فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية, أحييك بتحية الثورة. أعرف أنك هذه الأيام في موقف لا يحسد عليه, وحالتك "تصعب على الكافر" كما يقولون.
سيادة الرئيس, قدم كثيرون مبادرات متتالية للخروج من الأزمة ,لم تأت بجديد, فأسمح لي أن أكون أخر المبادرين في مشوارك الرئاسي الطويل ,وأتقدم لك بمبادرة للخروج من القصر, أعرف أنك لن تعيرها اهتماماً , كسابقاتها, لكن شحوب وجهك المقلق, جعلني أخاف عليك منك, وأقدمها براءة للذمة.
الأخ الرئيس: أن لجسدك عليك حقا. كرسي الرئاسة لا يساوي شعرة سوداء كانت تزيدك بهاء الأيام الماضية , وأصبحنا نتمنى رؤيتها وسط هذا الزحف الأبيض . أدعوك للجلوس بمفردك يوماً كاملاً . لا تسمح للثنائي العجيب "بورجي والشاطر" أن يقتحموا سكينتك. خذ نفساً عميقاً وفكّر: من الذي أوصلني إلى هذه المرحلة؟
أنت رجل داهية, ومؤكد أن نتيجة ذلك, لن يستغرق منك ساعة زمن. أحزن كثيراً حين أشاهدك تتنقل خمس مرات في اليوم والليلة من اجتماعات اللجنة العامة , إلى فريق مجلس الدفاع الوطني , وكتيبة القيادات العليا للدولة , وحكومة " تصريف الأموال " وعائلة أحزاب التحالف . تذكرني بتحركات "ستريشكو", مدرب منتخبنا الوطني في منافسات خليجي 20 , بعد أن كانت شباكه تتلقى الأهداف من كل حدب وصوب , وأخشى أن تلاقي نفس المصير: عرض هزيل ومخزي, هدف يتيم, وإقالة فيما بعد. أنت تعرض مشاكل البلد في هذه الاجتماعات, على أشخاص هم سبب كل علاّتها , فلماذا توجع قلبك؟
الأخ باني نهضة اليمن: هل تعلم أنك كما شاركت في توحيد اليمن قبل عقدين, وحدت اليمنيين الآن مجدداً, ولكن في الهتاف بصوت واحد لرحيلك.
أطاعك هذا الشعب طويلاً.. خرج للمشاركة في أكثر من انتخابات صورية, وسكتوا, فلماذا لا تلبي مطلبهم الوحيد.
هل تظن أنك حاكم إمارة دبي, أم أمير الكويت , حتى تختلق الأعذار بأنك لن تسلم البلد النموذجية التي صنعتها, لشخص سينهب ثرواتها, ويلهفها جاهزة بعدك.
اليمن تحتاج إلى 33 عاماً لتتعافى من الجروح التي زرعها نظامك في كل شبر من جسد هذا البلد .عمر يوازي فترة حكمك لنزع الأورام الخبيثة منذ 78م : 15 وكيل في كل محافظة , برلمان عندما تشاهد أعضاؤه على شاشة التلفاز لا تملك إلا أن تقول "ويخلق ما لا تعلمون", مجلس شورى قمت بإهانة اسمه الجليل, حين تسوق إليه كل العاهات التي لا يمكن أن يستشيرها أحد في خلاف عائلي, وزارات مفصلة على مقاس حمود عباد , نواب الوزراء والوكلاء مناصب صنعت خصيصاً لأبناء وأحفاد شلة الأنس, من جلال عبدربة منصور , مروراً بوائل عبده بورجي , وانتهاء بأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز عبد الغني.
كنت أعتقد أنك ستشفق على خلفك من التركة التي خلفتها له , كبار القيادات الأمنية مهربين وتجار أسلحة , والمسئول على الصحة في البلد مستثمر في مصنع سجائر , ولكنك أضحكتنا وأنت تبحث عن " أياد أمنة " لتقوم بتسليمها السلطة.
فخامة الرئيس: نريدك أن تنتقل إلى اليمن لتسمع هتافات الناس في الميادين. أحداث الأيام الماضية أثبتت أن هناك فارق في التوقيت, بالنسبة للمبادرات التي تصلك, وتاريخ الموافقة عليها.
توافق على عدم الدخول بالانتخابات منفرداً في وقت قد تقدم الناس بطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية . توافق على حكومة الوحدة في وقت قد طرحت الأحزاب خمس نقاط . توافق على النقاط في زمن قد طرح الناس رحيلك الفوري.
لا نريدك أن توافق على مطلب الرحيل في وقت يكون فيه الطلب " محاكمتك " وتجميد أرصدتك , فاليمنيين كما تعرف شعب عاطفي ولن يفكر في شيئ كهذا لو أنك أزلت فارق التوقيت معهم.
كنا نتمنى أن تنهي مشوارك , بانجازات يتذكرك الناس بها لسنوات .أن تبحث عن أيادي القتلة والفاسدين واللصوص , لتقيم عليها الحد , لا أن تتعب دماغك في البحث عن " أيادٍ آمنة " – كما تنطقها – أو "أمينة" كما نقراها في اليوم التالي بالإعلام الرسمي.
الناس يحبونك يا أبا أحمد . لاتصدق الجزيرة وسهيل. يحبون زعيم أوصل اليمن إلى بر الأمان , ولذا خرجوا أكثر من 10ملايين شخص في مهرجان اعتزاله الجمعة الماضية بميدان السبعين ,في حشد لم ولن يشهده أي مهرجان اعتزال.
دع أمنه الآن وشانها ,واعلن أن الجمعة كان مهرجان اعتزالك , وللأمانة كان مهرجان يليق بنجم مثلك.
أن كنت خائف على الشباب من حميد, وسرقة ثورتهم فلا تقلق .معك رجال .الشباب لن يكونوا لقمة لأحد بعد اليوم, بعد أن لاكتهم أنياب مسئوليك سنوات وسنوات .تعرف أنهم أخذوا أرقام بعضهم في ميادين الحرية , وحين يحسون بأي سرقة لثورتهم , ماهي إلا رنة : الله , الوطن , صافر ,وسيشيدون مدناً سكنية من الخيام , كمدنك الصالحية التي أنشأتها وتسكنها الغربان.
سينكدّون عليه عيشته كما فعلوا معك . وسنهاجمه هو وأبنائه وأبناء أخوته , كما كانت تفعل معك سهيل . أنت أتوكل بس.
وداعة الله..