انطلقت صفارة الحكم من عدن لتدشن بداية مرحلة يمنية جديدة. كم نحن بحاجة أن تعمل صفارة الحكم طوال الساعة واليوم والأسبوع والشهر والسنة، وأن تصفر حتى تصم الأذان، وتخترق طبلة الأذن وتكسر المطرقة والسندان والركاب إن كان ذلك سيعود بالنفع على اليمن.
صفارة الحكم قشعت الغيوم السوداء الملبدة في سماء اليمن جراء الحملة الإعلامية الشرسة التي صورت للعالم أن اليمن يعيش حرباً أهليه في كل شوارعه وأزقته هادفة من خلال حملتها تلك إلغاء قيام بطولة خليجي عشرين في عدن ثغر اليمن الباسم.
إلا أن إصرار القيادات السياسية في اليمن ودول الخليج والعراق على إقامة البطولة في موعدها المحدد في عدن وأبين سحب البساط من تحت تجار الفتن والحروب الذين يعيشون على دماء البسطاء. فوصول الإعلاميين والمثقفين والرياضيين الخليجيين والعراقيين إلى اليمن قلب الصورة المشوهة لليمن رأساً على عقب، حيث كتب هؤلاء عن اليمن واليمنيين ووصفوا ما رأوه بأم أعينهم الواقع الذي يعيشه اليمن، وصفوا ما رأوه ولمسوه وعاشوه بدون مساحيق تجميل وبدون قنابل الصحف والمواقع والمنتديات الصفراء المتشائمة التي تثير الهلع والرعب لدى قرائها الذين لا يعيشون في عين المكان. نعم نقلت هذه الكوكبة المثقفة الحقيقة- كما هي- أكثر من أبناء البلد أنفسهم. بعد أن قرأنا مقالاتهم وأخبارهم وتقاريرهم وبعد أن شاهدنا واستمعنا إلى شهاداتهم وهم –أحيانا- يقسمون الأيمان تأكيداً على صحة ما يقولون، تجلت الصورة الحقيقة بوضوح للقاصي والداني، وانتصرت الحقيقة على الزيف.
ويكفي أن نقرأ ما كتبه هؤلاء المثقفون عن اليمن منذ بداية توافدهم إلى مدينة عدن في الـ19 من نوفمبر 2010 وأن نتوقف قليلا عند بعض المقالات مثل: "يا بخت المخطوفين باليمن" لإبراهيم المليفي، و" الأمان والاستقرار يواكبان مسيرة خليجي 20 في اليمن" لأحمد الرايقي ، و"الساخرون من اليمن! " لتركي الدخيل، و"أضواء: دورة الوحدة اليمنية" لجاسر بن عبدالعزيز الجاسر، و"من عدن المشهد مختلف.. وسلملي على الاشاعات.." لسالم الحبسي، و"مرحيب.. وعرش بلقيس.. والإشاعات..!" لسالم الحبسي، و"كلما ارتوينا.. ازددنا عطشا.!!" لسالم الحبسي أيضاً، و"اليمن...أنت لها!" لإبتسام آل سعد، و"الكرة تهزم الكره" لمحمد بن سيف الرحبي، و"ايجابيات وسلبيات عدن" لرفعت بحيري، و"دقائق مع الرئيس" ليعقوب السعدي، و"لماذا يسيئون لليمن" لخالد المشيطي"، و"ارهبتمونا بترحابكم" لراشد الزعابي، و"إنهم يبيعون الفرح" لفواز الشريف، و"الحكمة يمنية" لمحمد الجوكر، و"العروس عدن.. الإرادة والطموح" لطارق بن إبراهيم الفريح، و "عدن .. وأخيرا استجاب القدر.!! " لفيصل الشوشان، و"ساعدوهم...حتى يفرحوا!! " لجمال القاسمي، و"ما الذي يراد من اليمن؟ " لعبد الرحمن غنيم، و"خطاب لـ«عقل» الخليج " لمشاري الذايدي، و"اليمن قادر! " لطارق مصاروة، و"الافتتاح..!" لأحمد كريم، و"لابد من صنعاء وإن طال السفر" لخالد قاضي، و" اليمن ..ذهبت المخاوف ادراج الرياح" لعبدالله الفراج، و"تراث اليمن الباذخ" لعلي دعرم، و" نجاح يمني أمني تنظيمي في أول مباريات أبين" لأمل إسماعيل، و"أجواء احتفالية جماهيرية غطت تماماً على التواجد الأمني المكثف" لفريق الراية القطرية المكون من عبد الله المري وبلال قناوي وعبد الله خاطر، و" خليجي 20 من عدن! " لعبدالرزاق أبو داود وغيرها الكثير من الكتابات والأخبار والتقارير واللقاءات والتحليلات التلفزيونية، وافتتاحيات الصحف لا سيما افتتاحية جريدة القبس الكويتية ليوم السبت 27 نوفمبر 2010م بعنوان »كذبة المليون«! التي هدمت آخر قلاع الكذب الإعلامي.
كل ما نقلته هذه الكوكبة الإعلامية والمثقفة يعتبر قبل كل شيء صفعة قوية للكتابات والأخبار التي لا تتحرى الصدق أو تلك التي تتعمد مجافاة الحقيقة سواء كانت عبر وسائل الإعلام الداخلية أو الخارجية والتي بدون شك ستفقد المصداقية لدى جمهورها في الداخل والخارج. وفي المقام الثاني تعتبر هذه الكتابات الرائعة بمثابة شهادات وأوسمة تعلق على جبين كل يمني بكل فخر واعتزاز، بالطبع ليس بغريب ما قالوه عن اليمن وأبناءه لكنهم حقيقة أحيوا صورة اليمن الناصعة التي هشمتها بعض الأقلام التي لا تفرق بين المصلحة الخاصة والاختلاف في الرأي ومصلحة الوطن العليا.
خليجي عشرين فتح لليمن الباب نحو عهداً أكثر إشراقاً، وبشهادة الجميع فإن اليمن نجح نجاحاً باهراً في تنظيم كأس الخليج، وأن اليمن كسب التحدي وكسب معه حب الجماهير في الداخل والخارج. ويعتبر هذا الحدث الكروي تدشين انطلاقة يمنية جديدة ينبغي على الحكومة أن تستثمرها لمواصلة النهوض بالوطن على كل المستويات. فهل سيأتي يوماً نقول فيه "من عدن... كانت البداية!"؟