كانت المرة الأخيرة التي التقيت فيها الأستاذ حميد شحرة رحمه الله والمرة الأولى التي ألتقي فيها الشيخ حميد الأحمر سدّده الله.. في ليلة رمضانية انطلق بعدها شحرة لأداء العمرة وعاد مسجّى إلى ثلاجة المستشفى.
وبعدها أصبح حميد الشيخ وصياً على مؤسسة حميد الأستاذ في الوقت الذي كانت فيه باخرة تمخر عباب المحيط باتجاه اليمن وعلى متنها مطبعة صحيفة "الناس" بتمويل من بنك سبأ.. بوفاة حميد شحرة نسجت عناكب الخوف خيوطها على أغصان القلب خوفاً على الناس الصحيفة والمؤسسة..
وبحمد الله ها هي ذي أربع سنوات مرت ولازالت "الناس" إصداراً يزين الأكشاك صباح كل اثنين ولازال موظفو المؤسسة يستلمون رواتبهم قبل نهاية الشهر.. لكن المطبعة لا تزال رابضة في فناء المؤسسة عرضة للأمطار والصدأ.. وديناً مسجلاً على ذمة الفقيد الراحل.. وبيد الشيخ مفتاح الحل.. فمن غير اللائق لشحرة أن يداهمه "السكر" ثانية في القبر!!
همسة في الذكرى الرابعة:
لك مني عميق المودة يا صُنونا المختلفْ
لك مني سلامْ
الجنوبُ تململ يا صاحبي
والشمال استهامْ
وعلى السور باتت جيوشُ الإمامْ..
آه من غفلة الصالحين
ومن عبث الساسة الحاكمين
ومن جشع الأثرياءِ
ومن همة الفقراء البليدين
في مهرجان الضغائن
قال المؤذن: من أنت؟
فاحتشدت في الجهات الصفوف
وطار الحمامْ