[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الرئيس.. ظاهرة إعلامية فقط

من يتابع الرئيس علي عبد الله صالح في خطاباته سواءً منها السابقة أو الحالية يلاحظ أنه يتمتع بمهارات عاليه في الخطابة والحديث، وقدرة كبيرة في دغدغة مشاعر الناس، ويتضح هذا جلياً من خلال اهتماماته الكبيره بإصدار التصريحات وعقد المؤتمرات الصحفية، وحشد الآلف المؤلفة من الناس التي تجتمع في القاعات والصالات والتي من خلالها يرسل رسائل إعلامية لمعارضيه وللشعب .

وفي رأيي الشخصي أنه يعد من أكثر الزعماء العرب قدرة على الخطابة والكلام، ولكنه في نفس الوقت يعتبر من أسوء الزعماء العرب في العمل والإنجاز، ونستطيع أن نقول على الأخ الرئيس بأنه ليس سوى ظاهرة إعلامية أو ظاهرة صوتية فقط .

وحتى لايكون الكلام فقط تهكم على الرئيس أو يؤخذ على أنه تجني دعونا ننظر إلى وضع الشعب اليمني ووضع شعوب دول الخليح، أو لنقل ننظر فقط إلى الشعب العماني، ومن خلال ذلك نرى ان السلطان قابوس قد بنى سلطنة عمان وجعل لها مكانة عربية ودولية محترمه، والجميع يعرف أن الرئيس العماني لا يتكلم الا كلمتين أو ثلاث كلمات في الشهر بينما يقوم في اليوم الواحد بعشرات الاعمال كما أن الكل يعرف أنه استلم مقاليد الحكم في حين كان الشعب العماني يقوم بأعمال التنظيف في شوارع وحارات السعودية، والآن ينظر الجميع بإعجاب إلى وضع الشعب العماني، بينما في حالة الأخ الزعيم الرمز علي عبد الله صالح فالوضع مختلف تماما في اليمن. ففي اليوم الواحد يخرج علينا بعشرات التصريحات والخطابات لكن في الواقع لانرى إنجازات حقيقية، بل بالعكس الأوضاع تزداد سوءً يوماً بعد يوم.

إنجاز وحيد أو حسنة يتيمه تحسب للرئيس علي عبد الله صالح (ورغم ذلك هي في خطر) وهي تحقيق الوحده المباركة - ونحن هنا لا نتكلم عن الطرق والمواصلات والعمارات التي تم إنشاءها لأن تلك الإنجازات كانت ستتم سواءً بعلي عبد الله صالح أو بغيره – وفي رأيي أن الرئيس بإمكانه أن يعمل حسنة ثانية أخرى وسوف تدخله التاريخ من أوسع أبوابه وهي أن يعلن عن تنحيه عن الرئاسة – قبل أن يتم تنحيته بالقوة من قبل الشعب ويخرج تماماً من التاريخ - وتسليمه مقاليد الأمور إلى لجنه رئاسية، أو جمعية تأسيسية، وليعلم أن الشعب اليمني بأكمله والشعوب العربية أيضاً تدعوه إلى أن لايضيع هذه الفرصة التاريخية لأنه لايستطيع أن يقف في وجه إراده الشعب مهما قام من أعمال أو ضرب من وعود لأن رياح الديموقراطية التي تهب الآن على العالم العربي أكبر من أي نظام، وطوفان التغيير أقوى من أي زعيم.

زر الذهاب إلى الأعلى