فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، بعيدا عن كل ترهات من يدعي حرصا على هذا الوطن، وهو يسعى من حيث يشعر أو لا يشعر لتدميره بالفوضى وعدم الاستقرار... وبعيدا عن أية تأثيرات داخلية أو خارجية...
و" لحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها وأهلها " أقول..اسمح لي أن انقل إليك ما ازعم انه نصيحة " والنصيحة لولي الأمر واجب من الواجبات الفردية والعامة " حول حقيقة ما يعتمل في بلادنا، وتطورات الموقف بعد إطلاق مبادراتكم.. أمام مجلسي النواب والشورى.. والتي قبلتها أطراف المشترك بتلكؤ، وازعم أيضا انه من واجبي إبلاغها..
باعتباري احد أفراد هذا الشعب، أعيش معه وقريب منه، بمعنى أعايشه وأحس بإحساساته كما هو أيضا مفترض منك ومن باب أولى كحاكم مسئول عن كل شخص في هذا الوطن ورئيس لكل اليمنيين، وكما هو مطلوب كذلك من كل شخص يدعي الانتماء لهذا الشعب والحرص على هذا الوطن الذي تهدده مخاطر مغامرات غير محسوبة... من هؤلاء وهؤلاء العابثين بمصير الوطن ومقدرات الشعب.. الذي ينتظر حكمتكم التي عهدها منكم في مختلف الظروف.
بداية من الصعوبة بمكان التشكيك في وطنيتك أيها الأخ الرئيس وحبك لليمن واليمنيين، ومع ذلك لا يخفي الكثيرون من أبناء الشعب استغرابهم – وما يثير أكثر من تساؤل لدى عامة الشعب حول تركيز اهتمامكم.. بمبادرات لإرضاء الخصوم في معارضة... لا ترتبط همومها بهموم الجماهير، ويدرك ذلك جيدا القاصي والداني، كما أن الجميع يدرك نسبة شعبيتها والاستحقاقات الانتخابية العامة تظهر ذلك بوضوح (وهذا الأمر يعود عليهم وعلى برامجهم التي لم تقنع أحدا) وغالبية جماهير الشعب تعرف وتدرك تماما أنها معارضة همها فقط الحصول على نصيب من كعكة السلطة وبأي صورة وبأي ثمن، طالما وصناديق الاقتراع غير مضمونة أمام تطلعاتها.
كما لم تخف الجماهير العريضة من أبناء هذا الشعب استياءها من تأجيل الاستحقاق الجماهيري المتمثل بالانتخابات العامة وللمرة الثانية (وهو حق لجماهير الشعب) واستغلال ذلك لترضية الخصوم في المشترك....أمر حقيقة يصعب قبول تفسيره بأنه للمصلحة العامة بأي وجه من الوجوه، والمعلوم أنها.. لإرضاء هؤلاء الذين افتضح أمر اتصالهم بدوائر الخارجية الأمريكية وأصبح حديثا يبعث على الاشمئزاز والرفض والاستهجان لدى كل الناس.
إذا أردت فخامة الرئيس أن تتعرف على حقيقة أوضاع العباد والبلاد.. وتوفرت النية لإصلاح هذه الأوضاع.. نرجو أن لا تقع في الفخ، وتركن أو تعتمد فقط على من حولك من المستشارين وغيرهم من المتمصلحين والمتنفذين، ولسنا بحاجة لان نكرر (خدعة المقربين والمحسوبين على النظام كما حدث في مصر و تونس) ليعرف بعد فوات الأوان أن الذين كانوا اقرب الناس إلى النظام، هم أول من انخدع بهم رأس النظام وهم أول الشامتين به وهم أول الفاضحين له...
الشق الأول من هذه النصيحة... البدء بمحاسبة جادة ومسئولة تشمل كل أجهزة الدولة، وإحالة المتورطين في نهب المال العام والفاسدين إلى النيابة والقضاء ومحاكمتهم علنا (وسبق أن وجهتم بذلك خلال لقائكم مع مجلس القضاء الأعلى ومع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ) ولعلمكم لن يتم تنفيذ ما وجهتم به إلا بالمتابعة الشخصية منكم.. ولو نفذت التوجيهات كما أريد لها.. لرأيت يافخامة الرئيس العجب العجاب.. ولتسآءلت.. هل من المعقول أن هذا حدث.. في عهدي ؟ ".. نعم لقد عجب العالم وتملكته الدهشة، وقبله ملايين الشعب المصري، وربما تفاجأ رأس النظام المصري نفسه !! إزاء حجم الفساد والسرقات ونهب ثروات البلاد ومص دم الجماهير التي ظلت تشكوا الفاقة وتعاني الجوع، فضلا عن امتهان كرامتها وإذلالها...
وتساؤل آخر مهم - فخامة الرئيس - يتداوله الناس في هذا البلد باستياء وتعجب في ذات الوقت ويتعلق هذا التساؤل فيما يعتبرونه سكوتا أو تغاضيا تجاه الفاسدين والعابثين والناهبين لثروات البلاد، وعدم إزاحة هؤلاء المرضى والموتورين والفاسدين الذين حذرت أنت منهم في أكثر من مناسبة!.. وهم مكشوفون للجميع، ويعبثون بمقدرات الوطن ويتلاعبون بقضايا المواطنين جهارا نهارا..
( شكل يا فخامة الرئيس وأنت خير من يبادل هذا الشعب الوفاء بالوفاء وعِشْرة عقود من التفاعل... شكل لجانا ميدانية مستقلة قضائية وأمنية وعسكرية شريفة..فقط مهمتها الكشف عن المظالم والمظلومين في كل المحافظات وستكتشف منها ما يشيب له الولدان..، وستكتشف الحقيقة المرة – وتستغرب ربما - كم هي بعض مؤسسات الدولة متورطة وخائبة فضلا عن أنها بعيدة وغائبة عن هموم هذا الشعب الوفي الذي لم يفرط في ثقته بقائده..الشعب الذي أنهكته مظالم الفاسدين والمحسوبين على النظام، وتصرفات خاطئة انعكست عليهم جوعا وبؤسا وفقرا وحالة لا يعلم بها إلا الله... من الإذلال والمهانة..ما يدفعك ليس للاعتذار للشعب بل منها ما يدعو-– للاستحياء والخجل...وللأسف ما يزال هؤلاء يتحدثون باسم النظام الذي أنت عنوانه، ويمارسون الظلم والعبث والفساد والإفساد تحت راية هذا النظام.. فهل تفعل ؟ ).
ومن ضمن هؤلاء يا فخامة الرئيس أولئك المتشدقون بأنهم في صفك والمحسوبين عليك.. في مؤسسات كثيرة – ملكيون أكثر من الملك – كأمثال النواب الذين جثموا على صدرهذا الشعب، ويتحدثون باسمه عنوة وغصبا.... ليحرجوا القيادة وهذا ما ظهر من خطابكم في مؤتمر القادة الأخير حين الحديث عن الفترة الرئاسية بل إنهم ( كل هؤلاء ) بأخطائهم يدفعونك للاعتذار للشعب.. وهم جزء من المتورطين..و مشجعي وداعمي الفساد اللئام، وهم المستفيدين من حالة عدم الاستقرار في الختام...وغير بعيد أن يضعونه عنوانا لفترات الرئاسة والنظام العام...وهم يتقاطعون بذلك مع أعداء الوطن، الذين يسعون دائما لإحراق العناوين والأوراق، وإثارة الشكوك في وطنية الوطنيين، وهم أيضا من الذين يدعون أنهم حريصون على الوطن وهم في الحقيقة منتفعون متمصلحون ليس إلا.. يستظلون بظل النظام، ومن الغريب ( ولان المعالجات الناجعة غائبة) يسري بين الناس مقولة "أن القيادة تعلم أنهم تحت مظلتها وتعلم أنهم فعلوا الأفاعيل ولا يوجد توجه نحو محاسبتهم ".
غالبية الجماهيراليمنية يافخامة الرئيس هي الجماهير المسحوقة والتي لا تنتمي لأي تنظيم سياسي، وهي التي تكتوي بنار مظالم المفسدين الذين تحدثت أنت عنهم في أكثر من مناسبة منذ توليك زمام أمر هذا البلد المبتلى بأناس طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد... وهذا الأمر ليس بجديد عليك..فقد كان احد شروطك للترشح للفترة الرئاسية الحالية..حين أعلنتها صريحة مدوية، وعلى الملأ بان لا تكون مظلة للمفسدين والعابثين.. بل لدرجة أن انبرى احدهم حينها ليعاهدك على الالتزام والتصحيح وأنها آخر مرة لهم في الاستمرار في الفساد، وتنفست الجماهير الصعداء لعلها تعيش عهدا جديدا من النهوض والتوجه نحو البناء الحقيقي ليمن الثاني والعشرين من مايو الخالد.. لكنهم خانوا عهودهم ووعودهم بل ازدادوا فسادا وعبثا وغيا مستظلين بمظلتكم الوطنية التي لا تشك الجماهير التي تدرك مدى حرصكم على الوطن والشعب على مدى العقود الماضية
الوضع بوجهه العام في البلاد يافخامة الرئيس على المستوى الشعبي وفي كل مدن وقرى الجمهورية اليمنية – لا يسر أحدا، ولا يسرك بالتأكيد، وهو بحاجة إلى إعادة النظر.. الشخصية منكم لمختلف السياسات الداخلية، وسرعة اتخاذ القرارات الشجاعة، وخصوصا حول جميع المفردات المتعلقة بالهموم المعيشية _ وهذا هو الشق الثاني من هذه النصيحة - وبحيث لا تلتفتوا إلى كثير من التقارير الوردية التي قد تعرض عليكم، وربما لاحظتم بعض تلك الهموم والمشكلات من خلال لقاءاتكم مع عدد من شرائح المجتمع التي التقيتموها خلال الأيام الماضية، لان الحقيقة لا تنقل إليكم كاملة،وهناك من يريد إشغالكم بالتفاهات، لتغطية أسباب الأزمات من مظاهر الفساد المالي والإداري، والأداء الفاشل للمؤسسات المعنية ببناء الإنسان اليمني كالمؤسسات التعليمية والتربوية والأكاديمية وكذلك المؤسسات الإعلامية والثقافية... وغيرها من الأجهزة المؤذية والفاشلة... والتي لو أدت واجباتها كما ينبغي لوفرت عليكم كثيرا من الجهد، وعلى البلاد كثيرا مما تعانيه من مشاكل.. وعلى العباد الكثير من الشكوى والتذمر... وانعكاس كل ذلك الفشل والفساد على التردي في مستويات المعيشة وازدياد نسب الفقر والبطالة وغيرها من الأزمات المجتمعية وهي في مجملها ظواهر أصبحت عنوانا لنظام علي عبدالله صالح لدى الموتورين والفاسدين والمغرضين في الداخل والخارج...وجماهير الشعب تعرف تماما وتدرك يقينا أن علي عبد الله صالح لا يمكنه أن يرضى أو يقبل بوضع كهذا.
هذه الظواهر يشجعها الفاسدون وأصحاب المصالح الذاتية وكل المتربصين - يافخامة الرئيس - هي التي أورثت البلد مشاكل كثيرة وكبيرة فهي التي خلقت التمرد في صعدة وسهلت الطريق أمامه.. وهي التي بدأت بمطالب حقوقية لما يسمى بالحراك ليستغل ذلك الاستغلال البشع... وهي ظواهر تخنق البلد، ومن وجهة نظر شخصية أقول هي هي أعذار وحجج ما يسمى بالمشترك بل لا يستبعد أنهم جميعا يغذونها..الفاسدون والمتنفذون – بل ومن داخل الحاكم والمستفيدون من المتحالفين من جهة، والمأزومون في المشترك ومن شاكلهم من جهة أخرى، وكل ذلك لإحراج وإحراق واستغلال سماحة علي عبدالله صالح لأبعد ما يمكن، وإدخال البلاد في أتون أزمات لا تنتهي لاتهم مأزومون، ولا يحلو لهم العيش إلا في ظل الأزمات والإشكالات... والعنوان الرئيس = نظام علي عبدالله صالح = ونحن أو الطوفان.
والمناشدة إليك فخامة الرئيس أن تقف وقفة وطنية سريعة، تتناسب وتاريخكم الشخصي ورصيدكم الوطني الذي يراد الطعن فيه اليوم، وهيهات.. نعم وقفة منكم أيضا تتناسب وحجم المؤامرة من أي جهة كانت تستغل وتشجع الإبقاء على الأوضاع الفاسدة وتسند وتدعم فشل أداء المؤسسات الرسمية - لنوايا أصبحت معلومة ومكشوفة تستهدف تشويه رأس الدولة ورمزها الوطني – ومن خلال أيضا تأجيج اختلال الأوضاع الأمنية شمال الوطن وجنوبه... كلها مؤامرة تصب في ذات الاتجاه وهي بالتالي بحاجة إلى مواجهة حاسمة تحكمها وتقودها سيادة القانون والشرعية الدستورية، بعيدا عن التسويات أوالترحيل أوالتجاوز، وبعيدا عن القفز على القوانين والاستهتار بمكانة الدولة والغاء هيبتها والتي لن تورث البلاد إلا المزيد من الأزمات الماحقة ولات ساعة مندم..
نعم الجماهير وبكل الثقة على يقين بان علي عبدالله صالح لا يرضى أبدا بما لا ترتضيه جماهير الشعب من هكذا حال..الجماهير التي تعول اليوم على دوركم فخامة الرئيس، ويكاد الكل يجمع على أن الحلول بيدك شخصيا ؟.. باعتبار أن هذه الجماهير عرفتك جيدا وخبرتك طويلا كل هذه العقود بأنك حين تنوي وتعزم يتحقق على يديك المستحيل... فهل تفعل ؟ وأولها قرارات شجاعة معهودة منكم تتعلق بإزاحة المستظلين تحت عباءة النظام ممن ثبت ويثبت تورطه في الفساد، ومواجهة أوكار المفسدين كخطوة أولى... وثانيها تحكيم القوانين وتطبيقها...في التعامل مع الجميع كونهم متساوون تحت راية وسيادة القانون وقوة الدستور، الذي ارتضاه الشعب كله ليكون المرجع والحكم، وعلى الجميع الالتزام والاحترام والتقيد، والانصياع " طوعا أو كرها "...
وحين يحكم الدستور وتطبق القوانين على الجميع بحذافيرها... سترى الجماهير حينها يافخامة الرئيس كلها في صفك ولن يستطيع احد من كان أن يغرر بها، وبالقانون ستنتهي معظم مظاهر الفساد أو التقصير في نظام أنت قائده وعنوانه، هذا البساط الخبيث الذي يستغل اليوم استغلالا حقيرا تحت أكثر من مسمى أو شعار أجوف... يجب أن ينتهي ويسحب من تحت أقدام المأزومين والمتربصين ، والأمر بيدكم.
الجماهير – فخامة الرئيس - لم تفقد الأمل في أنكم تمتلكون شخصيا الإرادة القوية التي تحقق لها المستحيل كما عهدتكم.. خصوصا حين تعود إلى صفها وتنحاز إليها وحدها!
فخامة الرئيس ليس وراء ما سطرناه إلا دافع وطني بحت ومن منطلق واجب التذكير والنصح، وتقدير وحب الجماهير اليمنية العريضة لرصيدكم ولتاريخكم الوطني الذي لا ينكره أي يمني ينتمي لتربة هذا الوطن، إلا أن يكون حاقدا أو موتورا أو مغرضا.
.. ليس في الوقت متسعا..أمام ما يحاك للبلاد من المؤامرات والخطط الخبيثة والمرتبط بعضها بالأجندات الخارجية... خصوصا وإن هذا البعض المغرض والموتور يعمل بكل جهده وطاقته للتأثير على الجماهير والتغرير بها، ودفع بعض السذج والدهماء لمواجهات غير محسوبة سوى إقلاق السكينة العامة، وتأجيج الأوضاع..وبالتالي إيصال قيادة البلاد لقرارات الفرصة الأخيرة التي تخدم أغراضهم الدنيئة...
الرئيس القائد الجميع ينتظر تحركا سريعا في الوقت المناسب باتجاه يعزز رصيدكم الجماهيري الكبير، باتخاذ القرارات الوطنية الشجاعة تجاه القضايا الوطنية التي اشرنا إليها..وقد حان وقت تصحيح المسار... وبدون تردد فهل تفعل؟ "عشم الجماهير انك ستفعل ".