[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

مملكة البحرين وأمنها القومي

يعتبر الأمن القومي من المرتكزات الجوهرية والحساسة التي تبنى عليها الدول ومن خلالها تحافظ على ديمومتها وحياتها ونموها. وتختلف مقومات الأمن القومي من دولة لأخرى وذلك يرجع لطبيعة الدولة وماهيتها ولكن تشترك معظم دول العالم في الخطوط العريضة للأمن القومي.

ويمكن اعتبار الأمن القومي هو يتعلق بقدرة الدولة على حماية أرضها وشعبها ومصالحها وعقائدها وما يشتق منها، للتصدي للمشاكل الداخلية والخارجية وإعداد الدولة للدفاع عن نفسها من الأخطار المستقبلية وأيضا عمل الدولة خارج حدودها في المعادلات الإقليمية والدولية خدمة لمصالحها وتصديا لما قد يصبح عنصر تهديد لها.

رغم هذه الأهمية للأمن القومي في الحياة السياسية يرى المراقب للوضع الخليجي إن الأمن القومي الخليجي عامة والبحريني خاصة مباحا ومخترقا تحت الكثير من الحجج منها التعايش السلمي والأخوة ودرء الفتن وشعارات أخرى حقة يراد بها باطل. يمكن ادراك الكثير من الأخطاء والخروقات التي حدثت في الأمن القومي للمملكة البحرينية اثناء مسيرتها السياسية في حقب مختلفة من الزمن. هذا ما جعلها تعيش حاضرا مؤلما وتنتظر الويلات بالمستقبل إن لم تتصد لهذا الأمر. إن الأحداث المؤلمة التي عاشتها البحرين تختلف تماما عما تعيشه الكثير من المناطق العربية الأخرى.

مملكة البحرين بسبب قربها الجغرافي مع بلاد فارس أي إيران، كان لها النصيب الأكبر من الهجرات والغزو الثقافي الذي حدث في الفترات السابقة وكان لهذا الحدث الأثر الكبير على تركيبتها الديمغرافية وهويتها القومية وحياتها الحالية. بغض النظر عن الفترات التي هاجر فيها الأعاجم إلى البحرين واستيطانهم فيها.

يرى الكثير من الباحثين في الشأن الخليجي إن قانون التجنيس لم يأخذ بعين الاعتبار هؤلاء المهاجرين وتأثيراتهم المستقبلية على الدولة وهويتها، بل في كثير من الأحيان إن التساهل والفساد الاداري والمالي فتح الباب على مصراعيه للتزوير والتلاعب لمنح أكبر عدد ممكن من الإيرانيين، الجنسية البحرينية وبالمقابل عرقل عملية تجنيس العرب!!

بعد التجنيس أصبح من الطبيعي أن يُعد المهاجر الإيراني في البحرين، مواطن بحريني حاله حال المواطنين البحرينيين في هذه الجزيرة في الخليج العربي، له حقوق وعليه واجبات. وأصبح أمرا واقعا أن يرفع هذا المهاجر صوته عاليا ويتحدث باسم هذه الأرض. ولكن الخطر ليس فقط في تجنيس هؤلاء وانما بالأسس التي منحوا من خلالها الجنسية وكيفية التعامل معهم في الوقت الراهن، فهؤلاء مازالوا يدينون بالولاء لإيران ويرون أنفسهم إيرانيين وهويتهم الوطنية، إيرانية والمصلحة الإيرانية هي العليا، أما الهوية الوطنية البحرينية والانتماء إلى المملكة لا مكان لها في قاموسهم الثقافي والسياسي.

واليوم بعد موجة التغيير والأحداث التي عمت المنطقة يحاول هؤلاء فاقدي الانتماء الوطني في البحرين بإيعاز من القيادة الإيرانية - السياسية والطائفية - أن يركبوا هذه الموجة باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير لخداع العالم وباقي افراد الوطن بان هذه المظاهرات غير طائفية وليس مرتبطة بأجندة إيرانية لإضفاء الشرعية على مطالبهم المبطنة بالطائفية في هذه المعركة ضد دولة البحرين، لقلب الواقع لصالح إيران.

لذلك يمكن للإنسان المراقب أن يلمس عن قرب حجم التباعد بين المطالب الحقة والمشروعة التي يرفعها الانسان المظلوم في تونس ومصر أو دول أخرى، وبين المطالب التي يرفعها هؤلاء المهاجرون في البحرين. فعندما يرفعون صورة خوميني وخامنئي - الرموز السياسية والدينية في إيران - في مظاهراتهم وعندما يرفعون شعار التحرير(تحرير البحرين من العرب والسنة) أو يرفعون شعار (هيهات من الذلة).

فهم يتحدثون بوضوح عن فصل هذا الجزء من الوطن العربي والحاقه بإيران الشيعية. لأنهم يعيشون في البحرين ولكن عقولهم وقلوبهم مازالت في قم وطهران. والمواقف الطائفية لحزب الله الإيراني في لبنان والسيستاني والصدر ونوري المالكي في العراق تسند المنطق القائل أن المعارضة في البحرين طائفية وتدين بالولاء لإيران.

الدولة البحرينية أصبحت اليوم محل نقاش في هويتها ومحل تشكيك بفعل هذه الغدد الخبيثة، وأن جسدها لن يبرى إلا بعد الاستئصال السياسي والاجتماعي لهذه الغدد من الجذور. حيث الكثير من المفكرين السياسيين ينصحون أصحاب القرار في البحرين اتخاذ الخطوات المطلوبة والمسؤولة في أسرع وقت ممكن قبل أن تأخذ المعارضة المبادرة مرة أخرى ويرون في الخطوات التالية قد تكون مخرجا للحفاظ على أرض البحرين وهويتها العربية:

1 . تجنيس أكبر عدد ممكن من العرب
2 . فتح ملف التجنيس منذ الاستقلال إلى يومنا هذا وإعادة النظر بالجنسيات الممنوحة
3 . تبديل العمالة الأجنبية بالعمالة العربية، بجلب العمال من المناطق والفئات العربية المتضررة من السياسية الفارسية أو الواعية لخطورة المشروع الفارسي.
4 . سن تشريعات وقوانين جديدة تنظم الأحزاب والجمعيات السياسية، حيث تمنع تشكليها على أسس طائفية أو مناطقية أو اختصار مطالبها بفئات ومناطق دون غيرها.
5 . طرد الإيرانيين المقيمين بالمملكة وعدم إعطاء تأشيرات دخول لهم.
6 . تهيئة الساحة البحرينية للاتحاد مع المملكة العربية السعودية.

• كاتب من الأحواز العربية المحتلة
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى