النظام في الخرطوم يحتاج لأن يلتفت إلي جراحه الكثيرة النازفة في عدة أجزاء من جسد الأمة السودانية الكبير والواهن، ولا يجعل جل همه وجهده وإعلامه ودبلوماسيته من أجل أمريكا، فالمناخ السائد في معظم أنحاء السودان أصبح،
ملبداً بالحيرة، والضيق بالآخر ، وبمشاعر الكراهية والعنف والتميز ، وبتآكل القيم الأخلاقية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، وانتشار ثقافة الخوف التي يروج لها المتحزبين لتيارات فكرية أو سياسية معينة فتجدهم وبقناعة تامة ينتمون لحزب من أجل المصلحة ، ولكن مع الأيام يتحول هذا التحزب إلى تعصب للتيار نفسه ثم ينتقل لأفراد داخل التيار إلى ان يتمحور حول الذات ، وأصعب الحالات هنا عندما يكون التعصب ضد مصلحة الوطن.
وهذا بالطبع يفسر لنا حالة بعض المنظرين أو الكتاب من كل التيارات على وجه العموم والذين قد تكون بدايتهم حسنة وهدفهم ومقاصدهم خيرة ولكن التحزب والتعصب جعلاهم ينفصلون تماما عن بدايتهم الفكرية.
والشيء المؤكد كما يقول د.سعود هلال الحربي ، ان الانسان لم يصل لهذه الحالة الا بعد خبرات وممارسات وتثقيف قد تكون مقصودة في بدايتها ثم ممارسة شخصية من قبل الانسان ذاته بحثا عن موقع في المجتمع إلى ان يحصل الارتداد للنفس وبروز وتضخم الأنا أمام انحسار التفكير.-.
و بدوري أقول،هؤلاء هم شياطين الفتن ، وآفة التخريب ، وصبّ الزيت على النار لإشعال المزيد من الحرائق ، دون وعي لأفعالهم التي شوهت سمعة السودان ، وظاهرها أتهام ابناء الشمال في غمط حقوق الأقليات والأبارتيد العرقي والطائفي والإستيلاء علي السلطة والثروة ، وغاب عن ذهنهم بأن نظام الحكم في السودان منذ خروج الاستعمار يتكوّن من كل ألاقاليم، ولكن القصور في تلبية مطالب الأقاليم استثمرته بعض الجماعات في الداخل والخارج لتفتيت السودان طمعا في الثروة والجاة والسلطان.
واخيرا، كتب همدان العليي في موقع ( ميدل ايست اونلاين) مقال جاء فية:- (عدم العدل والتهميش لا يكون دائماً هو السبب الذي يدفع ببعض الجماعات إلى السعي للانفصال والانشقاق.. فهناك جماعات تعيش في بيئات عادلة، ولكنها تسعى للانفصال، لأنها ترى نفسها مختلفة ولا يمكن لها أن تتعايش مع غير جنسها حتى لو كانوا متساويين في الحقوق والواجبات ، أو أنها تسعى للانفراد بالثروة الموجودة في نطاقها الجغرافي والاستمتاع بشهوة السلطة. ولأن شهوة السلطة أشد من شهوة الجنس، يضربون بالمبادئ الإنسانية والقيم الدينية والوطنية عرض الحائط.).
والحق يقال، هذا ماهو حادث ألآن في السودان ، فعلية يجب ان تلتفت السلطة لهذة الجماعات قبل أن تتحول البلاد الي رماد.