أرشيف الرأي

احمدوا الله على رئيسنا

نحن الشعب اليمني شعب عاطفي مسلم مسالم مدحنا الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله (هم ارق قلوبا والين أفئدة) انه وسام نفخر به لكن السفهاء من الناس عيرونا بها واستخفوا بنا بها واستعبدونا واستذلونا بها .

فبسبب طيبتنا وجد منا من يقول (احمدوا الله على رئيسنا) الذي مافعل إلى اليوم مثل مافعل القذافي بشعبه... كلمات سمعتها من غبي سطحي فقلت سطحيته رسمت له ذلك لكنك تستغرب عندما تسمعها من متعلم بل الأغرب من بهائم يلبسون عمائم يخذلون بهذه الأقوال الناس في ميدان التحرير وغيره، انها كلمات شدتني لأكتب هذا المقال لنرى النعم التي تغمرنا والتي لابد ان نحمده عليها حتى لاتسلب منا ويومها نندم وعلى فواتها نندب .

احمدوا الله على رئيسنا الذي يدير اليمن باللعب بالأوراق من عصبية إلى حوثية إلى قاعدية إلى مناطقية إلى انفصالية إلى .. إلى حتى دوخ البلاد والعباد.

احمدوا الله على رئيسنا الذي اذا حصلت أزمة جمع لها لفيفا من المشايخ والمرتزقة يغدق عليهم الاموال ويشتري بها الذمم ويضربهم مع شعبهم فتزيد الامور لهيبا وسعيرا ولايلقي بالا لأي مبادرات أو مطالبات أو حقوق وحريات .

احمدوا الله على رئيسنا الذي ما كفاه ان يتعامل بمكيدة على المسيرات واذا به يريد تقييد الحريات بقانون الشرطة والصحافة والاتصالات فيكمم الأفواه ويدوس الحرمات وكل فترة واخرى يعدل الدستور والقوانين بما يتناسب مع مزاجه وهواه ومصلحته .

احمدوا الله على رئيسنا الذي عندما رأنا نتعلم ونصحوا سخر منا وقال (علمناهم يرجعوا فوقنا ..واصبح القبيلي افضل منهم)!!

احمدوا الله على رئيسنا الذي مكن لابناءه واقرباءه من السيطرة على الجيش والامن ومكن للمتنفذين من امساك الامور حتى لا يستطيع الشعب حراكا منهم ولافكاكا .

احمدوا الله على رئيسنا الذي كافئ شعبه عندما وقف معه في معركة الانفصال فمكن للسباع والوحوش ان تنهش خيرات البلاد وتتقاسمها حتى جعل الجنوبيين يكرهون الوحدة ويستجيبون لكل دعوة انفصالية وهم لها كارهون .

احمدوا الله على رئيسنا الذي احيا عظام الامامة وهي رميم ليضرب بها هذا وذاك ثم عندما انقلبت عليه حشد عليهم الجيوش وزج بها وبهم إلى الجحيم وسالت دماء الشعب ثم اعاد الامور إلى ماكانت عليه وكأن شيئا لم يكن .

احمدوا الله على رئيسنا الذي يكافئ من يقف إلى جانبه في المهمات ثم عندما يستغني عنه يرميه ويقول انتهى رصيدك ولم نعد بحاجة اليك

احمدوا الله على رئيسنا الذي متع آذاننا بالاماني والامجاد (نووية وسكة حديدة ولافقر بعد اليوم ولامفسد في الارض) ثم لم نرى بعدها الا البؤس والحرمان والشقاء ومشاريع تتدمر وامة تتذمر وفقرمدقع وعطالة وبطالة وجرعات ومفسدات ادارية وماليات .

احمدوا الله على رئيسنا الذي يتناقض في مواقفه فمرة يقول لاتمديد ولاتوريث وبعد اسبوع يقول من يريد السلطة فليتجه معنا إلى صناديق الاقتراع!!

احمدوا الله على رئيسنا الذي جمع البلاطجة من كل فج عميق ووزعهم في المحافظات ليصيحوا بالروح بالدم نفديك يا هم هم واعطاهم اموالا واسلحة ليعتدوا على اخوانهم المسالمين ويذبحوهم ثم يستهجن فعلتنا وفعلتهم .

احمدو الله على الرئيس الذي دفع بلاطجته على ابنائكم يتعرضون لهم بالتهديد في المدارس الامنية ان هم انظموا إلى المسيرات الشعبية .،

واحمدوا الله على رئيسنا الذي رخص لنا القات وشجع زراعته وزاد في اسواقه ليخزن الناس ويتجابرون وعلى همومهم يتخدرون .

احمدوا الله على رئيسنا الذي عطل الخريجين وجعلهم على دول الخليج يتيهون بحثا عن عمل حارس اومرافق أو سائق اوفي ورشة حتى أصبح سعر اليمني ارخص وابخس الأسعار .

احمدوا الله على رئيسنا الذي ولدنا وهو رئيس ودرسنا وهو رئيس وتزوجنا وهو رئيس وانجبنا جيلا وهو رئيس وهرمنا وهو رئيس وقد نموت وهو لايزال رئيس .

واخيرا احمدوا الله على الرئيس الذي يدير مشروعا تجهيليا مع ازلامه وبلاطجته حتى يبقى الشعب مقطرنا وعلى نفسه متقوقعا ولايعاني من ازمات حرية اوتنويرية اوعطالة وبطالة وظيفية ولاأزمة ضميرية ويقتنع بحاله وماله ويقول سمعا وطاعة مولاي الرئيس .

فماذا بعد هذه النعم الدائمة وماذا بعدهذه الذلة المتناهية التي لامثيل لها الا ان تقولوا بالروح بالدم نفديك يازعيم.. هذه الكلمات الحقيرة التي يكرسها النظام وأزلامه فينا منذ نعومة اظفارنا في المدارس والحفلات حتى نشأنا عليها وفعلت مافعلت فينا من استعباد هي التي ولدت الطغاة على مر العصور فساموا بها الامة سوء العذاب فهل وصل إلى ماوصل اليه القذافي الابها .

ان على الامة ان تشقى ليحيا الزعيم وان تحزن ليبتهج الزعيم وان ترضخ ليرتفع الزعيم وان تقدم ارواحها رخيصة ليتغطرس الزعيم وان تنحني ليعلو الزعيم فوقها حتى يدوسها وبالعذاب الشديد يسومها.

لقد استنكر سيدنا موسى عليه السلام على فرعون عصره استبداده للشعب فقال له (وتلك نعمة تمن بها عليّ ان عبدت بني اسرائيل) أي هل تمتن علينا ان جعلت بني اسرائيل عبيدا فكان جزاؤهم ان وصفهم الله بانهم سفهاء فقال تع إلى عنهم لاعن فرعون (فاستخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين) فاستحقوا السخط من الله عليهم لانهم رضوا بالذل والهوان

فكأن الحرية بل الحياة نعمة وهبها الطغاة للامة وعلى الامة ان تسبح له اناء الليل واطراف النهار حتى لاتسلب منها لاحول ولاقوة الا بالله .

زر الذهاب إلى الأعلى