[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

هل المشكلة في البطانة أم في القطن؟

حقق اليمن المشطر والموحد في عهد علي عبدالله صالح نجاحات واضحة، واليمن اليوم يعيش بالتأكيد إخفاقات واضحة!

تمرد إمامي عنيف في شمال الشمال، وحراك انفصالي (واسع) في الجنوب، وتنظيم قاعدة في محافظات النفط، وشلل إداري، وفساد مالي، وبطالة فكرية، واحتقان سياسي، وجمود اقتصادي.

ما السبب في ذلك النجاح وهذا الفشل؟ أليس الرئيس هو الرئيس والشعب هو الشعب؟!

البعض يعزو السبب إلى أن الرئيس، وفقه الله، كان في السابق يصغي ويستشير وكان يلقى من يقول له رأياً سديداً، وإن كان مخالفاً لرأيه..

ذهب جزء من العقلاء الذين كانوا يسددون خطى الرئيس وأخذ جزء آخر على خاطره، فاتكأ رئيس الدولة على أشخاص موظفين في رئاسة الجمهورية لا رؤية لهم ولا رأي.. إن قال الرئيس كلمة قالوا: نعم ما قلت.. أنت الصواب ولا صواب سواك..

بالطبع؛ الرئيس لم يحاول توسل الأشخاص الذين أخذوا على خاطرهم منه وان لسان حاله يقول: سوف أنجح لوحدي..

وبالطبع (كذلك)؛ عندما ثبت له أن ما لديه الآن من بضاعة هو خسف وسوء كيلة، (من موظفي رئاسة الجمهورية).. أيضاً صار لسان حاله يقول: سوف أنجح لوحدي..

ما يتطلبه حال اليمن اليوم هو أن يسعى العقلاء والأوفياء والحريصون على هذا البلد لإقناع الرئيس أن الرجل القوي لا يكون إلا برجال أقوياء..

هنالك من لا يريد للرئيس أن يفلح في تدارك الوضع وهؤلاء هم أشرار هذه البلاد، حتى وإن كانوا يحسبون أنفسهم ملائكتها..

كما أن على العقلاء والأوفياء إقناع حزبي الإصلاح والاشتراكي أن الملامة التي قد يحصدونها جراء إسهامهم مع الرئيس والمؤتمر في إخراج البلاد من أزماتها، أهون بكثير من الندامة التي سوف يحصدونها إن تواطأوا على إيصال الأوضاع إلى نقطة أسوأ مما هي عليه..

تالله ما أفلح العناد في بناء دولة ولا في إنقاذ وطن.. والعناد اليوم قاسم مشترك بين كافة أطراف العملية السياسية في اليمن.. وهناك من يقتات مشروعه الخبيث من هذه العناد ويظل يغذيه ليل ونهار...

هنالك من سيكرر القول بأن المؤتمر يريد، بدعوته لحكومة وحدة وطنية، أن يشرك المعارضة في الغرم قبل مجيء الانتخابات، والعجيب أن مثل هؤلاء يظنون أن الانتخابات ستجرى بالفعل في 2011م، وفقاً لاتفاق فبراير بين المؤتمر والمشترك..
الأحداث والمؤشرات تقول بأن اتفاق فبراير آخر في الطريق تتخذه حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة عن هذا الحوار قد يمدد بموجبه اتفاق فبراير الأول إلى 2013، في أحسن الأحوال.. وهذا لو تم الاستفادة الحقة منه لن يكون بمثابة إلغاء للديمقراطية بل تجميد لها إلى حين تختلف الظروف الحالية الضاغطة.

ما لم.. فالبدائل جاهزة.. إمام يعود إلى صنعاء، وقاعدة تعبث بمحافظات الصحراء، وانفصالات مختلف ألوانها جنوباً وشرقاً وغرباً (لا قدر الله)..

ببساطة: ماذا لو اتفق المؤتمر والإصلاح والاشتراكي والفصائل الوحدوية في الحراك؟ هل ستبقى المخاطر بهذا الحجم؟ مستحيل..

والخلاصة: هذا اليمن.. في عهد الرئيس نجح، وهذا اليمن نفسه في عهد الرئيس نفسه فشل.. ما الذي تغير؟ البطانة. ولماذا؟ بسبب رحيل البعض وعناد من تبقوا وكسل يضرب كل الخيرين في هذا البلاد..

خاتمة مع الشاعر غائب حواس:

يا بلادي ما عسى يفعلُهُ .. نصفُ حرِّ بين أنصاف عبيد

زر الذهاب إلى الأعلى