عندما استلمت ثيابي من المغسلة التي بجوارنا في الحارة قبل أيام اكتشفت أن هناك في بلادنا حزباً اسمه حزب الشعب الديموقراطي فقد غلف العامل في المغسلة ثيابي بورق صحيفة تحمل اسم (حشد)..
وقبل أن أرمي تلك الأوراق الكالحة في القمامة قرأت من باب الفضول خبراً عن أن حزب الشعب لديه أمين عام سمته الصحيفة "الأمين العام عضو القيادة الوطنية في اليمن" حيث يفهم القارئ من هذا الخبر أن للحزب فروعاً خارج اليمن وله مجلس قيادة وطنية الأمين عضواً فيه بحكم موقعه.!!! وأن الأمين العام أجرى مشاورات مع الملايين من كوادر الحزب وأعضائه في المحافظات والمديريات.!!! وبعد سلسلة المشاورات والنقاشات مع الجماهير المليونية خرج الحزب برؤية موحدة وهي الوقوف مع الشريعة الدستورية لفخامة باني اليمن ومحقق مجدها وموحدها و... و... الخ.
وقد ظهر السبب وبطل العجب وبانت الرؤية وتعرفت على حقيقة حزب الشعب الديموقراطي حين قرأت الخبر الثاني في الصحيفة وهو أن حزب الشعب الديموقراطي قد انضم بكل ثقله وكوادره المليونية لأحزاب التحالف الوطني المساندة لفخامته.
وقد ذكرتني عبارة أحزاب التحالف الوطني بما ذكره أحد الساخرين متندراً على بضع أفراد من مرتزقة السلطة الفاسدة كانوا يجتمعون للمقيل في منزل أحدهم وقد اقترح فتح دكان بالشراكة يوفرهم حق القات ومصاريف العيال إلا أن تفكير كبيرهم في ساعة الخدارة اهتدى لتأسيس حزب وهمي لا وجود له وإصدار صحيفة يحررها (الأولاد) وتطبع منها كل أسبوع ألف نسخة في البداية اعترض أحدهم على الفكرة لأن للأحزاب شروط صعبة فرد عليهم كبيرهم: مادام ونحن سننظم ونتحالف مع المؤتمر دع حكاية الشروط والقانون والدستور هذه علي ولأنهم من خبرة حزب الصالح الدستوري جدا والغرقان بالدستور حتى أذنيه تم لهم ما أرادوا وكتبوا بورقة على باب غرفة المقيل حزب (...) وفي إحدى الأيام تفاجأ أحد الأعضاء الأربعة الوحيدون في الحزب ببيان صدر عن الحزب تضمن فصله من الحزب لأنه "لم ينصهر في برامج الحزب"!! استغرب الرجل وتعجب من هذه الزبجة المضحكة واتصل بالأمين العام الذي بدوره أبلغه بسبب القرار الخطير وهو أن القات الذي اشتراه بالأمس لم يكن بالجودة المطلوبة!!! ثم ضاف ضاحكاً وبعدين خلينا نصدر بيان ولو مرة ونجرب الختم وقديه فرصة لك تكون تشوف قات عال.
صاحبنا الكاتب الساخر علق على خبر فصل العضو الذي لم ينصهر ببرامج الحزب بعد بقوله: ينصهر وأنا الذي أعلمه أنهم يجتمعوا يخزنوا فقط أما الانصهار فهذه جديدة!!
ولا أخفيكم أنني أخبرت صديقاً لي بالحزب الذي اكتشفته والذي سمى نفسه اختصاراً (حشد) فرد علي مستغرباً الحزب هو شخص واحد وعاده يختصر!!!
أحزاب التحالف الوطني الأربعة عشر شخصاً أو غرفة مقيل المنصهرين والذين تعدهم السلطة أحزاباً وتستأجرهم وقت الطلب بالحقيقة يشكلون نكتة سمجة ومزحة ثقيلة لأشخاص ارتضوا بأن يكونوا تابعي السيد الرابضون عند بابه ينتظرون منه العظم والفتات وأنشطهم من أصدر من غرفة المقيل صحيفة ك (حشد) يطبع منها ألف نسخة وتباع منها في أنحاء اليمن مائتين نسخة يشتم فيها الناس ويفتري على عباد الله ويخترع الأخبار ويفبرك ويغالط ويكذب ويلعن نفسه ويسيء للصحافة ويلوث بها البيئة ليجسد حالة بائسة من أتباع الطواغيت ومرتزقة الحكام الفاسدين الذي سيرحلون ويتركون هؤلاء كالأرامل ذوات السمعة السيئة لا احترام عند الناس ولا فتات الفتات بما كان يجود به السيد ويفي بلعن النفس واحتقار الناس.
تحية لعبده الجندي:
في مقام كهذا يجب علينا أن نوجه شكر وتقدير للأستاذ عبده الجندي لأنه أسس قبل سنوات حزباً جماهيرياً فلما توظف الرجل وكون نفسه وضبط أموره ألغى الحزب ولم يعد يذكره فما الجدوى من الحزب ووجع القلب وقد تحققت المقاصد وسبرت الأمور ومؤخرا تقمص الرجل الذي لا يصدقه حتى ابنه دور "صحاف" صالح لكنه بالحقيقة صحاف مرح وقد اكتشفت أنه مشروع ممثل كوميدي سيضحك الملايين لو أتيحت له فرصة لكن يا خسارة أخذته السياسة عن الفن.!!