل هذا كثير..؟!.

زر الذهاب إلى الأعلى