العُسَيْقْ والمِحْنَابْ !..
حُكي يوماً أنَّ رَجُلاً كانَ يسكن أحد أحياء صنعاء ، وكانت لديه دجاجاتٌ سِمان مُغْرِيات للعُسَيْق الذي أنهى دجاجات الحي المجاور لِحَيِّهِ. وقد أفسد فيه فساداً لا قِبَلَ للناس به.
وتألَّمَ الرَّجُلُ لِألآم جِيْرانه.
فما كانَ منه إلا أنْ خرج لساحة الحارة وصاح في النَّاس وجيرانه جميعاً.
حضر الناس من كل الحارات وأجتمعوا على صياحه وندائهِ.
سأله الناس عن السبب.
قال الرَّجُلُ أنه سيضحي ببعض خرفانه لصيد ذلك العُسَيق المفسد.
صمم الرجل على ما يريد ووقف الناس يتأملون ماذا يصنع هذا الرجل.
أقفل الرجل كل مداخل ومخارج الحارة عدا مدخلاً واحداً وهو نفس المخرج.
وعمل كميناً عند ذلك المنفذ الوحيد.
جاء العسيق ليبدأ مهمته في تصفية الغنيمة.
سقط العُسيق في المِحْناب الذي كان مصمماً تصميماً ذكياً.
لم يقتلِ الرُّجُلُ العُسَيق.
بل أحضر أداةً لنزع أسنان العُسَيْق.
كانَ الرَّجُلُ حكيماً.
لإنَّ العُسَيق بدون أسنانه لا يعني شيئاً.
فقلع أسنانه وأطلقه ..وقال قولته التي سارت في صنعاء:
" مَذَلْحِينْ رُحْ لا بَيتْ أبوطالب يَعْصِدوا لك "!!..
الْجِنِّي الْمُرَبَّط.
كانتِ الليلة ظلماء والسواد بهيماً كالحاً يبعثُ الخوف.
والحارسُ يحرسُ المزارع والبساتين.
وبينما هو في مهمته في تلك الليلة وجد جنيَّاً مُرَبَّطاً.
قالَ الجني للآدمي:
" فُكَّلِِي الحبال "؟!!
فك الحارس الحبال عن الجني.
قال الجني :
" ذَلْحِينْ مِنُو شِفُكَّلَكْ مِنِّي وانا قالي شهر وزيادة مربوط "!؟..
قال الحارس:
" هذا جَزَاتِي.
" طيب إسمع مِنْسَبْ تَكُن عادل خلينا نسأل أول ثلاثة يظهروا لنا وبعدهْ لك الشور والقول ولا شرجع رويس ابداً ! هه .. كيف تشوف ؟"
وافق الجني وقال :
" الله عليك. أمانة إنك يهودي إبْ يهودي "!
ظهر الحمار.
قص الجني الحكاية للحمار ثم سأله:
" كيف تشوف ذلحين. آكلهْ وإلا ماكلوش؟!"
رد الحمار وهو ينظر شزراً للحارس:
" دق أبائب أبوه.
" أمانة إنك جني كذب.
" من يوم ما عرفت نفسي وهم يوهدروا من نقيل لنقيل
" ساعة يركبوني
" وساعة يحملوني
" وهات لك يا لشاط.
" والكرى حقي رخيص.
" ولقهْ سبوا واحد يقولوا يا حمار.
" أقللك دقه وعلى ضمانتي "
نظر الجني للحارس وقال:
" هذا الأول. باقي إثنين "
ظهر الثور.
وحكى له القصة من بدايتها إلى شروطها الثلاثة.
وسأله نفس السؤآل.
أجاب الثور وقد وجد الفرصة للانتقام :
" يستاهل.
" دق وآذي رقبتي
" أتعبوني..
" ساعة يبتلوا بي
" وساعة يحروا بي
" وساعة يجروا بي
" واللي ميفهمش منهم يقولوا له يا ثور.
" وآخرته يذبحوا أبي..
" أقللك دقه كما إشتتأخر "
قال الجني:
" وآذا الثاني. باقي الثالث. وسرحتك
" ياسعيد بوادي الجن "
وظهر حارس الحول اللي بِشِقُّهْ.
وحكى الجني القصة وسأله نفس السؤآل.
رد الحارس الثاني:
" قوللي يا جني يا ابن الجني كيف كنت مربوط قبل ما يفك لك هذا الحارس. مِنْسَبْ
" أكُن عادل في حكمي "
قام الحارس الأول بربط الجني.
وحين انتهى من الربط قالا:
" هيا ما ذلحين كيف تشوف "!؟..
من كتاب جليلة بالدِّمْنَةْ.
راجعها ونطقها بتصرف
عبدالكريم عبدالله عبدالوهاب نعمان
مهندس معماري واستشاري
فرچينيا - الولايات المتحدة الأمريكية.
حزب البسباس. *
Thank you.(703)675-3238
TransOneNuman@ aol.com