ما الذي ستخرج به من سيد شهور العام..رمضان الكريم، إضافة إلى الأجر والثواب الكبير بإذن الله تع إلى ؟ فرمضان فوق انه موسم ومتجر رابح فانه مدرسة وأيُ مدرسة... فماذا تخرج به منها؟ واليك هذه الأمور والأفكار وهي نعم ما يخرج به المسلم من هذه المدرسة:
1) روح إسلامية جديدة، يكون لحياتك معها طعم آخر ومذاق آخر، حياة مفعمة بالطاعات والقربات لله السميع العليم الرقيب الذي لا تخفى عليه خافية، حياة تكون فيها لله كما يريد فيكن لك فيها فوق ما تريد، حياة معها تصبح فترة وجودك القصيرة في الدنيا مدخلا لحياة سرمدية في الجنة تنال فيها المزيد من النصيب من المتفضل الجليل الشكور الذي لا يعجزه شي إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.
2) عزيمة قوية صلبه على الرشد لا تتضعضع أمام مغريات الدنيا الدنية وفتنتها، فان للدنيا فتنة لاتكاد تنتصر على احدها حتى تعرض لك أخرى كما ورد في الحديث: تعرض الفتن على القلوب عوداً عوداً.
3) روح لا تنطلي عليها حيل الشيطان التي لا أوّل لها ولا آخر، مستعينا بالله لائذ بجنابه، متضرعا إلى الله في كل صباحاتك ومساءاتك أن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين مستعيذا به من الشيطان وشركه.
4) روح تناصب الشيطان العداوة والمحاربة، لا تضع سلاحها وتأخذ حذرها مستجيبة إلى أمر الله تع إلى ((إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً)).
5) إيمان بالغيب فاعل يدفعك دفعا دائما، لا شهرا في السنة، للعمل الصالح الذي فيه الكثير من الأجور التي أقعدنا دونه ودونها هذا الإيمان غير الفاعل بالغيب، و إلا قل لي بربك ما الذي يقعدنا عن صلاة الجماعة في أحيان قد تكون كثيرة دون عذر حقيقي أو يجعلنا نزهد في الصف الأول والتبكير إلى المسجد مع ما في كل هذه الأعمال الصالحة من أجور عظيمة نؤمن بها ولكنه الإيمان غير الفاعل وغيرها من العمل الصالح الكثير والكثير.إيمان فاعل يقلل الغبن الذي ستشعر به يوم التغابن أتدري لماذا؟ لأنك يومها ستدرك كم ضيعت على نفسك من الأجور مقابل أعمال لا تكلف كثير وقت ولا كثير تعب وفي حالات كثيرة لا تكلف شيئا كان بإمكانك أن تقوم بها في الدنيا ولكن إيمانك غير الفاعل أقعدك دونها.
6) علاقة مختلفة مع كتاب الله المجيد عن ما كانت عليه قبل رمضان، كم نقسوا على أرواحنا حينما نمنعها غذائها الحقيقي آيات القران فتذبل وتمرض وتموت فلا تتأثر بموعظة ولا تخشع في صلاة ولا تحضر عند تلاوة آية، لقد وجدنا أرواحنا تنتعش وتنتشي وهي تجد في أيام رمضان ولياليه بغيتها من غذائها وترتع بين سطور الذكر الحكيم، ألا تشتاق أيها الحبيب إلى أن تكون من أهل الله وخاصته ؟!، نعم..ألا تحب أن تكون من أهل الله وخاصته... لو عرض عليك احد حكام الدنيا عرضا أن تكون من أهله وخاصته إن أنت فعلت شيئا ما أو أشياء، هل ستفعل ذلك الشيء أو الأشياء ؟؟؟ انك ستسارع وتشمًر وتجتهد... والله الحي القيوم مالك الملك من له الآخرة والأولى تعزف أن تكون من أهله وخاصته وذلك بان تكون من أهل القرآن بالإقبال اليومي عليه قراءة وتدبرا وحفظا، يشغلك عن ذلك عمل للدنيا لا ينتهي أصلا وتكتفي من عمل الآخرة بركعات لا تدري ما قلت فيها أو ما قال الإمام فيها.
7) شرف لك عشت شهرا متقلبا في جنباته وتأبى أن تعيش من جديد دونه، انه قيام الليل الذي هو شرف المؤمن الذي ورد به الحديث: ((شرف المؤمن قيام الليل)).. وقد وجدت وعشت حقيقة أن لا معنى لرمضان دون صلاة التراويح لذا حافظت عليها إيمانا واحتسابا، وذلك حين سمت روحك بمجرد حلول الشهر فأصبحت تصلي التراويح والوتر احد عشر ركعة أو أكثر، ولعلك قبل حلوله لا تصلي الوتر أصلاً، فما بالك بثمان ركعات قبلها، وهذا الذي حدث لك هو صورة مصغرة من حال ذلك الفاضل من سلفنا الصالح الذي قال أن لا معنى ولا حاجة للبقاء في الدنيا إلا لقيام الليل وصيام الهواجر ومجالسة الأخوان.
8) نظر صنته عن المحارم في الأسواق والشاشات وتأبى أن تلوثه من جديد بالمعاصي التي تنهب إيمانك موقنا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((من ترك لله شيئا عوّضه الله خيرا منه)).
9) توبة عاهدت عليها الله مطلع الشهر أو أثنائه عن الكبائر أو الصغائر أو جميعها أو ما لا يليق بك عموما كمسلم يطلب من الله الرضى عنه وجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر، وأنت الآن عاقد العزم على الوفاء بما عاهدت الله عليه من هذه التوبة مستعينا به جل شانه على أن يعينك على الوفاء بما عاهدته عليه وهو نعم المعين والهادي إلى سواء السبيل، وأنت أيضا عاقد العزم على أن لا يراك الله إلا حيث يرضى ويحب.
10) بيوت لله أذن سبحانه أن ترفع أمضيت فيها ساعات وساعات منقطعا إلى الخالق الجليل عن الخلق، وجدت فيها نفسك حلاوة القرب من الله وعذب مناجاته، وتأبى روحك أن تقع الجفوة بينك وبين هذه البيوت بعد شهر أو أكثر من العودة إلى رحابها الطاهرة، لا معنى ليومك ما لم يكن لبيت من بيوت الله أو أكثر بعض وقت ذلك اليوم قبل صلاة أو صلوات أو بعد صلاة أو صلوات، ترتع روحك في روضة من رياض الله في أرضه.