عمت الفوضى في جميع محافظات الجمهورية اليمنية، متمثلةً في ميدان التحرير والسبعين والنادي الرياضي بالعاصمة صنعاء وعموم ساحات البلطجة المناصرة للرئيس صالح، والتي تعمل ليلاً ونهاراً لأحداث الفوضى والتخريب والاعتداءات المسفرة والمستمرة على شباب التغيير مستخدمين العصي والسلاح الأبيض والسلاح الحي، مخلفين ورائهم عشرات القتلى ومئات الجرحى. بلا شفقة أو رحمة تذكر.
يساندهم في أعمالهم الإجرامية الحرس الجمهوري والأمن القومي والمليشيات المدربة والقناصة المحترفين. في حين إن الأخير يجب أن يكون حامياً لأبناء الشعب لا قاتلةً لهم.
وما يجري اليوم من اعتداءات قاتلة على ساحات التغيير وميادين الحرية في عموم محافظات الجمهورية،صنعاء، تعز، الحديدة، اب، ذمار، عدن، لحج، الضالع، حضرموت، شبوه، المهرة، البيضاء، حجه... الخ. والتي خلفت حوالي 450 شهيد و2000 جريح بالرصاص الحي و13000 جريح بالقنابل المسيلة للدموع و4 مصابين بالشلل النصفي وأربعة في غرف الإنعاش لا أحياء ولا أموات. خير دليل على دموية هذا النظام الذي سوف يسطر التاريخ عنه أبشع الجرائم ضد أبناء شعبهم.
يقابله في الجهة الأخرى شباب تحلوا بالصبر والحكمة يأبوا الذل والاستبداد وفضلوا الاعتصام في ساحات التغيير وميادين الحرية ليقولوا للنظام المستبد كفاكم اليوم غادراً وخداعاً لأبناء شعبكم. فارحلوا وولوا على أدباركم، نحن عرفناكم على حقيقتكم. دعونا نبني وطننا الحبيب الذي أدميتموه وأصبتموه بالشيخوخة السقيمة وانتم تنهبوا ثرواته وتسلبوا ممتلكاته لحساباتكم الشخصية غير مباليين بأبناء شعبكم الجريح.
كفاكم عبثاً في ممتلكات الشعب وثرواته، ليرحل الرئيس صالح ونظامه الفاشل، والاستبدادي، المتعفن، الذي كرس جهوده في تجهيل الشعب وتغيير إرادتهم ونشر التفرقة العنصرية والطائفية بين الناس، كما عمل جاهداً لخلق الفتن والأزمات والحروب في الشمال والجنوب، لضمان بقائه في الحكم وانشغال السياسيين والصحفيين والكتاب والمفكرين في تغطية الفتن والحرب الطائفية والحراك الجنوبي. أما عامة الناس فيشغلهم في طلب لقمة العيش التي يطاردونها في اليمن وخارج اليمن، فارين إلى دول الجوار بطرق رسمية أو بالتهريب هروباً من الفقر والذل والجوع الذي يعانيه أبناء الشعب اليمني.
التفافات الرئيس ومراوغته.
هذا ما عهدناه من سيادة الرئيس صالح الكذب والمكر والخديعة. "إذا وعد اخلف وإذا أتمن خان".
ليس له أمان ولا كلمة صادقة لنفسه وأبناء شعبه.كل ما يرنو إليه هو إحداث الفوضى والخراب في أوساط الشعب وتأجيج الفتن والصراعات بين القبائل والمذاهب التي فشل بها، واحدة تلو الأخرى، ابتداء من تحريض التجار لحمل الأسلحة لحماية ممتلكاتهم، مرورا بتسليح البلطجة وتحريضهم لقتل الشباب، وسحب القوات العسكرية من صعدة ومارب والجوف في الشمال وشبوة وأبين في الجنوب، وتسليم المواقع العسكرية للقوى الشعبية من أنصاره محاولا إقحام هذه المناطق في الحرب الأهلية في الشمال والحرب ضد الإرهاب في الجنوب ولكنها فشلت بسبب وعي وثقافة الشباب المتيقظين والحريصين على سلمية الثورة التي ساندها أبناء القبائل ومشايخهم والقيادات العسكرية الشجاعة والسفراء الأحرار. وهنا نستشهد بثلاث مواقف تاريخية تسجل لأبناء القبائل
1- انسحاب الحرس الجمهوري من صعدة متجها إلي صنعاء حيث اعترضت طريقها ابنا أرحب ومنعوهم من الدخول إلي صنعاء.
2- توجه الحرس الجمهوري من صنعاء إلى الحديدة فاعترضهم أبناء وقبائل الحيمة ومنعوهم من النزول إلى الحديدة.
3- توجه قوات نجل الرئيس صالح إلى حضرموت وتم منعها من قبل قبائل نهم.
هذه المؤشرات تدل على وعي القبائل وتلاحمهم وعدم انجرارهم في مخططات الرئيس صالح.
ما يحدث اليوم في صنعاء المتزامن مع توقيع المبادرة بعيد الوحدة 22 مايو الذي طالما راهن عليه الرئيس وأنصاره وفشلوا في تجميع الحشود المناصرة لهم لإقامة الاحتفالات المعهودة، ليقول أمام حشوده قولته المشهورة " نزولا تحت رغبة الشعب ووفاءا لأبناء شعبنا الذين اجتمعوا من كل حدبا وصوب فانا رافضون توقيع المبادرة الخليجية وما يمليه علينا دول الخليج وأمريكا. لا كنها باءت بالفشل.
وزاد الأمر تعقيدا بعد توقيع المشترك للمبادرة، ليحرض الرئيس الصالح في خطابه أمام الجنة الدائمة والقيادات الفاعلة في حزبه ليرفضوا المبادرة الخليجية ويصنعون التمثيلية السخيفة التي تضمنت محاصرة الوفد الخليجي في سفارة الإمارات لكي لا يذهبوا إلى القصر الجمهوري لتوقيع المبادرة لولا تدخل الطيران واستخدام الهيلوكبتر لإجلاء الوفد من السفارة والذهب بهم إلى القصر. ليفاجأ الوفد برفض صالح لتوقيع المبادرة بسبب عدم قبول المشترك للحضور إلى القصر الجمهوري لتوقيع المبادرة رغم توقيعهم مسبقا يوم 21 مايو حسب الاتفاق الذي تم بين الأطراف.
في مساء يوم 22 مايو ينتشر بلاطجة النظام في شوارع صنعاء ليفتشون المارة ويرعبوا أبناء الأحياء ويستفزون أنصار الثورة لتأجيج الوضع لعلهم يستدرجوا الشباب للحرب الأهلية التي يتوعد بها الرئيس صالح.
وما إقدامهم على حرق الناشطة غانية علي علي الأعرج من قبل بلاطجة تقطعوا لها في منطقة نقم وإحراقها حتى الموت، دليلا عمليا على بلطجة الحاكم وتعري خططهم الشنيعة للإقحام اليمن في الحرب.
لكننا نراهن على عقلانية المشترك وحلم ووعي أشباب الذين يدركون كل المخططات التي يسعى إليها النظام الفاشل الذي بات يؤمن بالمبدأ الذي يقول عليا وعلى أعدائي.
[email protected]