[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

الثورة المصرية والسخافات الإيرانية!!

من الواضح أن هناك محاولات عديدة لإجهاض الثورة المصرية والالتفاف على الهبة الشعبية والانتفاضة الشبابية، جهات داخلية وخارجية تسعى لسرقة الثورة وركوب الموجة واستغلال الأحداث، وعمر سليمان يدير الأزمة بذكاء وحنكة وقوة ناعمة، لا يريد سليمان الآن ولا من مصلحته رحيل حسني مبارك، لأنه بذلك يصبح الرجل الأول الذي يطالب الشباب والثوار برحيله بعد مبارك.

وفي كل الأحوال فإن عمر سليمان أصبح في هذا الوقت ومع هذه الظروف حجر الزاوية في أي عملية إصلاح لمصر أو خرابها، ومن هذا المنطلق جاءت موافقة الإخوان المسلمين وأحزاب المعارضة للجلوس على طاولة الحوار مع عمر سليمان، باعتبار أنه مثل مبارك يشكلون فترة انتقالية من الاستبداد إلى الديمقراطية ومع أن المصريين يختلفون حول معظم القضايا إلا أنهم يتفقون على رفض أي تدخل أجنبي وخارجي في الشأن المصري الداخلي وهذا الموقف من خصائص ومميزات المصريين الذين يعتزون ببلادهم ويفتخرون بوطنهم ، ولا يقبلون بأي حال من الأحوال بالتدخل الأجنبي، سواءً كان هذا التدخل أميركياً أو أوروبياً أو إيرانياً فارسياً.

ولاشك أن الموقف الأميركي من الثورة المصرية بلغ غاية في الانتهازية والكذب والتضليل، وأما الموقف الإيراني فإنه يبدو أكثر انتهازية وغاية في الوقاحة وخاصة عندما يقوم الإعلام الإيراني بتصوير الثورة المصرية على أنها امتداد ونسخة من الثورة الخمينية الطائفية، إنها مقارنة مقززة وأسلوب غاية في السخف والسفالة ولدرجة أن الخامنئي يتحدث عن الثورة المصرية وحرية المصريين وكأن الإيرانيين يعيشون في نعيم الحرية وبحبوحة الديمقراطية، مع أن الجميع يعلم أن النظام الإيراني أكثر استبداداً وفساداً وقمعاً ووحشية من نظام حسني مبارك ومن الأنظمة العربية كلها.

إن حديث خامنئي والإعلام الإيراني عن ثورة الشباب والأحرار ورفض الاستبداد، مثل حديث العاهرة عن الفضيلة والأخلاق الحميدة، لقد أصبح التدخل الإيراني في الشأن العربي عموماً والمصري على وجه الخصوص، مقززاً ومقرفاً وغير مقبول ولا معقول ولم يعد يصدقه أو يثق به سوى المغفلين والمخدوعين والمستفيدين من نظام طهران.

وقد رأينا الموقف الشعبي والرسمي والحزبي في مصر رافضاً ومستنكراً هذا الاستغلال الإيراني والتدخل الفارسي وهذيان الخامنئي، وقد خرج الشباب المصري في ميدان التحرير وهم يطالبون بتنحي مبارك ، في الوقت الذي يرددون الهتافات المناهضة لإيران والشيعة.. وأن مصر كانت ومازالت وستظل عربية إسلامية سنية بل زعيمة العالم الإسلامي، وأن المصريين سواءً مسلمين أو مسيحيين يتعايشون كمواطنين، يرفضون التدخل الأميركي الصهيوني، بالقدر الذي يرفضون فيه التدخل الإيراني الفارسي، وأن رحيل حسني مبارك وإسقاط النظام يأتي وفقاً لمطالب المصريين، وأن أي تدخل أجنبي في هذا الشأن قد يجعل المصريين يتصالحون مع حسني مبارك ويسمحون له بالبقاء ستة أشهر أخرى حتى يكون خروجه وإبعاده قراراً مصرياً وشأناً داخلياً.. عاشت مصر حرة أبية ولا نامت أعين الجبناء والعملاء.

زر الذهاب إلى الأعلى