في طفرستان
مدعوٌ أنت لكي تُلقي أسمال الصمت عن الهذيان
أن تحكي دون مواربةٍ أوجاع النفس بغير لسان
الكل هنا في قوقعةٍ
وكلاب الحي لها أسنان..
لاشيء هنا إلا الأشباح
لاشيء هنا إلا الجرذان..
أعلنتَ ولاءك للخرفان
ودلفتَ من الباب المكسور لترسم بؤسك في الجدران
لوثت خريطة ألام الضعفاءِ
وغالطت الميزان
الكلُ جبان
الكلُ يداهن ويُرائي
ويُداعبُ أسوار السلطان
في طفرستان
تلك الممتدة من أقصى الأوجاع إلى أدنى الأحزان
لا كف ارتفعت أو رغبت حتى بمناقشة الطغيان
لا شِعرَ يقاسمُ أهل الجوع مكابدة صرف الأزمان
لا نثرَ يُشاطرُ أهل العري الشوق الجارف للقمصان
لا قصصَ تُسوّقُ أمل الناس بتحطيم قيود السجان
في طفرستان
لا تعبأْ بنشيد الخذلان
الكل يرددُ خلف البوقِ حروفاً ملتها الآذان
الكل يُغازلُ فاتنةً تلهو في الحي لها وجهان..
وجهٌ لملاطفةِ الصبيان
ووجهٌ آخر للسُلطان
في طفرستان
لا تُطلق أبداً مهما كان
لشعورك بالمأساةِ عِنان
لا تنفُث جُرحك في الطُرُقات
لا تسكب دمعك في الحيطان
لا تنظر أبداً للأعلى
وارسم عينيك على القيعان
في طفرستان
تتعددُ أسبابُ الملهاة وفن الضحك على الأذقان
في طفرستان
تتسللُ من شُباكِ الليل حكايا اللؤلؤ والمرجان
أُسطورةُ كنزِ ضيعناه
وتاهت أقدام الفُرسان..
تاهت أقدامُ الفرسان