كم قيلت فيك هذه العبارة أيها الرئيس وكم رأيناها في اللافتات وتكلم بها المتكلمون وأنشدها المنشدون ورددها المحبون وسار بها الموالون, إنها "وجئت بما لم تستطعه الأوائل". لكن لكي لا نكذب على أنفسنا ولا نتعدى الحدود في وصف الآخرين أقولها بكل صراحة: العبارة مبالغ فيها وفيها تجاوز كبير.. لا أحد ينكر أنك أيها الرئيس قدمت بصمات في بعض الجوانب مشرقة في اليمن وهذا تبقى لك محمدة, لكن الواقع أن هذه العبارة لم تحقق معناها من حيث إحداث تطورات تتجاوز سابقيك مع فارق الزمن وهذا يعود لأسباب عديدة ليس هذا محل كتابتها.
أيها الأخ الرئيس كتبت هذه الأحرف لكي أقدم لك اقتراح ونصيحة امرني بذلك ديني وأرشدني لذلك يقيني ورؤيتي لواقعنا اليمني في ظل هذه الظروف الدقيقة.
أخي الرئيس: هل تريد أن تحقق هذه العبارة بكل مضامينها ومعانيها وبلاغتها وجزالتها وقوتها وحقيقتها فتصبح مفصلة عليك وتبقى محمدة تاريخية تضاف إلى رصيد محامدك , فتكون فعلاً (جئت بمالم يستطعه الأوائل )
أعلنها مدوية دون تردد من أجل اليمن ومن أجل أبناء اليمن ومن اجل تجنيب اليمن المشاكل والدماء..
أيها الرئيس وصفت بالعفو في مواقف عديدة ووصفك الكثير بأنك مختلف تماماً عن غيرك من الرؤساء من حيث سعة صدرك وعفوك وحلمك فهل فعلا تريد أن يسجل لك التاريخ هذه الأوصاف , وأن تربح الموقف وتشكر عليه
أعلن رحيلك من السلطة بأقل التكاليف واقل الدماء , كم سمعت في خطاباتك في مواقف عديدة انك تبحث عن مصلحة اليمن وقد صرخ معارضوك مكذبين لك منكرين انك صادق فيما تقول ,فهل أرشدك بطريقة تخرسهم وتبين زيف مايطرحون ولكي تثبت أن ( اليمن أولاً) وأن اليمن ليست لأحد بعينة كما سمعنا منك وأمام كل هذه الأصوات التي تنادي بخروجك وتصرخ لرحيلك ,أعلن رحيلك عاجلاً لكي تثبت مصداقية ماطرحت.
سيدي الرئيس: جل التحليلات والتقارير والرؤى المطروحة تقول برحيلك العلماء والحكماء والمثقفين في الداخل والخارج تقول لك أن ترحل.
أيها الرئيس: اعتقد أن القيم السامية والمبادئ الرفيعة والفكر المسترشد كل هذه تقول انه ليس عيباً أن تعلن تخليك عن السلطة بل ستكون من أوصافك لو تخليت عنها.
أيها الرئيس: صحيح أن مزايدات أحزاب المعارضة وأن مبالغاتهم وعدم وضوح رؤيتهم وضبابية أهدافهم وتباين أفكارهم واختلاف أشكالهم وألوانهم واختلاف قلوبهم وتباعد أفكارهم ومبادئهم كل هذه وغيرها قد تكون مبررات قوية لكي تصر على البقاء في منصبك بحجة خوفك على المصير اليمني ,لكن يااباحمد الموقف الآن يختلف تماماً عن السابق الموقف موقف شبابي بحت وثورة شبابية خالصة بإذن الله بعيداً عن الأحزاب الموجودة ولغطها وشططها الحدث سيكون تاريخي أن يتجه الجيل الجديد من الشباب نحو التغيير المتجرد عن الأحزاب أريد أن أقول لك ولكل اليمنيين أن الثورة الموجودة والأعتصامات الحاصلة جأت لتغير الرئيس ومن حوله وبالمقابل تغير المعارضة فالشعب والشباب تحديداً ملوا من كذب الحاكم وتزييف المعارضة فبالتالي خرجوا صارخين في وجه الجميع قائلين عن أنفسهم نحن لها ففينا الطبيب والمهندس والطيار وو .. وكان من شعاراتهم المرفوعة (لامؤتمر لا مشترك .. الشعب منكم قد هلك ..فرحلوا).
كتبها الشباب بأناملهم المتطلعة لغد مشرق والطامعة بيمن جديد فلا تقتلوا حلم الشباب بأحلامكم الهرمة
أيها الشباب هناك مؤامرة لسرقة ثورتكم وتحزيبها وهذا يذكرني بقول جيفارا (الثورة يصنعها الأحرار ويسلبها الأنذال).
وفي الأخير وليس بالأخير هناك خيارات مطروحة رسمها المعتصمون (مخلوع - سابق - فار) ضع نفسك حيث شئت ولا اعتقد أن راجحة عقلك ستثنيك عن الخيار الثاني فهو الأفضل واللائق بك.