تعتبر عمرة رمضان أحد أهم مظاهر الشهر الكريم خاصة أن كثيرا من المسلمين في اليمن والعالم ينتظرون قدوم هذا الشهر الفضيل مشتاقين ومتلهفين لأداء مناسك العمرة في أيامه المباركة ومما يزيد الطلب عليها أنها تعادل حجة في رمضان وتتضاعف فيه الحسنات لقوله - صلي الله عليه وسلم - "العمرة في رمضان تعدل حجة" وذلك في ثوابها مع وجوب الحج إذا لم يحج لأن السنة لا تسقط الفريضة.
غير أن ارتفاع التكلفة لمن أراد العمرة أصبح عائقا أمام تحقيق هذه الرغبة الجياشة في زيارة بيت الله الحرام وأداء المناسك في رمضان مما يدعو ذلك لكثير من التساؤلات سواء عن فضل العمرة في هذا الشهر ومدى جواز هذه الأسعار المرتفعة من قبل شركات السياحة.
مشاكل بالجملة أثارها موسم العمرة هذا العام وذلك من خلال شكاوي المعتمرين الذين جاءت معاناتهم على كل شكل ولون ومنها شركات السياحة التي تماطل في تنفيذ بنود عقدها معهم وتأشيرات السفر التي لم يتسلموها في الميعاد المحدد. وذلك فضلا عن الارتفاع الجنوني لأسعار رحلات العمرة لهذا الموسم مثل غيره من المواسم السابقة!.
وهذا يحدث نتيجة لاستغلال هذه الشركات لشهر رمضان وشوق الناس لزيارة بين الله الحرام ورسوله الكريم فنجد أن هذه الشركات تقسم الأسعار إلى ثلاث أقسام الأول يقع في العشر الأوائل من رمضان وتزيد الأسعار في المنتصف وتصل إلى ذروتها في العشر الأواخر ويوضح أن هذه السياسة تعتبر تعارضا مع تعاليم الشرع الحنيف من وجوب تيسير العبادة على الناس وان كان من يفعل ذلك كالذي يأكل أموال الناس بالباطل وسيحاسب من الله على ذلك لأن هذه المغالاة من باب الصد عن سبيل الله وعن المسجد الحرام.
وأساء الكثير الغلاء الفاحش لعمرة رمضان لهذا العام مما دفع كثيرًا من الأهل المشتاقين لزيارة نبيهم والصلاة في المسجد الحرام إلى العدول عن هذه العمرة ، وذلك بسبب هذا الاستغلال الذي لا يطاق ولكي لا نكون مطية للطامعين ومن لا يهمهم غير جمع الأموال دون مراعاة للأوضاع الاقتصادية ودون الإحساس بالغير، كما وأنهم يصدّون الناس عن هذه الطاعة فهو صد عن سبيل الله فبئس ما يكسبون..
ولمعرفة سبب زيادة أسعار برامج عمرة رمضان بما يحول دون تحقيق أحلام ملايين اليمنيين الذين يرغبون في زيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك العمرة في شهره المعظم أوضح أحد مسئولي وزارة السياحة أن للشركات الحرية في تحديد الأسعار التي تتفق مع برامجها حيث تكون وفقا لمستوي الخدمة التي تقدمها وسائل الانتقالات من اليمن إلى السعودية برا أو بحرا أو جوا وبعد أماكن الإقامة أو قربها من الحرمين ويشير إلى انه لا دخل لوزارة السياحة في تحديد الأسعار.
ولا يمكن الحديث هنا عن اقتصار العمرة والحج على الأغنياء فقط بل إن الله سبحانه وتع إلى خلق الفقير والغني ولا يمكن الاعتراض على ذلك ".