عندما يتحدث أي مواطن يمني ويقول الحقيقة دون مواربة، فانه يتهم مباشرة بتبني الفشل، ويهاجم من قبل كبار القوم بأنه ليس وطنيا، ولا استغرب ان يستطيع رجال الفساد المخضرمين أقناع أحد أولياء الأمور بسحب الجنسية اليمنية عن أي صحافي أو كاتب يقول الحقيقة في حياتنا..
ان اليمن اليوم وهو يحتفي بفعاليات خليجي عشرين على أرض الوحدة الخالدة مدينة عدن، محط كل أنظار العالم العربي، وان الفرحة الغامرة بالأطفال والشباب وأيدهم تحمل الورود، والمشجعون وهم يحملون الأعلام الخليجية الثمانية تبعث الغبطة في روح عربية مغمورة بتراب الصحراء، وكل ذلك يجعلنا أكثر أملا بغد مشرق، وان كان بعيد عن متناول البصر فلا ريب انه سيكون في متناول يد البصيرة يوما ما في حياة أولاد الوحدة العربية الخالدة..
لابد ان الوسيلة المثلى بعالم اليوم هو القنوات الفضائيات وخاصة العربية منها لمتابعة دورة خليجي عشرون، وإذا كان أحفاد سبأ قد نجحوا في التنظيم والافتتاح والمحفل وتوفير الأمن، وهو شي طيب جدا في ظل الحالة الاستثنائية الصعبة التي يعيشها شعب اليمن العظيم اقتصاديا وأمنيا، فلابد من القول ان الأعداد الإعلامي الرياضي اليمني يبدو باهتا مهما قدمت له من مبررات لا تعنينا كمشاهدين، فكأننا نشاهد تلفاز منذ عهد سبعينيات القرن الماضي في عصر الحرب الإليكترونية..
وانه لشأن محزن ان نرى اغلب القنوات اليمنية تدار وكأنها ملك أشخاص وليس مؤسسات دولة، وليست قناة سبأ الشبابية ببعيدة عن الموضوع في دورة خليجي عشرين، وبعض مذيعيها يتلفظون بمخارج مختلطة بين اليمنية والشامية والمصرية وكأن ليس لهم هوية، وأغلب مراسليها في تقاريرهم يتلعثمون على الهواء مع بداية فعاليات خليجي عشرون، فقناة سبأ هي المعنية بالدرجة الأولى بإظهار الشباب والرياضة اليمنية بالمستوى اللائق بدلا من إظهار أسم مديرها في كل لقطة شاردة وواردة على حساب التفاعلات الشبابية الميدانية، وتبختر سيادته في التنظير في صورة نصائح استهلاكية "كاليمن أولا، واليمن في قلوبنا، واليمن أغلى" ونحو ذلك مما دأب عليه بعض من مسئولي الدولة الفاسدين، لتولي وإدارة مناصب عليا في الهيئات الشعبية الوطنية التوعوية التي يفترض بها أن تكون كذلك منهجيا غير ربحيا، بعكس ما يحدث واقعيا على حساب الشركات والمؤسسات الاقتصادية اليمنية، والمجموعات التجارية الوطنية التي تستفيد حتى من بث روح الوطنية الضعيفة لدى البعض، في شكل دعائي سلعيا مخزي وطنيا، نراه في كل شوارع اليمن الصبور، ومستغلا حتى في أعقاب صور فخامة رئيس الجمهورية حفظه الله، فيما تظل كلها شعارات جوفاء تذكرنا بالشعارات التي نتجت عنها نكبة 48 ونكسة 67 العربية، فالشعارات إذا لم تقترن بعمل حقيقي دون من ْ وإشهار لأشباه رجال فاسدون، فأن الأوطان تفتقد لجهود أشرف الرجال، وفي غفلة مستمرة لأولياء الأمر تٌسقط الشعوب عواصم الدول من أجل وطنها.
فكل تلك الكلمات الوطنية ولدت معنا من رحم أمهاتنا ولا نحتاج لأي أحمق في هذا العالم ان يغرسها في وجداننا نحن أجداد العرب جميعا، ولأريب ان كل ذلك يجعلنا لا نثق بأشخاص الإعلام الوطني المزدوج تارة في مناصبهم وتارة في رئاستهم لبعض الهيئات الوطنية للتوعية بشكل عام، والإعلام الرياضي بشكل خاص، وعودنً لقناة سبأ وما يجعلنا لا نتابع قناة سبأ لكثرة كلام القائمين عليها بكل ماهو موجود في أعماقنا أصلا، لا استغرب في المستقبل أن يظهر أسم مدير القناة على الفواصل الإعلانية التجارية في شخصنه حية للقطاع الإعلامي الرياضي اليمني، وأن لم أكن مخطئ فأن كل ما يحدث بقناة سبأ هو عبارة عن ضمان للعائد المادي الذي قد يجنيه مدير قناة سبأ ومستخدميه عن هذا الظهور الممل والسمج منه إلى تحليل رياضي علمي في مجابرة عجائز لا أكثر، ومديح مبتذل للأخ/ رئيس الجمهورية حفظه الله "مع حفظ الألقاب والاحترام" على حساب متعة رياضية شعبية يمنية، فيما يٌعتقد أنه صك بقاء على رأس القناة كسلوك وأنموذج متبع في القنوات الفضائية اليمنية، وإذا كان رئيس المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، ووزير الإعلام، وغيره من الرواتب العليا في الحكومة يرى في شخص السيد مدير قناة سبأ أدرياً ناجعا لسبب أو لأخر فلا بأس بذلك، لان الريموت كنترول يعطينا الحل لننصرف عن هذه القناة أو لا، كخيار طبيعي لتعدد الأذواق والجودة، ولكن ان يكون فرد في هذه القناة أو تلك مقدماً ومعداً ومديراً ومشرفاً عامً وكل شي..
حتى أنه يقوم بدور الواعظ الكنسي في قرطاس وطني، ليذكرنا بالمثل العدني القائل " فش فشي يعرف في كل شي " فانه شي مقرفص حقا، يجعل الكثير منا يتابع القنوات الرياضية الأخرى في خيارات لامتناهية في الجودة والفن والإخراج، مثل قناة الإمارات ودبي والسعودية والكأس والكويت والبحرين الرياضية، وبقية القنوات الخليجية المتألقة ميدانيا على أرض عدن الغناء، ومن الوهلة الأولى يدرك المشاهد للقنوات الرياضية الشقيقة مدى الفارق المذهل في الإعداد والتقديم والإشراف دون إسراف، والذي يعطي المشاهدين وحتى الطفل الصغير شغف المتابعة والاستمتاع دون كلل..
وفي الأخير وكمشاهد أجد انه من الواجب تقديم شكر كبير للقنوات الرياضية الخليجية المتخصصة في إظهار الفعالية في كل قناة على حده بشكل متميز ومتفرد، وبسيناريو خاص وتحليل رياضي صرف، وترميز وتاريخ وفن، منذ أكثر من أسبوع على إطلاق فعالية خليجي عشرين ببساط عدن الطيبة.