يرجع فشل العملية الديمقراطية في الوطن العربي وتحولها إلى استبدراطية خلال الفترة الماضية (ما بعد التحرر) لأسباب كثيرة أبرزها أن الولاء الحزبي طغى على الولاء الوطني وكان العمل لصالح التنظيمات "الأحزاب" أكبر من العمل لصالح الوطن.. وعملت التكتلات القوية على فرض أيدلوجياتها باساليب مختلفة..
وعند بداية قيام الثورة الشبابية في اليمن، ظهرت الحركات والائتلافات والتيارات تحت مسميات شبابية.. وهي ظاهرة ديمقراطية صحية ورائعة..
البعض وضف علاقاته الإجتماعية وقدراته المادية من أجل إنشاء كيان أو كيانات تحت زعامته من أجل ان يكون له دور قيادي يخوله المشاركة في صنع القرار أو مناصب عليا في النظام القادم..
والبعض اسس حركات وتلقى دعما مشروطا من قبل جهات وأفراد خارج الساحة من أجل تمرير سياساتها والدفاع عن مصالحها.. وهذا من حق كل مواطن يمني ولا توجد إشكالية في ذلك..
من يدخل ساحة التغيير بصنعاء أو يقيم فيها يلحظ عددا كبيرا وكما هائلا من الحركات والتكتلات تحت مسميات مختلفة.. زخم كبير يعكس التنوع الموجود داخل الساحة ويؤسس لديمقراطية حقيقية في المرحلة القادمة.
ولكني الحظ البعض يعملون لصالح تكتلاتهم.. أكثر من عملهم لصالح القضية والغاية العظمى "الثورة" والبعض لا يعير الثورة أي أهتمام..
وبعض التكتلات قامت فقط من اجل تقاسم الأدوار والمناصب التقليدية داخلها؛ رئيس وأمين عام ولجان.. الخ.
تلتقي بأشخاص أو تتعرف عليهم أو تجلس معهم اذا كانوا من معارفك فيبادرون إلى تعريف انفسهم بأسمائهم ومناصبم القيادية "الحركية" بفخر وحماس ولكنك عندما تسمع كلامهم أو تناقشهم تلاحظ انهم لا يدركون المعنى الحقيقي للثورة ولا يحملون ثقافة العمل المدني.
هذا ما دفعني للكتابة حول هذا الموضوع.. وعلينا ان نتحرى عدم وصول بعض الانتهازيين إلى مراكز صنع القرار من أجل ضمان نجاح الثورة.. وكي لا نجبر على القيام بثورات أخرى في المستقبل.
* ناشط في ساحة التغيير بصنعاء