نحن تعبناً من الهزائم، تعبنا من العجز، تعبنا من الأخبار غير السارة، تعبنا لا نرى شيئاً جميلاً، لا يذكر جيل اليمن الواحد أنه فرح بأي شيء.. كلها هزائم، لا تقدم يفرحنا، ولا حب يسعدنا..
هكذا كانت عيوننا تقول ونحن نفرح بطريقة غير طبيعية، ونحمد الله بفوز الفنان اليمني فؤاد عبدالواحد بمسابقة أقامتها قناة تلفزيونية، بقصد الربح وتشجيع الفن.. برنامج أسعد شعب بأكمله.. فشكراً لهذا الإعلام ومبروك له نجاحه...
كان واضحاً أننا بعد يأسنا من أي إنجاز يحققه علي عبدالله صالح، وهزيمتنا حتى من قبل الحوثي والقاعدة، ومشاعر الانفصال التي ولدت تطرفاً معاكساً، وهزيمة خليجي 20 الخ.. كان واضحاً أننا بحاجة لأن نسجل أي هدف في أي مجال..
ولهذا كان فؤاد الخبر الأول بأفواه اليمنيين، ذلك الفتى الذي وفقه الله لأن يسعدنا، حتى ولو ب"نار بعدك يا حبيبي نار.. والله نار".. وأكبر دليل على أننا كنا بحاجة لهذا الفوز هو الأعلام اليمنية التي ملأت بيروت.. فيما لم نجد علماً واحداً لأي بلد آخر..
كم كان صعباً على الفنان الكبير حسين الجسمي، الذي أعلن نتائج الفوز فيما لو أن الورقة التي بيده ليس فيها فؤاد نجماً للخليج، وسط ذلك الحشد اليمني المجنون، من قادة عسكريين إلى دبلوماسيين إلى أيوب طارش بجلالة قدره.. أظن أن الجسمي كان سيعلن فؤاد خوفاً على نفسه واحتراماً للعاطفة اليمنية الكبيرة.. لأن الفن أخلاق وعاطفة أيضاً، وليس أصواتاً..
وكم كنا أطفالاً وقلوبنا كالماء الزلال ونحن نصيح ونقتحم خشبة المسرح.. وكم كان فؤاد عظيماً وهو يسجد للمولى عز وجل حمداً له على التوفيق.. ليقول أن الفن ليس كما يريد جعله المفسدون العصريون، وكأنه عدو للعقيدة..
في موقع فيس بوك كان آلاف اليمنيين من صحفيين وسياسيين، ليبراليين وإسلاميين وقوميين، قلباً واحداً كل واحد منهم يبدع في التهنئة لمن حوله، ويبرر فرحه بطريقته الخاصة، وقد أشيع أن رجل الأعمال الشهير شوقي هائل سعيد أنعم أرسل 130 رسالة يصوت فيها لفؤاد...
شكراً لقناة دبي الفضائية، وللإمارات العربية المتحدة، وشكراً للفنان الكبير عبدالله الرويشد، وشكراً للفنانة أنغام، ولحسين الجسمي ولفواز السعيد .. ومبروك لفؤاد عبدالواحد العديني... ولليمن الفرح..