دورة الخليج العربي كانت حلما راود أبناء الخليج العربي جميعا وبجهودهم رأت هذه الدورة النور وظهرت إلى حيز الوجود، وأصبحت واقعا ملموسا يعيش أحداثه أبناء هذه المنطقة، وينتظرون هذا التجمع الأخوي كل سنتين فقد بدأت الفكرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وفي دورة مكسيكو سيتي قام الوفد البحريني بعرض الفكرة على ستانلي راوس رئيس اتحاد كرة القدم الدولي آنذاك، وذلك أثناء إقامة أولمبياد «مكسيكو سيتي» عام 1968 والذي بدوره رحب بالفكرة وايدها وابدى دعمه لها.
وبعد عودة البحرينيين من مكسيكو سيتي، عقد الاتحاد البحريني لكرة القدم اجتماعا» تم فيه تدارس الفكرة من جميع الجوانب، وتم إرسال مذكرات إلى المملكة العربية السعودية والكويت وقطر وما هي الا مدة وجيزة وتلقى الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم ، موافقات كل الدول التي بعث اليها.
فتم عقد اجتماع موسع يوم 19 يونيو عام 1969 بمبنى بلدية البحرين بالمنامة حيث تدارس المجتمعون بنود اللائحة التي قدمها الاتحاد البحريني لكرة القدم، وتم تعديل بعض الفقرات وتمت الموافقة بالاجماع على إقامة دورة الخليج الأولى في الفترة من 27 مارس إلى الثالث من ابريل من عام 1970 م.
وبالفعل بدأت دولة البحرين الشقيقة بذل جهود كبيرة لاستضافة أول دورة خليجية واليوم وبعد 40 عاما» يعيد التاريخ نفسه ولكن مع أبناء اليمن السعيد ذلك الجزء العزيز والغالي من التراب العربي حبث يحلم كل اليمنيون «شيبة وشبابا» ويمنون النفس بأن ترى كأس خليجي 20 النور في بلدهم .
ويمثل تنظيم وإقامة بطولة خليجي عشرين لكرة القدم التي ستقام خلال الفترة 22 نوفمبر الحالي وحتى 5 ديسمبر المقبل تحديا حقيقيا لهم سواء على مستوى المحلي أو الإقليمي والدولي، وبالرغم مما يثار حول الهاجس الأمني في هذا البلد قبل انطلاق البطوله فإن عوامل عديده تفرض نفسها في نجاح تنظيم هذه الدوره يأتي في مقدمتها جمال ذلك البلد واصالة شعبه المضياف وحسب تقرير حكومي فقد عملت الحكومة على تنفيذ عدد من الملاعب منها ملعب الوحدة بأبين و 22 مايو بعدن بتكلفة إجمالية بلغت 13.5 مليار ريال، كما أعادت تأهيل 6 ملاعب في كل من عدن ولحج بتكلفة 1.9 مليار ريال و تنفيذ الأعمال الكهربائية بتكلفة إجمالية2.1 مليار ريال، وتخصيص 6 مليار ريال في موازنة 2009 لكل محافظات عدن ولحج وأبين لتنفيذ المشاريع المرتبطة بمتطلبات استضافة خليجي 20 وفقا لمبدأ الأولوية بناءً على أسس ومعايير واضحة في تحديد تلك المشاريع تضمن جدوى تنفيذها.
وحسب التقرير تم رصد مبلغ 7 مليار ريال للإيواء وإنشاء الفنادق حيث تم إعداد خطة لتأهيل 120 فندقا ثلاثة نجوم، وتكليف شركة الليبية القابضة بتشييد مجمع فندقي سياحي خمسة نجوم بمنطقة كالتكس بالمنطقة الحرة بتكلفة إجمالية 200 مليون دولار، كما تم تجهيز غرف بمستوى 5 نجوم والبالغة 700 غرفة مخصصة للوفود الرسمية و المنتخبات، كما تم تجهيز 841 غرفة وفقا للمعايير المطلوبة من وزارة الشباب واتحاد كرة القدم موزعة على فندق شيراتون عدن بسعة 120 غرفة، وفينسيا بـ51 غرفة، وعدن بلازا بـ167 غرفة، وميركور 117 غرفة، والشركة الليبية القابضة 300 غرفة، وفنادق أخرى 87 غرفة.
كما أقر زيادة الجوائز المالية إلى 3.5 مليون ريال سعودي، واعتماد مبلغ مليار وخمسمائة الف ريال لتأهيل القطاع الصحي في محافظات عدن وأبين ولحج، وتجهيز غرف إيواء الجماهير التي بلغت 1716 غرفة و الموافقة على الخطة التدريبية لتأهيل العاملين في مجال الأيواء .
واعتقد بأن كل ذلك يبشر ببطولة من نوع آخر متمنيا للجميع دورة سعيدة في بلد سعيد.