القمة العربية الخماسية في طرابلس تنفيذاً لقرار القمة العربية الـ22 بسرت موضوعها واحد ومحدد البحث في صيغة نهائية" لاتحاد الدول العربية " يحل محل الجامعة العربية لان الجامعة العربي استنفذت
كل مبررات بقائها بهذا الشكل الذي تأسست عليه منذ عام 1945م ومنذ ذلك الوقت جرت مياة كثبرة في النهر ووصلت البحر ومياة الجامعة العربية راكدة واقفة لا تتحرك وانظمة الجامعة ولوائحها العتيقة أكل منها الدهر وشرب ونحن العرب متمسكون بها ولا نريد مغادرها وخاصة فيما يتعلق بالقمم وحل المنازعات والتشاور واتخذا القرارات
وقضايا التنسيق والتكامل السياسي والإقتصادي
العالم من حولنا نحن العرب قد ناقش وبحث صيغ متعددة للتكامل والوحدة بين اقاليمه وأقرها وبدأ يتوحد ويتكامل على أساسها ونحن العرب لازلنا متمسكون بصنمنا " الجامعة العربية " ولا نريد حتى تجديده لاننا قاعدون بل جالسون جلستنا "القرفصائية" في هذا العالم الذي غير من أنظمته وقوانينه وتوصل إلى أشكال جديدة من الإتحاد والتنسيق والتكامل في ما بين أقاليمه ودوله وأصبح التنقل بين دوله بالطاقات والهويات الممغنطة وانتقال البضائع للتكامل ونحن لازلنا العرب نعشق كل قديم ونتغنى به وغير راضين ان نقوم من جلستنا " القرفصائية"، واذا جاءنا بصيص نور من هنا أو هناك من أرضنا العربية لانراه ولا يعجبنا إشعاعه وكأننا مغرمون بما يأتينا من خارج أرضنا العربية فقط.
القمة العربية الخماسية التي احتضنتها طرابلس امس الأثنين هامة وتكمن أهميتها كونها نعقد اجتماعها الأول الذي نتمنى ان يكون الأول والأخير باقرارها الصيغة النهائية لإتحاد الدول العربية لتقديمه إلى القمة العربية الإستثنائية المقرر انعقادها في اكتوبر القادم.. ونريد لهذه القمة ان تقيمنا نحن العرب من جلستنا القرفصائية" إلى حالة الوقوف والإنتصاب، فوثيقة تطوير العمل العربي المشترك، استناداً إلى المبادرة اليمنية لإنشاء اتحاد الدول العربية قد اشبعت نقاشاً وتعديلات من قبل الخبراء ووزراء الخارجية في دول اللجنة الخماسية كما تم مناقشة كل الرؤى والمقترحات والمبادرات المقدمة من قبل اليمن وقطر وليبيا والجامعة
ولن يتبقى سوى ان يناقشها القادة الخمسة والأمين العام للجامعة العربية ويقرون الصيغة النهائية التي سترف للقمة العربية في اكتوبر، أما اذا كان العرب لايزالون يفضلون جلسة " القرفصاء" وغير قادرين بعد على الوقوف والإنتصاب لمواجهة المتغيرات الإقليمية والدولية فسيختلفون حول الصيغة النهائية وسيظلون متمسكين بجامعتهم العربية العتيقة وسيلجأون إلى "تلجين" المبادرة اليمنية والمقترحات القطرية والليبية وأي مقترحات و ستكثر اللجان وسينطبق علينا المثل القائل اذا أردت ان تفشل شيء " لجنه " أي شكل له لجان واللجان تنقله إلى لجان وهكذا.
و يستغرب المرء عندما يقرأ ويسمع ان هناك من لازال متمسك بالجامعة العربية بوضعها الحالي رغم الصرخات والتصريحات المباشرة من قبل القائمين على الجامعة وأولهم الأمين العام عمرو موسى ومن قاده عرب مثل أمير قطر حمد بن خليفة أل ثاني وفخامة الرئيس علي عبد الله صالح والزعيم الليبي العقيد القذافي وغيرهم
ومن يطرح انه يحب الجامعة العربية ومغرم بها ويريدها كما هي بشكلها الحالي ويتباكي على استبدالها بالإتحاد العربي هو فقط لا يريد أن يخرج عن المألوف ويرى في الوحدة والإتحاد بعبع يهدده ويهدد كيانه ووجوده مع أن الوحدة والإتحاد قوة وعزة وكرامة، العالم يتغير في كل لحظة وبحاجة إلى مواكبة المتغيرات ومثل هؤلاء يحلمون بدول وكانتونات يمارسون فيها ومن خلالها تسلطهم ونزواتهم ولا يرون إلى أبعد من أنوفهم وكأنهم لا يرون ولا يسمعون عن الإتحاد الأوروبي والإتحاد الأفريقي واتحاد دول أمريكا اللاتينية واتحاد دول الباسفيك واتحاد.. واتحاد.. واتحاد.. الخ .. واتحاد. الخ