بات من الواضح تماما أن كثيرا من مشاكل اليمن الكبيرة، لم تصبح كبيرة أصلا إلا بسبب خطابات الرئيس في السنوات الأخيرة. وماذا يعني أن يطل الرئيس في هذا التوقيت ليقول ان دعاة الانفصال "كلاب مسعورة"..وفقا لما تداولته عناوين بعض وسائل الإعلام قبل سويعات.
تصريح لا حكمة فيه ولا كياسة مع احترامنا لك فخامة الرئيس.. إذ لم نزل في منتصف النجاح وليس معقولا نكش عش الدبابير في هذا التوقيت. فالنفوس جبلت على العناد. ومنطق الحكمة يقول إنه ينبغي التهدئة إذا هدأ الآخر.
مشكلة الحراك بالغة الحساسية ومعالجتها تحتاج بالا طويلا وأعصاب طبيب مختص في جراحة المخ وجبر الخواطر.
لعل فخامة الرئيس لا يتصور كم من أبناء الوطن أسعده توجه الرئيس للتخفيف من الحياة الحزبية وللتوجه نحو فعاليات سياحية ورياضية وفنية تتنافس فيها المواهب وتحتشد لأجلها القلوب. لكن تصريح "الكلاب المسعورة" أفسد علينا فرصة الاحتفاء بذلك التوجّه ونالتنا منه سياطُ الخيبة والأسف..
لقد كانت الأيدي على القلوب أثناء إلقاء الرئيس كلمة الافتتاح في خليجي 20 خوفا من أن يسدد فخامته السهام في أعين "الحاقدين" يمنة ويسرة.. وتنفسنا الصعداء أنه لم يفعل ذلك؛ لكنه استدرك ذلك الصواب بهذا الخطأ. ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ ماذا لو انتصر المنتخب وأحرز التأهل.. ماذا كنت ستسميهم أنذاك؟
فخامة الرئيس حفظك الله ورعاك وسدد على طريق الخير خطاك: أتحتَ لنا حرية النقد فشكرا لك، فهلا أتحتَ لنفسك فرصة التقبل والسماع. فبدون السماع لا جدوى لأي نقد.. ووالله إنه نقد الحريص على هذا الوطن الذي أنت رمزه وهذه السفينة التي أنت ربانها.
أخي الرئيس.. لا يوجد بين اليمنيين كلب مسعور.. كلهم كرام أفاضل سواء كانوا أنصارا أو خصوما، وحدويين أو انفصاليين، سلطة أو معارضة، في الداخل كانوا أو في الخارج.. هذا هو الأصل والفصل والأساس، وبعد ذلك يسهل الدخول إلى أصعب القلوب وأعتى الأدمغة. وأنت سيد العارفين.