جرب غيري تعرف خيري (مثل عراقي)
من ينظر إلى العراق (الديمقراطي) في العام الثامن من (بركاته) لا يستطيع ابدا ومهما حاول الا ان يتذكر كيف كان العراق قبل الغزو وكيف اصبح بعده، فعراق الامس، ورغم كل عمليات الشيطنة، القائمة على ترويج الاكاذيب من اجل تنفير الناس من البعث والرئيس الشهيد صدام حسين التي كشفت واعترف بوش وبلير بانها لفقت لتسويق غزو العراق..
رغم كل ذلك فان المواطن العادي في العراق خصوصا من كان معاديا لنظام البعث مضطر يوميا بل في كل لحظة يشهد فيها كوارث الاحتلال وجرائمه ومفاسده التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ العراق سواء في عمله أو في مسكنه أو في الشارع، في الصيف مثلما في الشتاء، لتذكر كيف كان وكيف اصبح، وتتساقط كل اعتراضاته وتحفظاته السابقة ليتذكر فقط ان الحل الوحيد الذي ينهي كوارث العراق هو عودة الشرعية العراقية للحكم.
لقد تلقيت منذ نهاية عام 2004 عشرات الرسائل من عراقيين كان اغلبهم معاديا للبعث وللرئيس الشهيد صدام حسين كانت الاطروحة الرئيسة فيها هي التعبير عن الندم المر لمعاداة النظام الوطني والتفريط به والمساهمة في شيطنته واسقاطه، والحنين الجامح للحالة التي كانت في العراق قبل الغزو وهيمنة حلم عودتها باسرع وقت.
ولعل من بين اكثر الرسائل تعبيرا عن الحالة في العراق تلك التي تلقيتها في عام 2005 من شخص ذكر فيها انه من (فيلق بدر) التابع لإيران وقال (لا ينفع الندم الان بعد ان حطمنا بايدينا ماكان لدينا من خير وامن واطمئنان وخدمات وكرامة وامتيازات بعضها نادر في العالم)، واضاف (ان المثل العراقي الشهير يقول (جرب غيري تعرف خيري) وهذا المثل ينطبق علينا الان اكثر مما ينطبق على كافة الازمان والاماكن، لقد حطمنا صدام بايدينا وبذلك خسرنا ما كان يوفر لنا من الامن والامان والرفاهية، التي تمتعنا بها حتى فرض الحصار بل انه حتى في زمن الحصار الشامل كان العراق يتمتع بامتيازات تفتقر اليها إيران واغلب دول المنطقة والعالم مثل البطاقة التموينية التي كانت تمنع الجوع وتساعد على مواجهة المرض، والعدالة والكرامة عزة النفس اللتان كنا نراهما كلما تعاملنا مع غير العراقيين متمثلة في احترام العراقي من قبل الجميع عربا واجانب، وحماية الوطن بقوة جيشه واذرع ابناءه، والاهم لقد خدعونا بغسل ادمغتنا حينما اقنعونا بان (البعث والرئيس صدام حسين يخدمان أمريكا وان إيران تحاربها فاكتشفنا اننا من يخدم أمريكا ويسهل غزوها ويتلقى الدعم بالسلاح وغيره من الكيان الصهيوني).
هذه الرسائل خصوصا الاخيرة منها التي وصلتني في السنوات الثلاثة الاخيرة تكشف بصراحة وبوضوح تام بان الاغلبية الساحقة من العراقيين تحن لنظام البعث وتتمنى لو عاد لانه سيعيد خلال ايام الامن والامان وخلال اسابيع أو اشهر قليلة سيعيد كافة الخدمات الاساسية للمواطن ويضع حدا للكوارث التي لم يواجه العراق مثلها في كل تاريخه المجيد والمزدحم بالماسي بنفس الوقت. فما الذي قدمه البعث والرئيس الشهيد للشعب العراقي من خدمات وامتيازات كي يتمنى عودة البعث ويعبر عن ذلك صراحة وبالاخص عن طريق دعم نضال البعث من اجل تحرير العراق؟ دعونا نعدد بعضا من ايجابيات النظام الوطني:
1 – حينما كان صدام رئيسنا وكان البعث قائدا للسلطة كان العراقي يمشي واثق الخطوات مرفوع الراس، يزور العالم كله ويعجب بهذا البلد أو ذاك ويتغزل بتلك الشقراء الفرنسية أو هذه الصفراء اليابانية، ويغطس في مقاعد تتحرك بالازرار في سينما لا يوجد مثلها في العراق، ويدخل عوالم غريبة ساحرة ومسحورة كليالي الطرب المستمرة حتى الفجر، لكنه حينما يتعب ويغتاله النعاس لا يختار الا حنطية أو سمراء عراقية زوجة له واما لاولاده، ولا يجد غير العراق ملاذا وبيتا ومخدة مريحة يضع راسه عليها وينام بعمق لاتعتريه (فزات) أو كوابيس قطع الرأس على يد تكفيري مأزوم، أو تثقيب الرأس والعين والصدغ بالدريل كما كان يفعل وزير الداخلية الإيراني الاصيل بيان جبر صولاغ، اما الان فان العراقي، كل عراقي، يبحث عن ملاذ خارج وطنه ويبيع بيته وسيارته وذهب زوجته وكتبه ليشتري بطاقة سفر إلى المجهول والذي يخفي له الموت في قوارب الهجرة أو التهجير القاسية، كما حصل مؤخرا لعشرات العراقيين الذين غرقوا وماتوا قرب سواحل استراليا وهم يبحثون عن نجاة من موت زؤام ب (دريلات) علي خامنئي ومن اغتصاب شريكه الاساس في الجريمة بوش.
2- حينما كان صدام رئيسنا وكان البعث قائدا للسلطة كان العراقي لا يخشيى المرض لانه يعرف ان الدولة تتكفل بعلاجه داخل وخارج العراق، اما بعد الغزو فان (بركات) أمريكا وشريكتها إيران تحرم العراقي ليس من العلاج فقط بل أيضا توفر له اعظم فرص الموت غير الرحيم على يد فرق الموت التابعة لها، ومنها فرق مقتدى الصدر الذي كان يقتل المرضى والجرحى في المستشفيات على اسس طائفية صرفة، فمن كان من (اعداء ال البيت) من نزلاء المستشفيات فيجب ان يقتل فورا، بعد ان عين اتباعه فيها وابتكر بفضل تعليمات قم طريقة مدهشة للقتل وهي ان يضع اطفال بغداد في افران الخبز وهم احياء ويقدم جثثهم المشوية لاهلهم على صينية كالقوزي! لقد ابتكر العراق (الديمقراطي) وسائل قتل رحيم لو عرفها الكيان الصهيوني لاستوردها فورا من إيران واستخدمها ضد الشعب الفلسطيني، مثل التحقيق بالدريل والشوي بافران الخبز للبشر.
3 – حينما كان صدام رئيسنا وكان البعث قائدا للسلطة كان التعليم يخرج العلماء والمختصين الممتلئين علما وخبرة ومعرفة بحيث اصبح العراق اكثر دول العالم عددا بعلماءه ومختصيه مقارنة بعدد السكان، وهؤلاء العلماء كانوا المصنع الذي بدأ بانتاج العراق الجديد المتقدم والمتطور، والذي صفته تقارير الامم المتحدة في نهاية السبعينيات بانه يتهيأ لدخول نادي الكبار المتقدمين في العالم، اما اليوم فان الموساد تولى ابادة مئات العلماء والمهندسين، بينما سرقت أمريكا عشرات منهم في اكبر عملية تصفيات جسدية للعلماء والخبراء منذ الحرب العالمية الثانية حينما نهبت أمريكا والاتحاد السوفينتي ما تبقى من المانيا وهم العلماء.
4 – حينما كان صدام رئيسنا والبعث قائدا للسلطة كان جيشنا سورا يحمي الوطن ويؤدب من يتجرأ عليه من الجيران وحاويات السوء والشر، وكان العراقي يعرف انه محمي بقوة تكفي لتأديب من يتجاوز عليه، اما اليوم فان إيران قتلت اكثر من 300 طيار عراقي – وليس 180 طيارا كما ذكرت وثيقة ويكيليكس، واغتالت اكثر من 500 من القادة العسكريين من رتبة مقدم فما فوق مكملة ما قامت به الموساد وهو اغتيال العلماء العراقيين في اكبر محرقة لاصحاب الاختصاص، ولذلك اصبح شعيط ومعيط يهين العراقي متعمدا ومنتقما من كبرياء شعب بقي الاف السنين يصنع الامجاد والكرامة الوطنية ويقدم للعالم كل جديد في العلم والتقنية والاجتماع، فالعراقي اليوم يعزل في المطارات ويجبر على الانتظار ساعات بينما غيره يعبر بدقائق، ثم تبدأ ملحمة التحقيق والاهانات المتعمدة رغم انه يحمل الفيزا، وعندها تدمع العين التي لم تتعود على الدمع الا عند وفاة حبيب ويستعيد ذكريات وطن كان مهابا وكان العراقي بفضله يمر قبل غيره من نقاط التفتيش في المطارات ومعابر الحدود.
5- حينما كان صدام رئيسنا وكان البعث قائدا للسلطة كنا نشتري من الاسواق المركزية (اورزدي باك) في العراق البدلة الفرنسية بـ25 دولارا والحذاء البريطاني بعشرة دنانير والتلفزيون بمائة دينار، وكان في بيت كل عراقي اكثر من تلفزيون واكثر من ثلاجة وفريزر مع ان دول الجوار غير النفطية كانت قواميس بيوتها لاتعرف ماهو الفريزر وتخلو من تلك الادوات ما عدا الاثرياء، اما الدول الخليجية فقد كانت تبيعها بعشرة اضعاف اسعار العراق، ولذلك كان الناس يأتون للعراق للتبضع منه. والسبب هو ان دولة البعث وصدام حسين كانت تدعم اسعار الغذاء والسلع البيتية والملابس وغيرها وتخفضها بنسبة تصل إلى ما بين 60 و80 % من سعرها في بلد التصنيع أو الانتاج. وتحضرني هنا حادثة لطيفة اذ سألت شخصية هندية كانت لي صلة صداقة معها حينما كنت سفيرا في الهند عن سعر بدلته الجميلة ومن اين اشتراها، وكان ذلك اثناء اصعب فترة في تاريخ العراق وهي فترة الحصار، فقال اشتريتها بمائة دولار، فدهشت وقلت له انها تباع في بريطانيا وفرنسا بثلاثمائة دولار واكثر من اين اشتريتها؟ اجابني وهو يبتسم: من العراق المحاصر!
6 - حينما كان صدام رئيسنا وكان البعث قائدا للسلطة، كنا نعيش فترة محو الامية بحيث لم يعد في العراق امي واحد في الفئات العمرية دون الخمسين عاما، بفضل الحملة الوطنية لمحو الامية، وذلك الانجاز العظيم لم يتحقق لا في أمريكا – التي بلغ عدد من يعيشون فيها تحت خط الفقر 40 مليون انسان وهم اميون طبعا - ولا في اغلب بلدان اوربا وهي الاكثر تقدما في العالم، ناهيك عن العالم الثالث باستثناء كوبا، وهذا الانجاز العظيم اجبر الامم المتحدة على منح عراق صدام والبعث شهادة انه حقق انجازا عظيما ونادرا في عالمنا، اما اليوم فان العراقي يترك المدرسة لان من يدرسه اما امي وشهادته من سوق مريدي، أو انه لا يجد من يدرسه لان العقول العراقية اما هربت أو اغتيلت، فانتشرت الامية مجددا ومعها انتشرت كل مظاهر التخلف وصار اللطم والتطبير خير دروس يتعلهما العراقي وهو صغيرا!
7 – حينما كان صدام رئيسنا وكان البعث قائدا للسلطة كنا ننام وابواب بيوتنا مفتوحة لا نخشى اللصوص لانهم تلاشوا مع تلاشي الفقر الامية. وهناك قصص معروفة عن بدء قصف العراق في العدوان الثلاثيني في عام 1991 وتحطم بوابات المخازن وتناثر السلع الثمينة في الشوارع والتي بقيت في مكانها ولم يسرقها احد حتى جاء اصحاب المخازن لجمعها وتصليح البوابات. كان الامان سائدا وكانت العين شبعانة لذلك لم يسرق احد وكان اصحاب المال الحلال لا يخشون على مالهم، اما الان فان الحكام هم السراق اللصوص ويكفي ان نذكّر بان حكومة المالكي وحدها سرقت اكثر من 380 مليار دولار خلال اربعة اعوام من حكمها ولا يعلم احد اين ذهبت هذه الاموال، وظهر لدينا جيش من الاثرياء الذين كانوا لا يمكلون الا ما يسد رمقهم لكنهم الان يملكون الفيلل والشقق والشركات في الاقطار العربية واوربا وأمريكا، ويصرف كل منهم ملايين الدولارات في اعراسهم واعراس ابناؤءهم في خلواتهم الكثيرة جدا!
العراق اليوم هو اكبر مركز للصوص والمافيات والعصابات واسوأ مكان للفساد وتحول بفضل (بركات ديمقراطية) الاحتلال إلى اكبر ماخور في العالم، كما ذكرت وكالة الشفافية العالمية الأمريكية.
8- حينما كان صدام رئيسنا وكان البعث قائدا للسلطة كان العراقي يخرج من داره فرحا مطمئنا للصلاة أو ليقدم محاضرة علمية أو ليتسكع في ابي نؤاس يعود إلى بيته وامه أو زوجته نائمة وغير قلقة عليه فيدخل يفتح الباب متسللا كي لا يوقظ امه أو زوجته وينام ويتصاعد شخيره ولا توقظه كل (طواب) – الطوب هو المدفع - الدنيا اما اليوم فان العراقي يردد الشهادة قبل ان يخرج لانه لا يدري هل سيقتل بمفخخة أو لاصقة إيرانية أو انه سيتعرض لرشه بندقية جندي أمريكي يريد التسلي بقتل العراقيين! اما البنت التي كانت تخرج واثقة من امنها الشخصي لان كل عراقي اخ لها يحميها من نسمات الهواء اذا اشتدت فانها اليوم تعد الخروج للكلية أو للتسوق مغامرة خطيرة يمكن ان تؤدي إلى خطفها واغتصابها أو قتلها على يد فرق موت جيش المهدي لمجرد ان الفتاة لم ترتدي خيمة سوداء فوق راسها عندما خرجت!
9 – حينما كان صدام رئيسنا وكان البعث قائدا للسلطة كان اللص والفاسد في الدولة يتخفى بالف قناع ويسلك طرقا معتمة خوفا من العار والعقاب الصارم من الدولة الوطنية، اما الان فان اللص يجلس في مجلس النواب وهو يعتمر عمامة رجل دين لكنه يتبنى شعارا علنيا يقول (اسرق الان قبل فوات الاوان). الوزراء والوكلاء والمدراء العامون ومن تحتهم واعضاء مجلس النواب في العراق (الديمقراطي) صارت لهم فلل وشقق في الاردن والامارات وسوريا وأمريكا ولندن وكندا واستراليا ودول اوربية، وفتحوا حسابات مصرفية في سويسرا واخذوا يهربون الملايين بجنط السفر علنا بلا خوف أو تردد وهو ما صدم شرطة مطارات اوربية، لان أمريكا هي راعية اخطر عصر فساد وافساد في العالم وهي زارعة بذوره والمحافظة عليه، فما لم يصبح جزء كبير من العالم فاسدا فان أمريكا وإيران والكيان الصهيوني لن يستطيعوا شراء احد الا على سبيل الاستثناء. وتصوروا جاسوس إيراني معروف وقاتل محترف هو قائد فيلق بدر يصف في جلسة عامة (زميلا) له بانه مطي – اي حمار – وانه اكثر عمالة منه! فاي سقوط وانحطاط اخلاقي قبل السقوط الوطني هذا الذي يميز من اتى بهم الاحتلال حكاما ونوابا في العراق!؟
10 – حينما كان صدام رئيسنا وكان البعث قائدا للسلطة كان من يمثل العراق في الخارج عراقيا خالصا بانتماءه وكان كفوءا بعلمه واختصاصه وبغض النظر عن خلفيته الاثنية والدينية، وكان العالم يسعى لكسب ود العراق لدرجة ان رؤوساء وملوك دول كانوا يستقبلون (السيد النائب) صدام حسين قبل ان يصبح رئيسا عند قيامه بزيارات خارجية لان العالم كله كان يعرف ان (السيد النائب) كان قائدا كارزميا عظيما مملوءا كفاءة وقدرة ويشع منه التأثير، ولذلك كان عظماء العالم يتمنون مصافحة صدام حسين.
والان نرى من يسمى رئيسا للعراق موضع سخرية العالم كله وتحول التركيز العام في اطلاق النكات من التركيز على فئات اجتماعية إلى شخص رئيس العراق (الديمقراطي) جلال الطالباني بكل تفاهاته ومظهره المقرف لاقرب الناس اليه. وهذا التعيين لم يكن صدفة ابدا، فالاحتلال يريد ان يقول للعالم هذا هو العراق الغارق في الفوضى الدامية وهذا هو رئيسه فاسخروا منهما. اما من كان يمثل العراق فكانوا دائما في الصف الاول عالميا كفاءة واحتراما للنفس، مثل الخبير في القانون الدولي دكتور رياض القيسي وقبله من اصبح رئيسا للجمعية العامة للامم االمتحدة المرحوم عصمت كتاني، والذي لم نعرف حتى الان هل كان كرديا أو تركمانيا أو عربيا، وتلك احدى اهم مظاهر عظمة عراق البعث وصدام حسين الذي لم يكن يسأل عن خلفية العراقي بل يسأل عن اخلاصه وكفاءته، واخيرا المرحوم نزار حمدون الذي اصبح موضع احترام كافة العاملين في الامم المتحدة. اما الان فان من يمثلنا في الخارج عبارة عن لصوص واميين أو تجار سوق مريدي، ولعل شخصية ممثل العراق في الامم المتحدة تقدم صورة لهؤلاء الجحوش التي تظن انها صارت بلابل تغرد مع انها تطلق اصواتا منكرة ذكرت في القران الكريم، فهذا الممثل الدائم هو عار على العراق، رغم انه ليس عراقيا وانما إيرانيا قحا كما هو معروف، ووصل عاره حد انه رفض ارسال الشهادة التي تثبت انه دكتور مع ان الوزارة طلبت منه ذلك، كما انه اصبح ضحية البرامج التلفزيونية الأمريكية الساخرة التي جعلت منه مادة دسمة للسخرية منه ومن تفاهته وسذاجته، ليقولوا للأمريكيين وللعالم كله: انظروا رئيس العراق الجديد مضحكة وممثله الدائم في الامم المتحدة مزور ومضحكة وتافه فهل يستحق العراق غير الغزو والتقتيل؟!
ومن يظن ان التزوير وانتحال صفات هو تصرف فردي في العراق (الديمقراطي) واهم فتلك مسألة منهجية وتربوية ثابتة ووصل الامر والوقاحة إلى حد اكتشاف ان عشرات الوزراء والنواب يحملون شهادات مزورة اشتروها بالفلوس ومع ذلك يصدر المالكي امرا بالعفو عنهم تقديرا لجهودهم (العلمية) في التزوير ولسان الحال يقول ان اللص لا يغفر لمن لا يسرق لكنه غفور رحيم مع لصوص مثله.
11- حينما كان صدام رئيسنا وكان البعث قائدا للسلطة حصلت الاقليات في العراق على حقوقها كاملة ومنها الاعتراف بالقومية الكردية واقامة الحكم الذاتي وفيه جامعة تدرس باللغة الكردية وتلفاز واذاعة بالكردية ودار نشر بالكردية، في اول مكسب للاكراد يحققونه رغم ان اكراد تركيا وإيران وعددهم يبلغ اكثر من اكراد العراق بعدة اضعاف، وكان العراق بفضل ذلك قطرا موحدا ومنسجما رغم الدسائس والمؤامرات المتعددة عليه، وكان العراقي ينال حقوقه كاملة دون تمييز، فتجد الكردي يعيش ويملك في البصرة والانبار، اما الان فان نظام المحاصصات الذي فرضه الاحتلال قسم العراقيين إلى اكراد وعرب وسنة وشيعة ومسلمين ومسيحيين وصابئة وشبك ويزيدية...الخ، في محاولة واضحة لتقسيم شعب العراق الواحد.
12 – واخيرا حينما كان صدام رئيسنا والبعث قائدا للسلطة وامم النفط سخر موارده كلها لاعادة تربية وتكوين الانسان العراقي علميا وصحيا واجتماعيا، فانتقل العراق من قطر تبلغ نسبة الفقر والامية فيه حوالي 80 % إلى قطر مرفه زالت فيه الامية والفقر تماما، اما الان فان العراق (الديمقراطي) صار وكرا للعصابات والفساد وانتشرت امراض لم تكن معروفة في العراق مثل الايدز والادمان على المخدرات واصبح الفقر بوابة لكافة اشكال الفساد وتجارة الجسد وخيانة الامانة وغيرها، اما موارد النفط فانها تسرق علنا وبلا اي غطاء غالبا.
هذه الاسباب وغيرها كثير هي االتي تجعل العراقي يحن للعهد الوطني ويحلم ظهرا وهو يقظ بعودته بل وتدفعه احلامه المشروعة للمغامرة بالاعلان من خلال شاشات التلفزيون عن تفضيله للعهد الوطني وامله بعودته، وتصل شجاعة مواطنين حد انهم يطلقون دعوات تكشف مكنونات نفوسهم حينما يتمنون عودة الرئيس صدام حسين مع انهم شاهدوه وهو يغتال في مثل هذه الايام قبل اربعة اعوام، وهذه الامنيات تعبر عن تمسكهم بما رمز ويرمز اليه صدام حسين من اوضاع وحالات مثل الوطنية الصادقة والاستقرار والامن والخدمات واحترام القانون والنزاهة وتوفير احتياجات المواطنين دون اي تمييز.
ان السؤال الذي نراه منطقيا بعد كل ما تقدم هو: ما الذي يوفره لنا هذا الوضع النفسي من حقائق؟ ان ابرز حقيقة تواجهنا الان ونحن نحتفي بالذكرى الرابعة لاغتيال القائد الخالد وسيد شهداء العصر صدام حسين هي ان البيئة النفسية العراقية اصبحت متوفرة لاستعادة الشرعية العراقية وطرد الاحتلال لان الشعب بغالبيته الساحقة، وبعد ان ذاق الامرين من الاحتلال واحزابه وفرق موته وشخصياته الكريهة وكوارثه الفظيعة، يرغب بعمق وقوة بقيام حكم وطني عابر للطوائف والاثنيات ويحترم مبدأ المواطنة المتساوية ويتبنى الديمقراطية خيارا اوحدا لحكم العراق.
تحية عطرة للقائد الاسطورة الخالد صدام حسين وعهدا منا على مواصلة مسيرة تحرير العراق متحدين العوائق والتحديات مهما كبرت متحملين التضحيات مهما عظمت تحت قيادة قائدنا عزة ابراهيم وهو صامد في ارض الرباط والجهاد يناضل من اجل تحرير العراق واكمال مسيرة سيد شهداء العصر صدام حسين.