أخيرا أسقط "حزب الله" اللبناني قناعه بيده, وأعلن على الملأ وأمام عدسات التلفزيون حقيقته بوقاحة منقطعة النظير, فهل هناك عهر سياسي اكثر من ذلك؟
الحزب اللاهي عبثا بأمن لبنان وشعبه ومصيره, المدعي بهتانا مقاومة اسرائيل, والمستتر بعباءة الدين, كشف عن وجهه وبان المشهد على حقيقته من دون تزييف بكل مافياويته التي تذكر بالافلام الهوليوودية: وجوه صفراء حاقدة, وسيارات سوداء بلا لوحات, ورجال مدججون بالسلاح يتخفون خلف نظارات سوداء يقتحمون مصرفا أو يحمون زعيمهم المطلوب إلى العدالة.
هكذا بدت الصورة في مطار الشهيد رفيق الحريري في بيروت حين اقتحمه أزلام "حزب الله" لحماية أحد أكبر المارقين, جميل السيد, صاحب التاريخ الاسود في القمع و التعذيب والابتزاز, من اجل حمايته ومواكبته وحراسة منزله حتى لا يخضع للمساءلة القانونية المشروعة في ما أطلقه من تهديدات طاولت غالبية رموز الدولة اللبنانية, وكانت أشبه بالبلاغ رقم واحد للانقلاب على الدولة, وتحويلها إلى مزرعة إيرانية في المنطقة تفرخ منها الجماعات الارهابية لزعزعة أمن الدول العربية.
هذا الصلف الارهابي لم يعرفه اللبنانيون طوال عقود محنتهم المستمرة, ولم يعد جماعة "8 آذار" قادرون بعد افتضاح أمرهم, على التلطي خلف الشعارات, فقد ظهروا على حقيقتهم طلاب سلطة تحكم بالقمع الشعب الكافر بكل الميليشيات والعصابات التي تنخر في جسد الوطن, ضاربة بمصير لبنان عرض الحائط. هذه الجماعة المأمورة من تابع صغير في لعبة اقليمية كبرى, يستعين بالسلاح على المواطنين العزل لتسويق مشروعه التدميري, ومقيما محاكمه الميدانية التي يستعيض بها عن محاكم الدولة, ليست أكثر من شلة تمارس عهراً سياسياً من دون أي وجل, لأن ماء وجهها أراقته "الاموال النظيفة" المغسولة بدماء شرفاء لبنان.
اصطفاف بعض النواب والسياسيين في مطار الشهيد رفيق الحريري كالتلاميذ الصغار لاستقبال جميل السيد ليس منظرا هزليا, رغم كل ما فيه من هزل, بل هو رسالة واضحة للجميع ان"حزب الله" الذي يدير "شلة المعارضة" يقبض على الأمن, وإنه لن يسمح بمعاقبة المتورطين في الجرائم الكبرى, وهذا لا يعني غير أنه متورط, وليس مشتبها فيه فقط, وسعيه إلى تعطيل المحكمة الدولية عبر كل الوسائل يفضح تلوث أيدي قادته في تلك الجرائم, والمفارقة ان تلك الحفنة تجتمع في مطار يحمل اسم الشهيد الذي تعمل ليلا ونهارا على طمس قضية استشهاده.
نعم "حزب الله" الميليشيا لا يجيد غير لغة التهديد والانقلاب و الشارع وفرض القوة, ولأن الزعران وحدهم من يحتلون الشوارع ويستخدمون لغتها, فهو شاء أم أبى جعل نفسه ميليشيا "بلطجة" وحاميا للخارجين على القانون والقتلة الفارين من وجه العدالة.
هذا الحزب المأجور ينفذ عامدا متعمدا مخططا اسرائيليا- إيرانيا مشتركا لجعل لبنان ساحة تبادل الرسائل الدموية بينهما, ولن تستطيع كل آلته العسكرية, وأساليبه الارهابية, وعمليات الاغتيال والتهديد التي يمارسها ان تغير قناعة الناس إنه مجرد ميليشيا تخريبية, وإنه الوحيد المسؤول عن كل الويلات التي تهدد لبنان الذي فاقت طاقته على احتمال همجية وصلف المأجورين والقتلة الذين لا يتورعون عن هتك الحرمات في سبيل إرضاء مشغليهم.