أرشيف الرأي

"ن"

النون ترتيل الحنين
على حقول الروح،
حيث هناك أغنية تسيل على شفاه الناي،
تحمل سرها بكتابة أولى،
تمر على سلالم من نشيج
يحمل النبرات بين صعودها وخفوتها،
وتطوف بين منازل العشاق
فوق هوادج الذكرى،
تمر سريعة وتعود ذاكرةً
تئن على ضمير في الغياب
يهزه الشوق المؤجج
فوق غصن شجونه

النون فيض الله في القرآن،
آيته،
وما سطرت من المعنى البديع،
وما تناسق في تلاوته من الآلاء،
هذا النون في سمواته يعلو،
تضيء قنوته المكنون قافية الدعاء
وما ترقرق في ابتهال عيونه

النون تنضيد الكلام سلاسةً،
هو نفسه يبدو كما هو عكسه،
لافرق أوله كآخره،
تلألأ كالهلال ونجمةٍ
وتحبه الفتيات تشكيلا
يزين صدورهن المشرئبة للهوى وفتونه

النون توكيد على فتح المضارع
حينما يمشي على خطواته ثقةً،
يرى في النون نون وقاية للفعل
من كسرٍ يحاصر سيره الماضي
على درجٍ تثاقل بالعبارة
فاستدل على التآلف واستقام بنونه

النون نون النسوة اللاتي وقفن على
مرافئ أرخبيل القلب عشقاً واغتسلن
بما تفجر من منابع نبضه ومضين
يوقدن القصائد من لهيب جنونه

النون تنويع على التنوين في الإيقاع
للأسماء أن تمضي، كما شاءت على الحركات،
يحرسها من الإيغال في التصريف
تفعيل يمر على مدار فنونه

النون ترصيع يشع بهاؤه،
وعلى جوانبه يرف جناح موسيقى،
به الشعراء هاموا،
واستراحوا في ظلال غنائه الموال،
وافترشوا بساط رويِّه،
كتبوا الفضاء الرحب نونات
تعبِّر كل واحدة بوجهٍ ليس للأخرى،
ويشعلها مقام
يملأ الدنيا بعزف لحونه

زر الذهاب إلى الأعلى