إنَّ أولادنا وبناتنا هم أبناء الحياة التي نعيشها، ونحيا فيها فهم ينتمون الينا ويكافح الآباء من أجل إرضاء أبنائهم ونيل حبهم .
ولكن للأسف إذا لم نكن على علم بالمراحل الأساسية التي يمر بها أبنائنا فإننا سوف نصطدم معهم ونعيش في خلافات قد تمتد إلى فترات طويلة وربما تؤثر على مستقبلهم وتكوين شخصيتهم المستقلة.
يجب على الآباء أن يدركوا أنهم لا يستطيعون أن يمنحوا أبنائهم أفكارهم لأن الأبناء لديهم أفكارهم الخاصة بهم .
فمرحلة الطفولة وكما تسمى مرحلة (أنت) الاعتماد على الآخر، وهي مادون العشر سنوات فالطفل لديه أفكاره الخاصة واهتماماته تكون منصبة على الأكل والشرب واستكشاف ما حوله، والمحيط الذي يعيش فيه ويكون أقرب إلى والديه وطاعتهم .
وتليها المرحلة الحرجة (المراهقة) وهي تسمى مرحلة (أنا) مرحلة الاعتماد على الذات، ومن أهم سمات هذه المرحلة تحقيق الاستقلالية والميل إلى الأصدقاء ومحاولة تقليدهم .
أما المرحلة الثالثة وهي مرحلة (النضج) مرحلة (نحن) الاعتماد المشترك يكون فيها الشخص مركز على تحقيق أهدافه وهي النجاح في العمل وبناء علاقات قوية مع الآخرين والسعي إلى الاستقرار وتكوين الأسرة والعناية بها .
اسمح لي عزيزي القارئ في هذه العجالة أن أتحدث عن الشباب الذين هم في سن المراهقة، ففي هذه المرحلة الحرجة من العمر يتعرض فيها الإنسان لتغيّرات نفسية واجتماعية وفسيولوجية عديدة والتي تؤثر في تكوينه وبناء شخصيته، وينزعج معظم الأباء بهذه التغيرات التي تحدث لأبنائهم مع أن هذا شيء طبيعي .
عندما يبلغ الطفل 10 أو 14 سنة وحتى 19او 21 من عمره يبدأ في عدم تقبل النصيحة من الوالدين وعدم الإنصات لمن هو أكبر منه وتبدأ التناقضات في تصرفاته والسعي لبناء اسلوب حياة جديدة عنه خارج المنزل من خلال تقليد الأصدقاء والجلوس خارج البيت لساعات طويلة .
ويظهر عليه عدم الاعتماد على والديه ويفضل الانفصال عنهما في حين أنه غير قادر على الاستقلالية التامة والاعتماد على نفسه، مما يجعله يعيش في قلق وتظهر عليه العصبية ويستثار بسهولة لأقل الاسباب ويرغب في كثرة السهر .
* المدرب و المحاضر الدولي في التنمية البشرية