من تمعن في الانطلاقة الخليجية للبطولة الـ20 التي تستضيفها عدن اليمنية ومارافقها من حفل الافتتاح والمسيرات الشعبية يتأكد له القيمة الحقيقية للبطولة التاريخية في عيون الشعب اليمني الشقيق بعد موعد طال انتظاره لمعانقة واقع يرون من خلاله متنفسا للكثير من الآهات بعد خلافات داخليه وصراعات آن الأوان لتنتهي..
جميع أعضاء المنتخبات الخليجية ومن أحاط بهم دون استثناء عاشوا الموقف ذاته من القلق الأمني والهاجس الذي كان يرافقهم قبل الوصول إلى المدينة اليمنية مستندين في قناعاتهم على ما يثار من داخل اليمن من أخبار وتفاصيل للكثير من الأحداث والتفجيرات التي لها أن تزرع الخوف وتدب الرعب في القلوب..
لم تستمر تلك التحذيرات طويلا ،ولم ينتظر الخليجيون كثيرا حتى تعرفوا على واقعا آخر غير الذي عايشوه عبر الوسائل الاعلامية بمجرد ان وطأت اقدامهم البلد المضياف قيادة وشعب، وهي ذات اللحظات التي عكست الصورة وقدمت مجموعة من البراهين والاثباتات أن اليمن بأهله حتى وان اختلفوا لا يرتضون الاساءة لمن أجبرتهم الصعاب والظروف على انتظارهم طويلا..
لقد تابع الجميع إن كانوا من ضيوف المدينة الهادئة عدن أو حتى عبر الوسائل الاعلامية كيف هي فرحة الشعب اليمني الشقيق بقدوم ضيوفهم وكيف هو تعبيرهم بحسن "الضيافة" التي بذلوا معها الغالي والنفيس على امل ان يقدموا ولو بصورة مبسطة ما تكنهم قلوبهم لشعوب خليجية اشقاء لهم طال الزمن أو قصر في ابتعادهم..
لقد عاشت بطولات كأس الخليج الكثير من الجوانب السلبية في نسخها السابقة قبل ان تصبح من الفرص السانحه للكثير من الدول ان تتباهى بما تقدمه فيها من تميز وتناله من إعجاب، وهي نفس الفرصة التي تحتاجها اليمن حتى تتمكن من تجاوز ما يرافق الافتتاحيات من سلبيات طبيعية ليس لها ان تعكر الصفو بين الاشقاء الخليجيين...
لم تنجح الدول الخليجية في السابق لولا تضامنها مع بعض وتظافر جهود الآخرين لانجاح المستضيف، وهي كذلك "اليمن" تحتاج إلى نفس المستوى من التكاتف والتضامن في جميع المستويات، واضعين في الاعتبار ان نجاح اليمن في استضافتها الأولى هو نجاح يظل مفخرة لجميع الخليجيين..دون استثناء....
أعتقد أن الأوان قد حان حتى يتجاوز أهل الخليج ماسبق البطوله من سلبيات وان يشاركوا ولو بالقدر البسيط في رد الجميل لقائد الدولة الشقيقة وشعب ودود لم ينم طويلا حتى غمرته رؤية اشقاءة يطأون أرضه ويشاركونه فرحة يحتاج اليها "اليمن" قبل الآخرين!!