آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

تجاوز تحديات خليجي 20

يفيد العاصمة الاقتصادية والتجارية اليمنية عدن كثيراً، تحويل أجوائها الدافئة إلى أجواء حميمة، أفريقية – خليجية – يمنية، ما يصرف الاهتمام عن حراك سياسي مسلوب المنطق إلى حراك رياضي خليجي مكتمل الأركان يشهد افتتاحه ضيوف اليمن "الأفريقان".. نعم..

ستنصرف الأنظار عن تلك السلبيات إلى موضع إيحابي غير بعيد.. صوب فعالية الافتتاح وما تتضمنه لوحته الثقافية من رسائل إلى العالم، وكل الرؤوس كبيرة كانت أو صغيرة ستؤرجحها أقدام اللاعبين مع تمريرات الساحرة المستديرة: الكرة الصغيرة.

ويستديرون جميعاً إلى ما أحرزه خليجي 20 من أهداف في مرمى مدينة عدن، حيث أعاد لها اهتمام القيادة والقاعدة السياسية والشعبية اليمنية وتجاوب الأشقاء في دول الخليج والجزيرة، ألقها الرياضي وأنعش الذاكرة التاريخية الحافظة لمعلومة أن عدن أول مدينة بالجزيرة العربية تحتضن مباريات كروية أيام الاستعمار البريطاني.. ما أنال اليمن حظاً وافراً لتنظيم أول دورة من دورات كأس الخليج على أراضيه.

هذا وقد أيقظ الاهتمام السياسي الإداري الرياضي والشعبي بخليجي 20 في ثغر اليمن الباسم، جماله النائم، الذي كاد يغرق في غيبوبة السياسة وأنفاقه القبيحة، فأنار أضواءه وعمّر دياره وأعشب نواديه، وأعد مصايفه وفنادقه على أعلى المستويات.. لذا تستحق التحية والتقدير الشركات المالكة والمنفذة (ويجوز القول: المنقذة) لتلكم المشاريع السياحية والرياضية، وقادة هذه الشركات من الشباب الإداريين والتنفيذيين الميدانيين على حد سواء، على مبادرتهم إلى إنجاز تلك المرافق في زمن قياسي، أثبت مقدرة بني اليمن على اجتياز الصعبين: محدودية الإمكانيات والزمن.

كما أحيا انتظام هذه الدورة الرياضية أولوية من "الأولويات العشر لإيلاج اليمن العصر"، متعلقة بوضع خطة اقتصادية موحدة لإنعاش مدينة عدن، خلال عامين اثنين، وقد تمت بمبادرة الشباب وإشراف الشيوخ تهيئة أجزاء من المدينة على نحو لا يجعلها ملعباً رياضياً وحسب، وإنما فرصة استثمارية واعدة و.. مغرية.

وتنتقل رسالة تنظيم اليمن لفعاليات خليجي 20 إلى شقها الأمني السياسي وهي: كل شيء تحت السيطرة، بما فيه الفوضى وترحيل المشاكل!.. ولذلك عُهد إلى كبار المسئولين الأمنيين السياسيين بالحكومة إدارة تحضيرات هذه الدورة الخليجية في الموطن المتوسط بين "القرنين" الخليجي والأفريقي!

وتزيد الرسالة في القول بتوافر القدرة على استيعاب الأشقاء في وطنهم الأم بأكثر من استيعاب الأبناء.. بما يمثلونه من روابط تاريخية مشتركة.. وعلى تأمين كل البلد وتقليم أظافر العابثين وإحباط تفخيخ الكرات وإطلاق المتفجرات.

في اليمن حراك كروي رياضي سياسي واقتصادي أدار الأنظار والأبصار إلى واقع البلد وقدراته، وحنكة قيادته ومبادرة قواعده الشعبية وأركانه الإدارية الشبابية الرياضية والأمنية وغيرها إلى تجاوز كل التحديات والسعي الدؤوب على إنجاح مثل هذي الفعاليات، وأكثر منها إن أرادوا.. وزادوا ثقة في أنفسهم، ليكتسبوا ويضاعفوا من ثقة أشقائهم وأصدقائهم فيهم، وأولى خطوات كسب وانتعاش ومضاعفة الثقة داخلياً وخارجياً نجاح تحضيرات ومن ثم انعقاد دوري كأس الخليج.. خليجي 20.

زر الذهاب إلى الأعلى