آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

تسقط دورة الخليج!

مرت بداية دورة الخليج في اليمن على خير، ولم يحصل ما يعكر الصفو، وكل ما نتمناه أن تستمر البطولة على هذا المنوال لغاية نهايتها، وأن يعود جميع المشاركين والمنظمين سالمين غانمين إلى أوطانهم ومنازلهم.

لقد نجح اليمن السعيد في ضربة البداية وأثبت قدرته على الاستضافة والتنظيم لكل المشككين، وندعو الله أن تكتمل معه على خير، وأن تكون كل المخاوف والهواجس الأمنية التي أثيرت قبل الانطلاقة مجرد سحابة صيف تمر دون أن تمطر، وأن ينتصر صوت العقل والمنطق عند ضعاف النفوس بأن أسلوب العنف ومحاولة الحاق الأذى بالآخرين هو أسلوب لا يقود إلى أي مكان.

في كل مرة تأتي فيها الدورة يتجدد الحديث عن جدوى استمرارها، خاصة وأننا أصبحنا أمام معطيات جديدة تقود إلى حقيقة مؤكدة بأن دورة الخليج فقدت الكثير من أهميتها، ولم تعد تمثل نقطة الاستقطاب كما كانت في يوم من الأيام، بعد أن تراجعت من حيث الأهمية إلى مراكز متأخرة خلف التأهل إلى كأس العالم وكأس آسيا.

وفي هذه السنة نشاهد تفوق بطولة أندية العالم عليها، والتي دفعت منتخب الإمارات على سبيل المثال للذهاب إلى اليمن دون نجوم الوحدة، واعتقد أن أي دولة خليجية أخرى كانت تملك فريقاً مشاركاً في بطولة أندية العالم كانت ستفعل نفس الأمر، وبصريح العبارة من يريد أن يضحي ببطولة عالمية، من أجل دورة خليج ؟!

التراجع واضح.. انظر إلى المدرجات الخاوية التي ترافق المباريات في معظم الأحيان، ليس في هذه الدورة وحسب، ولكن في معظم الدورات، وستتأكد أن الحديث عن الأهمية الجماهيرية للدورة، هو مجرد أوهام تتداول عبر وسائل الإعلام.

أنظر إلى مستوى المباريات، وسترى أن معظم الآراء تجمع على أنها أما ضعيفة وإما أقل من المتوسط، ولا تشجع على المتابعة، ولو كان ذلك من خلف شاشات التلفزيون، وهي أسهل طريقة لمتابعة المباريات.

انظر إلى عدم اعتراف بعض الأندية بها، كما حصل مع حارس عمان على الحبسي الذي رفض نادية الإنجليزي «ويجن» السماح له بالمشاركة في الدورة، باعتبارها بطولة غير رسمية، هل كان «ويجن» يستطيع أن يمنع الحبسي لو كانت البطولة رسمية؟

لا أريد أن استطرد في سرد قائمة السلبيات، لأن القائمة طويلة، لكن أريد أن اختم مع وجهة نظر لطالما كنت مقتنعاً بها، وهي أن دورة الخليج في شكلها الحالي أصبحت دورة ميتة ولابد من إسقاطها، والتفكير معها بطريقة جديدة تكون أكثر نفعاً وتشويقاً وعلى رأسها إقامتها مرة كل أربع سنوات.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى