تهنئة لأهلنا في اليمن بالذكرى العشرين للوحدة
وحدة اليمن خطوة في مسيرة النضال القومي للوحدة الكبرى
وهي أمانة الأمة عند أهل اليمن
بداية أقدم التهنئة لعموم أبناء الأمة العربية وطلائعها المجاهدة في كل أقطارها من اجل التحرير والوحدة، واخص منهم أهلنا في اليمن وأبارك لهم تحقيقهم أول نموذج لوحدة الأمة بالذكرى العشرين لتوحيد شطري اليمن، فالوحدة هي الطريق الصحيح لتحرير الأمة وخلاصها وأقوى ضربة يوجهها مناضلي الأمة وطلائعها لقوى الاستعمار المعادية لها والطامعة فيها، الوحدة اليمنية هو خطوة في مسيرة النضال العربي للوحدة العربية وهي نموذجا لها ودافعا عمليا على إمكانية تحقيق وتحولها من مجرد أمنية ورغبة إلى واقع يجسد نجاح أبناء الأمة في تحقيقه، لا كما يحاول المغرضين وأعداء الوحدة من القوى الطامعة في الأمة أو من الخونة والمنحرفين والعملاء من المدعين الانتماء إليها بأنها حلم غير قابل للتحقيق، والتي جزأت الأمة وعملت على تعميق التجزئة وترسيخ الفرقة والتناحر، وتغذية وتمويل التآمر عليها، لقد كانت التجزئة سلاح المستعمرين لإخضاع واستعمار العرب، وما معاهدة سايكس بيكو إلى دليلا على ذلك، ومن يعمل على تجزئة أي قطر ما هو إلا عميل مرتزق لقوى الاستعمار، سواء كان ذلك بدراية وتجنيد مباشر له من قبل قوى الإمبريالية والصهيونية أو بجهل منه.
إن وحدة اليمن يجب أن تبقى حقيقة راسخة كما هي حقائق الأيمان والوجود وان يكون حرصنا على ديمومتها كحرصنا على بقاء واستقلال الوطن، فهي إنجاز مقدس في حياة الشعب يفتديها بالغالي والنفيس ويدافع كل الشعب وتفتديها الأجيال على مر الزمن، تظل وحدة اليمن تمثل أمانة الأمة العربية كلها عند أهل اليمن، وهم أهل لتحمل الأمانة والحفاظ عليها، وان لا كي لا تتكرر مأساة مؤامرة قوى العدوان والخونة والتصرف الخاطئ من أجهزة الدولة سببا بفشل التجربة، ويعاد الإحباط الذي عانته الأمة والجماهير نتيجة فشل أول تجربة وحدوية بين قطري مصر وسوريا، والذي بدأت فضائيات التآمر تلتقي مع منفذ جريمة الانفصال العقيد الركن عبد الكريم النحلاوي كشاهد على العصر، وكأنه بطل وطني ويتحدث عن خيانته القومية بلا حياء.
لقد امتد نضال أبناء الأمة العربية عقودا طويلة لاستعادة وحدتهم، والتصدي للهجمة الإمبريالية المسلحة أو الفكرية والإعلامية المعادية لهم والرامية إلى ترسيخ ما فعله الاستعمار من تجزئة الوطن العربي إلى دويلات صغيرة عاجزة،إن التجزئة سببا لأكثر عوامل تقييد وتأخير نهضة الأمة لذلك عملت القوى الإمبريالية على استمرارها واعتمدتها لتدمير الأمة:
التجزئة اخطر أسباب ضعف الأمة والعامل الأول في تدمير وحدة نضال طلائعها وتفتيت قدراتها العسكرية والاقتصادية.
التجزئة هي السبب الرئيسي في تدمير القدرات التنموية والنهوض في الأمة، والتي أولى عواملها توفر الأيدي العاملة ورأس المال والمواد الأولية، والتي تتوفر جميعها فيما لو كان الوطن العربي وحدة سياسية وبشرية واقتصادية واحدة.
لقد كان النضال العربي ممتدا على طول فترة الصراع بين الدول الاستعمارية وجماهير الشعب بقيادة طلائعه المجاهدة سواءا كانت الدينية منها أو القومية، على امتداد الفترة منذ القرن الثامن عشر الميلادي ولغاية اليوم، وكان لثوار شعبنا في اليمن نصيب كبير في هذا الجهاد والنضال، فقد عملت بريطانيا زعيمة الإمبريالية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين إلى تشطير اليمن بالتواطؤ مع الحكم الأمامي الكهنوتي المتخلف، وأسمت الشطر الجنوبي باسم الجنوب العربي في محاولة قذرة لطمس اسم اليمن عن الشطر الجنوبي الذي فصلوه عن أصله، فالتاريخ العربي يحفظ إن شبه جزيرة كانت ممتدة من عدن جنوبا إلى الفرات شمالا، وان اليمن يشكل جنوب الجزيرة العربية حتى حدودها مع العراق التي كانت تصل إلى نجد والحجاز.
كان أبناء أبين والضالع ولحج في طليعة الشعب اليمني وأكثرهم تضحيات في سبيل الوحدة، وهذا شرف لهم وتميز في المواطنة والنضال والوعي، يجعلهم يشعروا بالفخر والاعتزاز، فعليهم اليوم أن يكونوا في مقدمة أبناء اليمن الموحد للدفاع عنها والحفاظ عليها، وان لا يسحبهم نفر من المنحرفين والخونة والجهلة ليكونوا دعاة للانفصال، والمسؤولية الأكبر تقع على المثقفين والسياسيين والأحزاب الوطنية والمشايخ والعقلاء والناس الأكثر وعيا، عملا بتكليف الله للعالمين وتمييزه سبحانه لهم بقوله عز من قائل (لا يستوي اللذين يعلمون واللذين لا يعلمون).
اللهم احفظ اليمن وأهلها ووحدتها ونصر العرب والإسلام ووفقهم لتحقيق وحدة الأمة بالصورة التي تحفظ لهم قوتهم وتعزز جهد الخيرين والمناضلين من اجل الوحدة والتحرير والحياة الكريمة لأبناء الأمة.
تهنئة لأهلنا في اليمن شعبا وقيادة بالذكرى العشرين للوحدة.
في ذكرى الوحدة دعاءنا لرب العالمين أن يتقبل كل شهدائنا اللذين قدموا أنفسهم قرابين على طريق الوحدة والتحرير في عليين مع الأنبياء والشهداء والصديقين، وان ينصر السائرين على الدرب ويثبتهم لتحقيق الوحدة العربية الكبرى، انك قريب مجيب للدعاء