يأسف الشعب اليمني كل الأسف أَنْ لمْ تحتفل بعيد ميلادك هذا العام نتيجة لقيام هذه الثورة التي أقضَّتْ مضجعك، وأزعجتْ روتين حياتك في قصرك الذي أصبح ثكنةً عسكريةً لم تعد تسعك وتسع جميع الجنود من الحرس الجمهوري والحرس الخاص!
نأسف سيادة الرئيس..هذه الثورة مرعبة بالنسبة لك!.. ندركُ ذلك تماماً. إلا أَننا في ساحات التغيير نحتفل بميلاد شعب جديد، لا ديكتاتور أعمى قاتل! نأسف سيادة الرئيس لهذا الانقطاع عن العادة، وكثير الأسف نمده إلى البقية من رجال الأسرة الحاكمة أنْ لم يلقوا سويعات (ليفتهنوا) من معسكراتهم وليحتفلوا بعيد ميلادك الذي يصادف ميلاد شعب وانبعاث تاريخ وبركان أُمَّةٍ وطوفان ثورةٍ مباركة. فلم يعد لهم من الأوآمر إلا حماية حكمك المتهالك!
نأسف سيادة الرئيس أن يكون آخر عيد ميلاد لك بيننا وفي بلادك وبين أهلك وذويك أقصد أبناء الشعب الذي قتلتَ أبناءهم في كل اليمن نأسف أنْ لا تحتفلَ به! صدِّقني إننا نرثي لحالك الذي بدى عليه الضمور والضعف والهَلَكَة والتعب، والذي سينتهي بك خارج بلادك. ومع أننا لا ندرك أيُّ بلدٍ سيقبل بك لآجئاً سياسياً، إلا أننا نشفقُ عليك على كل حال.
نأسف أننا سببنا لك ولأزلامك القلق والفرَق. الثوار سيادة الرئيس ليسوا مضللون؛ هم فقط نَفَقَ صبرهم، فسَئموك كما سَئِمْتَ الحكم على ما تدَّعي وأصبحتَ مغرماً عليهم وليسَ لهم بكَ حاجة. فلقد كرهوا عهدك الملعون!
عفواً سيادة الرئيس.. الثَّورةُ هذه مزعجةٌ! هه. وهؤلاء الثوار مزعجون و (زناقل) سببوا لك الصداع والرعاش، وإسهال كبير في المبادرات؛ الواحدة تلو الأخرى.. وهم يردون على كل مبادرة بأربعة حروف: (ارحَل)!.. والثُّوَّارُ يعلمون جيداً مَنْ هُوَ الذي تسلَّقَ لكرسي السُّلْطة ومَنْ هو الذي إرتفع إلى كرسي السلطان وسدة الحكم بخنجرٍ مسموم غادر! والثوار يعرفون مَنْ هوَ إبراهيم الحمدي؟
عفواً سيادة الرئيس.. الناس قد كبرتْ ولم تعد فَزَّاعات الحوثيين والانفصال تزعزعهم أو تُحِدُّ من تقدُّمهم إلى كل الساحات. وكل ما يملك الثوار هو أجندة واحدة : اليمن وأنْ ترحل من اليمن! ثٌمَّ أتساءل: مَنْ الذي وكلَّك علينا وقد سقطتْ شرعيتك!
عفواً سيادة الرئيس.. تعبنا من مبادراتك! ألا تخجل مِنْ شعبك أنْ تبحثَ عن وساطات للبقاء فوقَ صدورهم رغماً عنهم. أَنا لا أفهم هذا الغباء المتشبث بشعبٍ يكرهه. وَمنْ أَنْتَ حتى تقول أنك لَنْ ترحل حتى تطمئن علينا ومَن سيحكمنا بعدك! هؤلاء الثوار وهذا الشعب ليسوا قُصَّر.. إنَّما القاصر أَنْتَ!
سيادة الرئيس عفواً.. نحن لم نعد نثقُ بك، يا أخي أزمة الثِّقة بيننا تحولت إلى ثورة! نحن لا نريدك! الا يكفي هذا؟..كل أوراقك حُرِقَتْ ولم يبقَ أمامك إلا أوراق الكلينكس! ارحلْ. لا لنْ تحكم حتى أربعة كيلومترات مربعة. لا ولن نُحِيْلَها إلى حرب أهلية كما تريد أنتَ. حتى الجيش الذي نزل لحماية المظاهرات السلمية لن ينجرَّ إلى ذلك .. وهم مدركون خبثك.. فلقد خَبَروكَ تماماً!
سيادة الرئيس عفواً .. المبادرة الأخيرة هي أنْ تتنحى ودعْ عنك تفاهات الصغار. فلقد كبرنا جميعاً ولَمَّاْ تكبر!
برقية تهنئة للرئيس بعيد ميلاده الأخير
بقلم عبدالكريم عبدالله عبدالوهاب نعمان
مهندس معماري واستشاري
حزب البسباس حلف الفضول
فرجينيا الولايات المتحدة الأمريكية