كعادتها في التدليس على الشعوب وعلى الإسلام والمسلمين خرج المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي بخطبته الرنانة اليوم الجمعة ليدلس على الثورة المصرية وكأنه يريد إنقاذ مبارك.. عن طريق إلصاق تهمة إيران بالثورة الشعبية العربية الحرة..
انظروا إلى قيادات الحزب الوطني المصري كيف أنها كانت بانتظار مادة تقولها للشعب، ففور خطاب خامئني خرج أركان حكم مبارك ليقولون إن ما يحدث هو ثورة إيرانية.. ومنذ اندلاع الثورة لم نسمع لهم صوتاً.. فأنقذهم خامنئي واعطاهم مادة إعلامية للتدليس على الناس..
وليس خافياً على أحد أن إيران وأمريكا والعالم بأكمله ليس له أي دور قريب أو بعيد في هذه الثورة الشعبية سواءً في تونس أو في مصر، والطاغية خامنئي هو أشد نفاقاً وعمالة من مبارك.. وقد قال كلاماً فيه الحق، لكنه المراد به باطل.. وأيد الثورة في تونس مع أن نظام بن علي كان من أهم حلفائه في المعرب العربي. وتحدث عن اليمن وتاريخ إيران الدموي فيها ليس خافياً على أحد من خلال الحوثي..
ومن المهم التأكيد على أن غياب الدور المصري في الوطن العربي هو ما أتاح لإيران وغيرها التدخل في شؤون العرب، وبالتالي فإن التغيير في مصر هو إعلان وفاة العهد الأمريكي والإيراني الدموي الذي كان مبارك من أكبر قواده إلى العراق..
وعندما يخرج هذا المرشد الأعلى للثورة في إيران خامنئي ويخطب إلى ثوار مصر الأحرار فإنه يريد تشويه هؤلاء الأحرار أمام الشعوب العربية التي تعرف جرائم ميلشيات إيران في العراق وفي اليمن وغيرهما ومشروعها المذهبي التقسيمي بين الشعوب والتدميري للدين.. وهو يرتعد خوفاً من انتقال ثورة شعب مصر إلى إيران التي تحكم بالنار والحديد من قبل هذه العصابة العنصرية.. والشعب الإيراني سوف ينتفض عاجلاً أم أجلاً..
وكأن خامنئي يريد أن يقول للشعب الإيراني أنه وراء ما يحدث في مصر.. وليس ثورة شعبية ليس ورائها إلا إرادة الشعوب وتوفيق الله عز وجل. قبل أن يقول له الشعب الإيراني: أنت التالي.
وهو يريد خطف الأضواء.. ومحاولة فاشلة لسرقة الثورة وتشويهها.. كما تخطط العصابات الدولية دائماً لسرقة ثورات الشعوب لامتصاص غضبها أو تحويل أهدافها إلى أن تفترق الصفوف وتعود الأمور إلى أيدي الطغيان بصورة أخرى وبوجوه ومسميات مختلفة.. لكن الواضح أن الشعوب العربية وخصوصاً الأحرار في مصر يدركون جيداً ما الذي أمامهم ومن عدوهم.. وهذا ما يجب علينا التنبيه به..