[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

إخفاق الإخوان والسلفيين في انتخابات البحرين "قل هو من عند أنفسكم"!!

لم يكن فوز حركة الوفاق الشيعية في الانتخابات التي جرت السبت الماضي في مملكة البحرين مفاجئاً..
فقد كانت كل الدلائل والمؤشرات تؤكد فوز الشيعة في كل الدوائر التي ترشحوا فيها إنما المفاجأة كانت في سقوط وإخفاق مرشحي الإخوان المسلمين والسلفيين في الدوائر التي شاركوا فيها "متنافسين ومتقاطعين"، عكس الانتخابات السابقة والتي نزل فيها الإخوان "جمعية المنبر" والسلفيون "جمعية الأصالة" متحالفين ومتعاونين، وأدى ذلك التحالف والتعاون إلى فوزهم في كل الدوائر التي شاركوا فيها، وحصل الإخوان على "7" مقاعد والسلفيين على "8" مقاعد في انتخابات 2006م.

الأمر هذه المرة مختلف ومؤسف، فقد فشل الإسلاميون السنة بالمحافظة على الحد الأدنى من التحالف الانتخابي والتعاون السياسي في مواجهة التحديات والأخطار الشيعية والشيوعية والليبرالية، ولم يتوقف الأمر عند فض التحالف بين المنبر الإخواني والأصالة السلفية، بل وصل الأمر إلى الاختلاف والصراع والتنافس الشديد والتقاطع والتدابر، مما أدى إلى هذه النتيجة السيئة والمخزية..

السلفيون نزلوا في "8" دوائر، فازوا في دائرتين وخسروا دائرتين، والدوائر الأربع الأخرى لم تحسم فيها النتائج في الجولة الأولى وسوف يخوضون منافسة شديدة في الجولة الثانية لإعادة الانتخابات يوم السبت القادم 30 / أكتوبر /2010م.وبالنسبة للإخوان فقد نزلوا في "7" دوائر، خسروا في ثلاث منها، وفي الأربع الدوائر المتبقية انتقلوا إلى جولة الإعادة التي ستشهد تنافساً شديداً بين المرشحين، بما في ذلك التنافس بين مرشحي المنبر والأصالة وخاصة في الدائرة الثالثة في محافظة المحرق.حيث يتواجه في هذه الدائرة "إبراهيم صندل" من جمعية الأصالة السلفية مع "عبدالحميد الميرمن" من جمعية المنبر الإخوانية.

ومن علامات الإخفاق والفشل السني في هذه الانتخابات أن رئيس جمعية الأصالة "غانم أبو العينين" لم يفز في الجولة الأولى وسوف يخوض جولة الإعادة في منافسة شديدة مع المرشح المستقل "عبدالناصر عبدالله"، وفي حال استطاع مرشحو الأصالة والمنبر الفوز في دوائر الإعادة فإن المسألة تهون ومن الممكن تقبل النتائج لدى الشارع السني والمتابع العربي، أما إذا حدث لا سمح الله وسقط مرشحو الإخوان والسلفيين في جولة الإعادة أمام المرشحين المستقلين والليبراليين فإن الخطب جليل والأمر كبير والخلل جسيم يتطلب إعادة النظر في الجوانب الحركية والتنظيمية والإدارية والدعوية والسياسية لجمعيتي الأصالة والمنبر.

صحيح قد يكون للعامل الخارجي والتآمر الشيعي دور ويد فيما حدث ولكن الصحيح أن الأسباب داخلية والعوامل ذاتية "قل هو من عند أنفسكم" وخاصة أن العديد من العلماء والمفكرين والدعاة سبق لهم تقديم النصيحة لقيادات الإخوان المسلمين والسلفيين بضرورة وجوب توحيد الصف والوقوف في خندق واحد وإيجاد أرضية راسخة للوقوف عليها وحوارات ولقاءات مستمرة، وأن أهل السنة أولى بالوحدة ورص الصف من أهل الباطل.والحديث لا يقتصر على البحرين، وإنما يشمل الإخوان والسلفيين في كل الدول العربية والإسلامية وفي أوساط المهاجرين والمقيمين في الدول الغربية "في أوروبا وأميركا"، فإن الأوضاع والتطورات والأخطار والتحديات، لم تعد تتحمل الخلافات التقليدية وغير المبررة بين جماعة الإخوان المسلمين والحركة السلفية المعتدلة والمنظمة.

لقد أصبح الخلاف والاختلاف بين هاتين الجماعتين أمراً مقرفاً وغير مقبول ولا مستساغ ، وخاصة في المجال السياسي الذي يخضع للاجتهادات والموازنة بين المصالح والمفاسد، فإذا كانت هناك أسباب وعوامل تدفعنا في بعض الحالات إلى التحالف والتعاون والتنيسق مع الحركات والأحزاب القومية واليسارية والاشتراكية والشيعية، أفلا نجد عوامل وأسباباً لإقامة تحالفات وتجمعات وتكتلات إخوانية سلفية؟، ألا يوجد قاسم مشترك يمكن أن يجمع الإخوان والسلفيين على مستوى التنسيق السياسي والانتخابي والتعاون الدعوي والثقافي؟

كيف يصح أن ندعو للتقريب بين السنة والشيعة، ونحن جميعاً لم نقرب بين السنة والسنة، وأنا هنا لا أتهم طرفاً على طرف ولا أقول ببراءة أي من الفريقين، فالكل يتحمل مسؤولية الخلاف والشقاق الذي لا مبرر له ولا فائدة منه وهذا الكلام ليس تنظراً وفلسفة وإنما واقعاً وحقائق، وخاصة أن كاتب هذه السطور قد عايش ويعايش ويعرف عن قرب الإخوان والسلفيين على حد سواء، ووجدت أن عوامل اللقاء والائتلاف أكثر بكثير من أسباب الفرقة والاختلاف.أعرف أنني خرجت عن الموضوع الأساسي وهو الحديث عن فوز حركة الوفاق الشيعية، والحقيقة أننا قد تحدثنا كثيراً عن الأقليات الشيعية والمخططات الإيرانية وخطرها على الشعوب والدول العربية، وحان الوقت للحديث عن أخطائنا وسلبياتنا نحن أهل السنة، خصوصاً وقد رأينا كيف قامت القنوات الشيعية وخاصة قناة "المنار" و"العالم" و"الكوثر" بنصرة الشيعة في البحرين واستهداف الحكومة والدولة وأهل السنة بصورة واضحة وعدائية.

زر الذهاب إلى الأعلى