انتقل إلى رحمة الله تع إلى اليوم الأحد الأديب والسياسي السعودي غازي بن عبدالرحمن القصيبي عن عمر ناهز 70 عاماً، والفقيد ليس فقيداً للملكة العربية السعودية فقط، بل هو فقيد اليمن كذلك والأمة العربية جمعاء.. وبأبيات شعثاء مستعجلة كان هذا الرئاء:
ذكراك طيبةٌ وعَرفُك أطيبُ.. إن غابَ نجمك فالمجرّةُ غيهبُ
يتلعثم الشعراء ساعة فقدكم.. غازي القصيبي.. كيف لا أتهيّبُ؟
هذا الذي ملأ الدُّنا بزئيره .. وزهوره وعطاؤه لا ينضبٌ
هذا المحجّل بالإباء وبالندى.. والنور في قسماته يتكوكبُ
يا أيها الدكتور فقدك فادح .. ونداك في كل القلوب محبّبُ
من أين أبتدئُ القريض وليس لي.. مدد سوى الألم المجيد يشذّبٌ
وأنا اليماني الذي خبِر الهوى.. وسحابُهُ عند المواجع يسكبُ
بيني وبينك ألف ميلٍ فاصلٍ .. لكنْ حروفك في ضلوعي وثَّبُ
سبحان من أهدى إليك بيانه .. جفّت سواقيهم وأنت السلسبٌ
في كل جمع هادر متكلم .. خرس الفحول وأنت أنت الأعذبُ
مهما الصغار تمعنوك وكذبوا .. و"المادحون الجائعون تأهبوا"
الدبلوماسيون أنت كبيرهم .. وعلى الوزارة أنت فيها الأنجبُ
وحويت في عرش الملوك مكانة.. ولأنت في قلب الملوك الأقربُ
مهما السياسة أنشبت أظفارها.. والناس أصناف ودهرك أشعبُ
أرثيك يا أرض الرياض بفقده .. وسَلِ المنامةَ كيف فارقها الأبُ
بل سل بلندن روحه ورواحه .. المشرقُ استجلى به والمغربُ
كم ذا سكبتَ وكم شربتُ وكم ضحىً .. من فيض حرفك يستجيش ويُطربُ
يا "شاعر الأفلاك" أشعلت الدجى .. إن قلتَ حرفاً فالمدى يتكهربُ
ولكم تحرّكت الدُّنى مرعوبةً .. خوف السعوديِّ الذي لا يَرهبُ
لا فض فوك فقد ملأت قلوبنا .. رفضاً وتحناناً يفيض ويلهِبُ
غازي القصيبي والدُّنا مشدوهةٌَ .. ها أنت في العشر الأوائل تغرُبُ
ولسوف تبتدئ الحكاية من هنا.. قد يولد المقدام ساعةَ يذهبُ