ما جوابنا على غر يقول لنا بمنظوم الكلام على استخفافه بنفسه وأصله على أن يكون يمني بكل فخر فيذهب بعيداً عن قراءة تاريخ أسلافه وأجداده في اليمن فيختصره برواية عقيمة ليتحفك بالقول بكل سذاجة أنا من الجنوب العربي!..
وهكذا علمونا من كتب الجغرافيا المستوردة ورسخوه في أذهاننا عبر مكبرات الصوت وبطاريات الشحن بعد قراءة الفاتحة على الوحدة وخلص الكلام!
سؤال يحتاج إلى دراسة وتحليل نفسية صاحبه أو أصحابه لما رأيناهم قد استعملوها وتصرفوا فيها كهوية مؤقتة إلى حين اكتمال عقد الانفصال الفارط بأمر ورعاية سماحة دولتنا الرشيدة!!
عبارات وجمل استخدمت للمكايدة السياسية وللتعبير عن نقمة وردة فعل غاضبة على أوضاع متردية أوصلت بعضنا إلى أن يحتقر نفسه أو يحقرها برفع علم أمريكا والاستنجاد بإيران أو حتى الاستعانة بالشيطان ونقاش المقايل والمقاهي الذي قد يفضي أحياناً إلى تقليب مواجع وآلام تجعلك تكفر بعمر موسى الذي فوًت عليهم تدويل قضية عودة المسئولين المهجرين في دول الشتات وتمنحهم أمان تأشيرة حبهم وعشقهم لإسرائيل مقابل الاعتراف بسيادة الجنوب العربي المحتل من الغزاة اليمنيين القادمين من موزمبيق..
هكذا أقرأها وقرأتها في منتديات الفتنة بتصريح يقابله استغباء لعقول القراء والمتلقين والزائرين وكأن الأمر انتهى بنا إلى تفويض عقول الأطفال الرضع للأخذ بما يقولونه عبرة لما نقلوه بالتواتر عن سفير عجوز يمني سابق وآخر صبي استخباراتي اشتراكي مخضرم قدس الله سريهما!
فما هذا الذي تجدد من تاريخ مدسوس علينا بمزية شرف أن تكون يمني لتستبدلها بهوية مسخ مستعارة وقناع مزيف إلى حين انتفاء صفة الوحدة بتمزيق وطن مترامي الأطراف من أجل عودة المهووس بالسلطة علي سالم البيض أو المهندس المتذاكي حيدر أبوبكر العطاس فإن كان ذلك التاريخ الذي تروجون له يعنينا فهو كذلك وينبغي لنا أن نميزه بحدوده من باب الإنصاف على أن لا ننكر يمانيتنا فلنقل جنوب اليمن أو شمال اليمن أو غرب اليمن أو شرقها وهكذا حتى لا نسرف بالخيلاء بعيداً دون النظر إلى مطالبنا الحقيقية والتفرغ لكتابة تاريخ مروي على لسان شخص بليد عاش طوال عمره السبعيني مخدوعاً بجنسيته اليمنية حتى اكتشف الخديعة مؤخراً عن طريق الصدفة.
لم يكن نفي الواقع المرير يوماً أعز علينا مما عانيناه ولكننا ننظر اليوم إلى تحسن أوضاعنا المعيشية وكفالة حقوقنا الآدمية بعيداً عن تمجيد الأشخاص أو الأحزاب ورفع رايات الانفصال وعلم الاشتراكي بمثلثه الأزرق ونجمته المقيتة وطرد الاستعمار اليمني إلا أن يقال فينا أصحاب حق يطالبون بالباطل وهذا هو الظلم لأبناء الجنوب بعينه.
كما لا يشرفنا تمجيد سلطة فاسدة أكلت الأخضر واليابس ونحن نراوح بين أن ننفصل بهوية مختلفة ومتخلفة نعيد من خلالها مجد تاج بريطاني لإرضاء شلة بريطانيا وبين أن ننفصل لنعيد أنفسنا إلى الوراء بضع خطوات ونحن نبكي ونتباكى على ماض تولى من أجل استعادة قتلة وأرباب سوابق .. متناسين أن مطالبنا أكبر من نسقط تحت وهم استعادة أشخاص على حساب وطن أو بقاء فاسد على سدة حكم وطن لا يستحقه..
فمتى سندرك أننا نجري وراء سراب مضيعين حقوقنا المسلوبة وما قدمناه للدفاع عن الوحدة بدماء شهدائنا الأبرار وبجرة غباء نكررها باستماتة حالم بوهم لن يتحقق سوى بمعجزة إلهية؟؟
وهل يحق للبيض أو غيره ممن أدخلونا في النفق المظلم بصراعهم على مغانم السلطة أن يعيدنا بعد هزيمته إلى سابق عهده وهو من يطالبنا اليوم ويتوسل إلينا بدعمه للانفصال وعودته للحكم من جديد، وهل استشارنا يوماً بأن نسانده عندما التقت مصالحه الشخصية مع من توحد معهم؟؟
وإن كان هذا الأخير حريصاً على أبناء الجنوب وحقوقهم المسلوبة فما سر اختفائه لخمسة عشر عاماً مضت عانينا فيها ومن خلالها الأمرين قبل أن يخرج من سردابه العماني بنفاذ المخزون المادي..
فما الذي تغير اليوم حتى نرفع صوره ونهتف باسمه ؟؟
سؤال وأسئلة برسم الإجابة
والسلام كلام