[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

التعليم.. أشعل شمعة

ما أجمل المثل القائل ( بدل أن تلعن الظلام أشعل شمعة) مثلٌ يدعو للعمل وللمبادرة، فكثير من الناس إن لم نقل كل الناس يجيدون فن النقد للأوضاع من حولهم حتى الصم البكم يعبرون عن نقدهم بلغة الإشارة والإماء . ولكن هل هذا سيقدم أو يصلح الأمور؟

لاشك أن الإجابة ستكون ( طبعاً لا) وأن كثرة النقد لمجرد النقد له الأثر السلبي على الشخص نفسه وهذا هو لعن الظلام .

(أشعل شمعة) لذا يجب أن نبادر بوضع الأفكار والحلول والعمل على حل المشكلة لا الحديث عنها .

وهنا اسمحوا لي أن أدعو إلى إشعال شمعة وسط هذا الظلام، وأقول ( أدعو) وأعني ما أقول، فليس في مقدوري إشعال هذه الشمعة .

إن الأمم تحيا وتنهض بأخلاقها، لذلك فعلى الأمة أن تهتم بتربية النشئ على الأخلاق الفاضلة .

من المعلوم أن أطفالنا يقضون جلًّ وقتهم بين البيت والشارع والمدرسة، أما البيت والشارع فهذه مسؤولية الآباء وليس هذا موضوع حديثي، وأما المدرسة فهذه مسؤولية وزارة منح الشهادات أو مايسمى بوزارة التربية والتعليم، التي ضاعت وفقدت فيها التربية والاهتمام بأخلاق وسلوك الطالب وأصبح الأمر لايعني المدرسة، وإذا ضاعت التربية والأخلاق فقل سلام على التعليم والحال أبلغ من المقال .

وأنا هنا لا ألعن الظلام وإنما أمهد للشمعة التي أود أن أدعو إلى إشعالها، لذا أطرح فكرة بسيطة وأرى أنها ضرورية ولابد من اتخاذها أو التمهيد لها، وإن كان ذلك في نظر كثير من الناس ضربٌ من المستحيل، ولكن عندما يدرك الكل أن هذا هو الجزء المهم لحل كثير من الأمور الخطيرة المترتبة عن عدم اتخاذ هذا القرار، لا أن ننتظر حتى نسمع أن هناك دراسة قام بها الغرب أثبتت ضرورة ذلك – وليس مستبعد أن تكون موجودة - .

إن مجتمعنا يدرك أن المدرسة أصبحت مكان يتعلم فيه أبناءنا الأخلاق السيئة وإن أردت أن تنافق فقل غير ذلك أو في أحسن أحوالك أنك مغيّب لا تدري ! .

حتى لا أطيل عليك فإن ما أدعو إليه هو الفصل بين الطلاب ولا أقصد هنا الفصل بين الذكور والإناث، فهذا ليس موضوعي، إنما الفصل بين الطلاب على الأساس العمري، فتكون هناك مدرسة خاصة للطلاب من الصف الأول وحتى الثالث، ومدرسة أخرى للطلاب من الصف الرابع وحتى السادس وأخرى للصفوف العليا من التعليم الأساسي .

لماذا أطرح هذه الفكرة ؟ وماهي الأضرار المترتبة عن عدم الفصل بين الطلاب على أساس المستوى العمري ؟ أترك لك الإجابة عليها لتدرك أهمية الأمر .

هنا جفّ قلمي ووقف فكري لأترك لك أيها القارئ الكريم لتكمل البقية لا للحديث على أن ذلك مستحيل ولكن لتبادر بإشعال هذه الشمعة بوضع الحلول والأفكار وعقد الورش وإعداد الدراسات لتحقيق ما يسمى برأي المحبطين مستحيل !!!!

زر الذهاب إلى الأعلى