اثنين وعشرين مايو هو يوم من الدهر لم تصنع اشعته شمس الضحى بل صنعناه بايدينا"، النخبة الجنوبية كانت تسعى إلى تحقيق الوحدة وفقاً لمنظورها السياسي، والنخبة الشمالية كانت تسعى إلى تحقيق الوحدة، وفقاً لتوجها السياسي، ولكن الوحدة لم تتحقق وفقاً لتوجه أياً من النخبتين، وإنما تحققت عبر الوفاق السياسي في لحظة تحول مشهود على الصعيد العالمي.
ليس اليمنيين هم الذين يحتفلون بالمناسبة وينسون مضمونها ولكن السلطة هي التي تحتفل بكل المناسبات وتنسى المضمون.. اليس الحكم في الشمال ظل يحتفل بعيد سبتمبر كل عام وينسى مضمون الثورة طوال 28 عاماً، ثم بعد الوحدة ظل شركاء الوحدة يحتفلون بعيد الوحدة وهم يعرفون ان هناك خللاً كبيرا على الأقل في سنوات 90-93 ثم حدثت الحرب واعلان الانفصال والباقي معروف، ولقد سنحت فرص كثيرة لعملية الإصلاح بعد الحرب ولكن غرور السلطة والقوة لم تعر لعملية الإصلاح أي اهمية وانما استمرت في الظلم والجور والنهب في كل اليمن من قبل فئة قليلة ومعروفة لدى الجميع وذلك في جميع المحافظات من اقصى الشمال إلى اقصى الجنوب.
نقول ليوم 22 مايو لم تكن يوما مع المشاريع الصغيرة وكنت دوما مع الوحدة وضد الظلم. وبين من تنكروا لحزبهم العظيم ومشروعه الحضاري.لقد باتوا اليوم يدافعون عن مشاريع صغيره مناقضه لمشروع اليمن الكبير . للشعب الذي اوصلهم للسلطة. اصبحوا يهيئون الجنوب الحبيب لاقامة مشاريع صغيره شبيهه بمشروع السلطة سيعيدون الجنوب إلى ما قبل 1967. لقد انقلبوا على مشروع الوطني العظيم لمصالح شخصيه ولمصالح أعداء الوطن من السلاطين والانتهازيين والرجعيين.
لم يتبق لنا سوى الايمان بالمستقبل، بحتمية التطور، الوحدة والتكتلات الكبرى مسالة حتمية،مجتمع العلم والتنوير والعدالة الاجتماعية مسألة حتمية.
22 مايو لا مكان فيها للبنى القديمة والثقافات القديمة والمشاريع الرجعية الصغيرة، يغني مارسيل،( شمس ال بتغيب اليوم رح ترجع تاني يوم ) نعم، اعظم الثورات هي تلك التي لم يبزغ شمسها بعد، اجمل العصور هي تلك التي لم تأت بعد، اروع الاجيال هم اولئك الذين لم يولدوا بعد، افضل الانظمة السياسية هي تلك التي لم نختبرها بعد، افضل الاتفاقيات هي تلك التي لم نوقع عليها بعد، اجمل التجارب الاشتراكية هي تلك التي لم تطبق بعد، اصلح المنظومات الاخلاقية هي تلك التي لم نهتدي اليها بعد، افضل الحضارات هي تلك التي لم يأت اوانها بعد.
تبقى لنا الكثير والكثير من منجزات الأحلام والوعود والتي هي في علم الغيب تبقى لنا كل عام نشاهد كميات الطوب في كل منتشرة في جميع مدن وقرى اليمن لوضع حجر الأساس في بلدة وقرية، تبقى لنا كمية كبيرة من جحافل اللصوص والحرامية تسرق وتنهب وتستولي وتأكل الأخضر واليابس، تبقى لنا مليشيات مسلحة من الحداء والمفلحي تقتل وتبيد البشر وبتشجيع من النظام، تبقى لنا قطاع الطرق والخاطفين من بني ضبيان، تبقى لنا رئيس يدعم ويناصر ويحمي هؤلاء وبكل فخر، تبقى لنا نظام فاسد يزود نفسه بالاسلحة الجديدة والفتاكة لقتل أبناء اليمن، تبقى لنا نظام يجاهر بالمعاصي والمنكرات وبدون خجل أو خوف، تبقى لنا الكثير والكثير.