يسعى الفرس جاهدين بشتى الوسائل ليفتتوا الأمة العربية وذلك بزرع الشكوك في انتماءاتهم العربية شعوبا وأوطان والقول بأن بعض شعوبنا غير عربية بالأصل وانتمائهم للإسلام هو الذي أدخلهم في انتماء جديد وهذا طبعا يتابعه الفرس بهدف تضعيف إيمان بعض من أبناء الأمة وبالنهاية قبولهم بالعمل مع الفرس الواهمين ببناء إمبراطورية فارسية تصل حتى الصين! ومن يتابع يشاهد ان الفرس لم يفوتوا أسبوعا واحدا و لم ينتشر لهم موضوعا حول أوهامهم التوسعية و العنصرية تجاه العرب و ذلك لسببين من وجهت نظري:
السبب الأول هو ان التوسع هو جزء من الذات والثقافة الفارسية منذ نشأتها والتاريخ لم يذكر لهم سوى الخراب و الدمار و الغزوات و الإجرام ضد شعوب المنطقة و خاصة العرب.
والسبب الثاني هو ان الإمبراطورية الفارسية هي مهددة بالتفكك بشكل جدي و الفرس يسعون جاهدين ليل نهار و على كل المستويات لتمزيق الأمة العربية مقابل تمزق إمبراطوريتهم من خلال اختراق المجتمع و الدولة و التخريب و زرع بؤر الإرهاب، لانشغال المنطقة، وان تبقى المنطقة مشتعلة في حروب طائفية و خلافات بين دولة و أخرى، هذا ما يسبب تأخر هذه الدول من النمو الاجتماعي و الاقتصادي، بتصور ان هذا يحفظ الخارطة السياسية الفعلية المسمى " إيران" على حساب الشعوب العربية.
إيران و بعد احتلالها للأحواز العربية و الجزر الإماراتية، ونجاحها حتى ألان باحتلال العراق و شق الصف الفلسطيني إلى نصفين، أوصلت الأمور في فلسطين إلى نقطة لم يصدقها عاقل حيث وصل عمل المقاومة إلى محاربة المقاومة نفسها؟ من كان يتوقع ان فلسطين تصبح جزأين؟
هذا كله كان جزء من انتصارات السلطة الفارسية الإيرانية لكنها أيضا حققت انتصارات على الأراضي العربية، وهي التي أدخلت لبنان في حرب هو في غنى عنها، حرب أضرت بلبنان شعبا و حكومة حيث أرجعت لبنان عقودا إلى الوراء. وخلاياها التخريبية و الإرهابية في دول الخليج العربي تتكاثر و هي التي جرت اليمن إلى حرب داخلية، كما وهناك بعد وبالتأكيد ان هناك مفاجئات إرهابية كثيرة سوف تفاجئ المنطقة العربية لم تكن على البال و لا في الحسبان.
إيران تاريخيا عداءها مسجل للعرب وهي التي بدأت التعدي ضدهم وهي التي احتلت بلاد عربية مثل الأحواز و الجزر الإماراتية و العراق، وإيران هي التي اعتدت على الدول العربية، وهي التي تخطط و ترسل مجرمين و إرهابيين إلى المناطق العربية ليتحركوا حسب الحاجة، والفرس هم الذين أتوا بإرهابهم من خلف جبال زاجرس للمنطقة الآمنة وليس للعرب عداء ضدهم.
وإيران الحديثة التي تأسست وأعلن اسمها عام 1936 بعد غزو الأحواز و آذربايجان، كردستان، بلوشستان... أصبحت اليوم هي التي تواجه خطر التفكك وليس العرب أكثر من هم فيه! والسياسة الإيرانية الفارسية العنصرية ضد العرب ساعدت في اقتراب إيران من التفكك حيث إي شرارة تشتعل في المنطقة يمكن ان تكون إحدى نتائجها تحرير الشعوب غير الفارسية من الاحتلال الإيراني و سوف تتفكك الخارطة و وسوف يتلاشى الوهم الفارسي بالإمبراطورية التي حلموا بها ووصلوا بحلمهم هذا إلى الصين و الأحداث القادمة ستكون كابوس يقضي على حلمهم التوسعي وستعود بلاد فارس لما كانت عليه في السابق في حدود شيراز و أصفهان و وعدة قرى محيطة بهما، أما طهران فأكثر من نصفها من الأذربيجانيين الذين سوف يطردوا الفرس منها ويعيدونهم إلى حيث أتوا، و الفرس اليوم قد أدركوا ان إيران الحالية ليست دائمة، ولذلك يحاولون بشتى الوسائل زرع الفتن و الشكوك معتقدين انه بانشغال المنطقة بالمزيد من الحروب الطائفية والتشكيك بانتماءاتهم العربية سوف يؤخروا ويبعدوا التفكك عن إمبراطوريتهم والواقع ان إيران هي التي تسير باتجاه التفكك وليس العرب المفككين أصلا.
و لكن أسئلة غاية في الأهمية تطرح نفسها على الحكومات العربية و هي: هل لدى الدول العربية مشروعا لردع سياسات العقل العنصري الفارسي التوسعي؟ أم أنهم يبقون في حالة دفاع ضعيفة ومستمرة تتعاظم عليهم من إيران يوم بعد يوم؟ وهل هناك أجواء و فرصة أفضل من هذه الفرصة لإيقاف التوسع الإيراني و إلى الأبد؟ وهل حقيقة مازال العرب لم يشخصوا هذه الفرصة؟
حميد شايع الأحوازي
12.09.2010
[email protected]