أرشيف الرأي

ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة يا فندم

سيادة الرئيس لقد أستغربت من خطابكم العجيب والذي ينم عن شخص لا يعرف ما يحصل من حوله وكأنه نائم كما يقال في العسل ، فتارة تلوحون بالبقاء وتارة تتهمون الشعب بالفتنة والدسيسة وتارة تدعون إلى المحبة والتسامح ثم تعودون للتهديد والوعيد ،

ورغم كل ذلك التناقض والذي يحتاج إلى تحليل نفسي لشخصيتكم الفريدة من نوعها والتي لم يوجد لها مثيل في العالم أجمع ، رغم كل هذا فقد لاحظت ما هو أهم من ذلك وهو أنكم صدقتم أنفسكم بإن الشعب يحبكم رغم علمكم بزيف كل ما حولكم وزيف تلك الهتافات التي سقتموها وأنتم تعلمون علم اليقين بإنها مدفوعة الاجر، بينما أراكم تصرفون النظر عن مطالب وهتافات أولئك الشباب الذين ينصحونكم بالرحيل قبل فوات الآوان ، أولئك الشباب ليسوا مستأجرين كما تدعي ولكنهم صوت وضمير الشعب هب ليعطي للحياة معناها الحقيقي فلا يمكنكم مقارنتهم وإن كانوا قلة كما تدعي بإولئك المستأجرون فشتان ما بين الثرى والثريا أتعرفون لماذا يا فندم ؟ لسبب بسيط جداً وهو أن النائحة الثكلى ليست كالمستأجرة ، بمعنى أن التي تبكي بحرقة من القلب على فقيدها ليست كالتي يتم أستأجارها لتبكي تمثيلاً أمام الناس فلا تؤثر في أحد بعويلها ، ولذا لا يمكنكم بحال من الاحوال مساواة مليونكم المستأجر والذي قد يفر من حولكم بمجرد أن تضرب رصاصة في الهواء لإنه لا يهمه أبقيتم في الحكم أم ذهبتم ولن يفدوكم بدماءهم كما يدعون زوراً وبهتاناً ؟ وكل ما يهمهم أنهم قد أكلوا وقوتوا وصاحوا وأخذوا منكم بضعة ريالات غداء لليوم الثاني ، لا يمكنكم مقارنة هؤلاء بأولئك المتعلمون المثقفون والذين خرجوا من تلقاء أنفسهم ولا يحضهم على تحمل التعب والمرابطة بعيداً عن أهليهم إلا حبهم لغد أفضل لوطنهم هؤلاء أيها الرئيس إذا ضربت رصاصة سيتصدون لها بصدورهم العارية ويتسابقون أيهم يأخذها قبل أخيه ، لم يخرجهم عودي قات ولا وجبة طعام ، شباب لديهم طموح بغد أفضل وترفرف عليهم نسمات الحرية والكرامة .
هؤلاء وإن كانوا قلة كما تدعون وتظلون ترددون رغم أن إدعاءكم فيه نظر الواحد منهم بمائة ألف من زبانيتكم المستأجرون ، ولا نذهب بعيداً فالتاريخ يشهد أن الثورات ما قامت إلا على أيدي أقلية لا على أيدي أكثرية ولو كان ما زال لديكم عقل ومنطق ارجعوا إلى كتب التاريخ وتصفحوها جيداً.
إرجعوا إلى تاريخ الاسلام وتمعنوا على يد من أنتشر الاسلام هل على يد الاكثرية التي لا تسمن ولا تغني من جوع والذين هم معاهم معاهم عليهم عليهم ، أم على يد الاقلية المؤمنة بالهدف والمصدقة بالدين والمتحملة للاذى والعذاب ، هل كانت قريش تظن أن تلك القلة المؤمنة في شعاب مكة قادرة على زلزلة طاغوتها وسطوتها ، طبعا لا ولكنها فعلت ، وانتم ترون أن هؤلاء الذين تقولون عليهم قلة قد أرهبوكم وأدخلوا الرعب في قلوبكم ولا تنكروا ذلك فالامر أوضح من الشمس في وسط النهار أتعرف لماذا؟ لانهم على حق ويدافعون عن حقهم وأنتم تعلمون ذلك حتى في علم النفس يقال أن الطاقة التي يبثها الانسان المؤمن بهدفة والساعي إليه بإصرار يمكنها تحقيق المعجزات .
إنهم شباب تمردوا على الخوف وطردوا الركون والمعجزات ولم يعد لديهم ثقة بك ولا بوعودك هؤلاء المفترض عليك الخوف منهم لا وصفهم بإنهم قلة وأنت معك الكثرة ، وأي كثرة تلك التي تزعم ونحن نعرف كل شيء فمعظمهم جيش في ثياب مدنية ومرتزقة وصوماليين لاجئين وكذا أطفال هل هؤلاء يمثلون المجتمع اليمني من وجهة نظر سيادتكم ؟ أم أنكم تريدون الضحك على أنفسكم وإيهامها بإنكم في مركز قوة وشباب الثورة في مركز ضعف ، نعم لانكم لن تضحكوا على أحد بتلك الجموع وكل الناس يعرفون الحقيقة حتى العالم يعرفها كذلك .
سيادة الرئيس لقد فقدتم سمعتكم عالمياً وأصبحوا يطلق عليكم قذافي اليمن وخاصة بعد المجازرالاخيرة في صنعاء وأبين ، فلم تعد الشعوب ولا الحكومات تكن لكم أي إحترام أو تقدير ، حتى الجاليات اليمنية في الخارج أصبحت ثائرة عليكم وناقمة وتتمنى محاسبتكم على الجرائم المرتكبة بحق أبناءها في الداخل .
وهنا نقول لكم بكل حب بقي لكم في قلوبنا ونصح أمين " تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينك" أتريدون أن نغض الطرف عن كل الاخطاء التي قمتم بها ؟ أتريدون أن نغض الاعين عن الدماء التي أرقتموها كالانهار أمام أبواب العلم وعلى أسوار المعرفة ؟ تعالوا وتنازلوا عن الحكم وكونوا صادقين مع شعبكم ومع أنفسكم ولو لمرة واحد فقط ، لان أسلوب المراوغة لم يعد يجدي لقد أصبح الصغير قبل الكبير يقول عليك "الرئيس الكذاب "، وصدقني هذا وصف غير جيد في حقكم ويدخلكم في دائرة الوعيد الذي قال عنه رسول الله صلى عليه وسلم " ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم " منهم حاكم كذاب ، فما حاجتكم للكذب ، أمن أجل الكرسي كل الكراسي فانية والحياة الاخرة خير وأبقى ؟!.
أمن أجل المال تذكروا أنكم قد أخذتم منه الكثير وأهدرتم الاكثر؟ ثم ما ستأخذوا منه معكم في قبركم ؟! وتذكروا أنكم ستدخلون قبركم بدماء الابرياء وكما تعلمون أو لا تعلمون أن أول ما يقتص به يوم القيامة الدماء فماذا ستقولون عندها ؟.
أيها الرئيس أترك العناد والكرسي الملوث بالدماء وأختر الخروج بشرف عسى أن يغفر لك الله ويرحمك فالدنيا زائلة وقد يأتيك الموت فجأة ، وعندها خسرت الدنيا والآخرة ، أترك الحكم وأرحل وأترك الناس يدبرون أنفسهم بأنفسهم ، ولا تخف فالله حامي البلاد والعباد لا أنت ولا غيرك قادر على ذلك ، لان قدرة الله فوق الجميع وهو العالم بحال هذا البلد الطيب وما عانى ولن يخذله أبداً.

زر الذهاب إلى الأعلى