أرشيف الرأي

إلى قادة المؤتمر الثلاثة الكبار!

الرئيس علي صالح:

في 1967 قال السلال الذي رأس شمال اليمن حوالي خمس سنوات: إن بقاء الجمهورية أهم من بقاء رئيس الجمهورية.. هل يصعب عليك أنت الذي حكمت أكثر من 33 عاما أن تقول: إن بقاء اليمن أهم من الرئيس! قالها السلال الذي حمل روحه على كفه وناضل ليصنع جمهورية، وبفضله وفضل التضحيات الجسيمة لأبناء اليمن تربعت أنت في الحكم أكثر من ثلاثة عقود لكنك إلى الآن لم تقل ما قاله السلال أو ما فعله الارياني الذي رفض أن يراق دم دجاجة من أجل بقائه في الحكم يوما واحدا.. تبدو لكثيرين - الأخ الرئيس- كمن يقول عمليا: أنا أو الدمار الشامل! لا زال بإمكانك إثبات العكس..

بالتأكيد لم تنس أنك لم تقد ثورة ولم تقم حتى بانقلاب للوصول إلى الحكم.. كان محض الصدفة هو من جعلك رئيسا وهو مقتل رئيسين في شهور، هذا كل ما في الأمر.. فلم كل هذا التشبث بالحكم وقد وصلت عن طريق المصادفة؟ قلت في يوليو 2005 أنك لا تريد الترشح للرئاسة وشكك كثيرون في صدق النوايا.. غير أنني ممن ظن أنك كنت جادا وصادقا لأول وهلة!.. وظننت أن غيرك هو الذي ثبطك وجعلك تترد.. الآن أشعر أنني خدعت وأنا أشاهد وألمس مخاطر ضياع بلد في سبيل الحرص على بقائك أياما وأسابيع أو حتى شهور رئيسا لجزء صغير محدود من صنعاء الغالية، فيما بلادي الحبيبة تضطرب وتتفكك، ومدافعك تقتل الأبرياء وتدك منزل الشيخ الأحمر حليفك الوفي حتى وفاته..

بسبب حرب ساعات متقطعة في الحصبة سقط أكثر من 115 قتيلا... لنتخيل حربا أوسع تستمر شهورا.. هل دماء أبناء اليمن رخيصة إلى هذا الحد؟.. لا زلت أرجو أن تثبت العكس...

ترى -الأخ الرئيس- ما هو الإرث الذي تريد أن تتركه للأجيال القادمة ومنهم أبناؤك وأحفادك، وكذلك أبناؤنا نحن الذين سلمناك رقابنا وظللنا نخاطبك: فخامة الرئيس أكثر من ثلاثة عقود؟.. ما الذي تريد أن يسجله التاريخ عنك؟.. هل تريد للتاريخ أن يقول أن رغبتك في البقاء حاكما لأيام أو شهور أدى إلى إدخال البلد في حرب لا تبقي ولا تذر، وحيث لا يمكن لشيء أن يبقى كما هو، بما في ذلك إنجازك الهام الوحيد (وحدة اليمن) مع قادة الجنوب، بل حتى انجاز قادة الحزب الاشتراكي (وحدة الجنوب) وكذلك انجاز الإمام يحيى (وحدة شمال اليمن).. وقد قلت ذلك أنت في المقابلة مع العربية عندما تحدثت عن تقسيم اليمن إلى أكثر من أربعة اقاليم...

النائب عبدربه منصور هادي:

قبل الثورة العربية التي بدأت في تونس ثم مصر قلتَ -في لقاء مع مائة شخصية من لجنة المئتين للحوار الوطني- «أن الوضع حينها أخطر مما كان عليه الحال في 1994 وشددتَ على أهمية الحوار وضرورة الاعتراف بالأزمة الوطنية التي كان ينكرها أكثر قادة المؤتمر الكبار، حتى أن الرئيس أجاب ذات مرة بالقول «إن الأزمة في رؤوس المأزومين فقط» وإن الوضع طبيعي مع أنه لم يكن كذلك أبدا.. الآن تداعت الأزمة وتحولت إلى ثورة واضطراب مهول وشرع الإعلام والخطاب الرسمي في الاعتراف بتسميتها «أزمة وطنية»...

مما أذكره جيدا أنك قلتَ حينها - الأخ النائب - أن جيش الصومال كان أكبر وأقوى جيش في القرن الأفريقي قبل انهيار الدولة هناك، غير أن قوة ذلك الجيش لم تمنع سقوط الدلة في الصومال ( وأضيف من عندي بسبب أنانية زياد بري) وقلت حينها إن معدات وأسلحة ذلك الجيش القوي تقسمت بين القبائل، حيث قامت كل قبيلة بتطويق المعسكر الذي بالقرب منها والإستيلاء على معداته وأسلحته ومن هنا جاءت الصوملة وتقدم أمراء الحرب، ولم تستطع أمريكا من خلال «قوة إعادة الأمل» ولا قوة السلام من الإتحاد الأفريقي أن يعيدوا الأمل والإتحاد لأهل الصومال الأعزاء منذ أكثر من عشرين عاما..

عندما يسقط معسكر هنا أو هناك أصاب بالقلق ويحز في نفسي أن أرى جيش اليمن يتعرض للانكسار الذي يفضله كثير من القادة المحترمين على قتال أبناء الشعب لحساب كرسي حكم مهترئ، وأتذكر كلامك، عن جيش الصومال القوي وانتهارك أحمد الصوفي عندما قال «جعلت الأمور أكثر سوادا سيادة النائب»، حينذاك لم يكن الأخ الصوفي قد أصبح سكرتيرا للأخ الرئيس..

أراك صامتا -الأخ النائب- أكثر مما يحتمل وأكثر مما يجوز ومما هو متوقع.. رجاء اسمعنا صوتك وأرنا موقفا من أجل اليمن.. لم لا تقنع الرئيس أن الوقت انتهى، واللعب انتهى، وأن الكرسي صار بالفعل، من جحيم ونار تلظى، حقيقة لا مجاز، بل أصبح من أشلاء ودماء؟.. قل له: الأخ الرئيس كفى!

الدكتورعبد الكريم الإرياني:

منذ سنوات وأنت تحذر من مستقبل اليمن ما لم يحدث إصلاح شامل وحقيقي! ولأن الإصلاح لم يحدث تدهورت الأحوال إلى المستوى الذي لم يعد خاف على أحد.. غير أنك وأنت السياسي ورجل الدولة الكبير لا زلت تحذر وتنذر من خلال تصريحات هناك وهناك..

الأخ الدكتور دعني أصدقك القول: إن التصريحات والتحذيرات منك أنت لا تكفي! لأن كثيرا من المراقبين الأجانب يفعل ذلك منذ زمن بشكل واضح ومدعم بالبيانات والأرقام والتوصيات.. عندما تعينت رئيسا للوزراء في التسعينات قال كثيرون، المؤتمر لعب بالجوكر، ولا بد سينجح، ما لم فلا فائدة!.. واتضح أن لا فائدة، ولم تتمكن من إيقاف العبث، وجاء غيرك وتواريت ونسب إليك أحدهم القول: «لقد غسلت يدي من الأمل في الإصلاح» وتحدثت عن مكافأة نهاية الخدمة، ولا زلنا نتذكر تلك الحكاية جيدا!.. ومع اعترافنا بقدراتك وكفاءتك، غير أن طبيعة السياسي ذي الحسابات الصغيرة، كثيرا ما تغلب على أدائك، أكثر من غلبة رجل الدولة العظيم، وهذا دون إمكاناتك وقدراتك وقدرك وواجبك والثقة فيك. الآن نرى أن لا تكتفي بتصريحات وتعليقات.. ولا بأس أن تنصر أخاك ظالما أو مظلوما، وأقصد هنا موقفك من الرئيس، ومفهوم كيف تكون النصرة في الحالين.. وبعد أن بلغ الظلم مداه والتدهور حدا مهولا، لا شك أن التاريخ سيقول أين كان الدكتور الارياني وما ذا عمل؟!

أتهلك اليمن وفيها رجال كبار؟ لا أظن.. لكني أعلن قلقي وخوفي واحتجاجي بقوة ووضوح، وآمل أن لا أضطر فأعلن إدانتي عاجلا!

زر الذهاب إلى الأعلى