تَضْحكُ على نفسك إيها الإنفصالي الأكبر حينَ تصمم على عنادك وتقف أمام الطوفان؛ فلا عاصمَ لك اليوم من ثورة شعب أراد إستنشاق الحرية، واسترداد كرامته، واستعادة وحدته الشريفة.
إنَّ هذه الجموع مِنْ أعز وأغلى وأكرم ما أنجبته اليمن قد قررتْ أنْ تسقطَ وأنْ ترحلَ ذليلاً مذموماً مدحوراًغير مأسوفٍ عليك أيها الوثن الزنيم. فاترك كعبتنا بهدوء وإلا ستهدمك هذه الأيدي الشريفة. فلا مردَّ لهذه الجموع إلا الشهادة أو انتصارها!.. إذنْ فلترحلْ.. بهدوء! واتركْ عنكَ هذا الصلف الجاهل بالتاريخ، والثورات، وإرادات الشعوب!
سترحلُ رغْمَ أنفِكَ دنيئاً غير شريف، ووغداً غير عفيف، وغبياً غير حصيف. فاللذين لا يقرأوون قوانين التاريخ الصارمة، لا يدركون أسطورة الشعوب في القدرة على التغيير، ولا يعرفون أنَّ كتاب التاريخ يكتب أحداثَهُ شعبٌ حرٌ وأُمَّةٌ غاضبةٌ غضَبَ السيف الشريف. وهمُ اللذين كفروا بقوانين العدل ونواميسه المنزلة من الله؛ المرسومة على أضلاع المثلث المتساوي السماوي الأزلي - الحرية والعدل والمال - سيسحبون على أنوفهم إلى قمامات التاريخ ومزابله وحضيضه.
كنتُ أدرك أنك جاهل !
ولكن بعدما حدث من أحاديث في التَّلفزة، وأحداث القتل لأبناء هذا الشعب الشرفاء أيقنتُ عزَّ اليقين أنك زعيم الجهلة، وسادن الفَسَدَةِ .. فما أبقيتَ لدينا قدرةً على العتاب غيرَ العقاب؛
وما تركتَ فينا منك استطاعةً على الاستحياء غيرَ البصقِ كما يُبْصَقُ البذاءات. وما خلَّيتَ بيننا وبينك مِنْ ضرورات النداء غيرَ الشتم والشَّمت والإساءة، ومِن جدران التواصل إلا هدمته، ومِن صدق الحديث إلا كذبته، ومِن حبال السياسية إلا شديتَهُ فمزَّقتهُ، ومِن الصبر الجميل عند الناس إلا أغضبتَهُ فثَوَّرتَهُ، ومِن حسنِ اللفظ المؤدب لدينا إلا أفضضتَهُ، حتى استحي اللفظ فكان أقل مِن سفهك !
فالحمدلله الذي كشف الوحش الغدَّار الكامن بداخلك لتفتضح بليداً وعدواً للناس والأرض والحياة. ولَكَمْ بدتْ فيك البذاءات على أوقح ما تكون، وفُقَأتِ السَّوءات في دمامل نفسك المهترئة صديداً من الكُره والحقد لكل ماهو جميل في قلب الناس وعقل الأرض ووجه الحياة. ولقد أنبعث في قلب الناس ثورة، وفي عقل الأرض ثورة، وفي وجهة الحياة غضبةٌ وثورة.
ولتلك الأعراض التي وصفتها فلقد ترسَّخ في يقيني أنك راحلٌ رغم أنفك. وما نراه ما هو حب الغريق للنجاة وتعلُّقه بسبب للحياة. وما هي إلا لحظات مِن التاريخ حتى تأتيك نيران هذه الثورة كالبركان ولن تُبقِ فيك ولن تَذْر ألا كما تترك النار من الحطب الرماد!
فسلامٌ عليك يا يمن
وسلامٌ على الشهداء
وسلامٌ على الثوار هذه اللحظة
وسلامٌ على كل مناضل شريف
وسلامٌ على الثورة!
عبدالكريم عبدالله عبدالوهاب نعمان
مهندس معماري. واستشاري - الولايات المتحدة الأمريكية.