أرشيف الرأي

حركة 13 يونيو .. صناعة وطن

تمر علينا اليوم الذكرى السابعه والثلاثون لحركة 13 يونيو التصحيحية وقائدها الشهيد إبراهيم محمد الحمدي تلك الحركة التي اعادت ثورة 26 سبتمبر إلى مسارها الصحيح بعد أن كانت قد انحرفت عن مسارها بانقلاب نوفمبر 1967م ذلك الانقلاب الذي كانت الفوضى أسلوبه والفساد سياسته.. ملكي بصورة جمهوري وأمامي بزي حديث، شاخ فيه كل شيء من رأس الهرم الوطني وحتى القاعدة ، كما هو حاصل اليوم تماما.

هذه الصفات وغيرها كانت عنوان تلك المرحلة التي بدأت بعض القوى السياسية في البلاد تكيف نفسها معها بدلا من محاولة التغيير نحو الأفضل باعتباره مهمتها الأساسية ومبرر وجودها واستمرارها.

إلا أن ذلك لم يحدث حتى جاءت حركة 13 يونيو التصحيحية بقيادة الشهيد الحمدي لتضع حد لا رتداد التاريخ ورجوعه إلى الوراء الذي فرض نفسه بانقلاب 5 نوفمبر 1967م ولتخليص الشعب اليمني مما حل به من سلطة حاضرة غائبة كتلك السلطة.

بل الأهم من ذلك كله هو أن الحركة في تلك الظروف مثلت ضرورة حتمية وردا علميا وعمليا واستشعارا بمسؤولية وطنية كاد يتناسها الجميع كما كانت بلورة لما يختمر في ذهن الناس وتعبيرا لمن يحس ولا يجيد الفعل أو الكلام إضافة إلى ذلك هي فعل تاريخي كان سيحاسب عليه من يحكم اليمن ويسير شؤونها إذا لم يحدث ومن هنا تكتسب هذه الحركة أهميتها وشعبيتها والتي كانت سبب في النجاحات والإنجازات التي تحققت بعد ذلك رغم قصر مدتها ومقارنة بالمراحل السابقة واللاحقة حتى وقتنا الحاضر.

فلا يختلف اثنان بان حركة 13 يونيو التصحيحية هي من اعادت للثورة أهدافها وللوطن انتماءه وللمواطن كرامته بل هي المرحلة الأنصع بياضا من السلطة الأكثر انحيازا للجماهير والسيرة الحسنة في العمل والذكرى الطيبة في النفوس ولا أكون مبالغا إذا ما قلت أنها جنة اليمنيين في الدنيا كما يقول عنها من عاشوا تلك المرحلة والتي قبلها ولازالوا احياء حتى هذه اللحظة.

ونحن اليوم في حاجة ماسة لحركة تصحيحية أخرى تعيد للشعب كرامته وللوطن وحدته التي مزقها جشع من يتغنون اليوم بالوحدة والوطنيه وهم ابعد ما يمكن عن الفعل الثوري والوحدوي الناصع لان سياسات السفاد والعبث والاقصاء والاجرام التي انتهجوها خلال 33 عاما جعلت من اليمن بلدا ضعيفا وبلدا لا يستطيع حتى الدفاع عن سيادته وكرامة ابنائه نحن بحاجة إلى حركة أخرى و إلى إبراهيم الحمدي آخر حتى يصحح وضع اليمن بالكامل ونحن جميعا كلنا امل وتفائل بثورة شباب الشعب اليمني الحاليه في ان تعيد لليمن بريقه وسيادته ومكانته التي يجب ان يتربع عليها بين شعوب العالم الحر الديمقراطي.

نعلم جميعا بأن باغتيال الشهيد القائد إبراهيم الحمدي كان بمثابة اغتيال لحلم شعب بأكمله جنوبا وشمالا شرقا وغربا وهاهو الشعب اليوم يدفع الثمن لان باغتياله اغتيلت حياته وكرامته. وباغتياله اغتيلت كل المعاني السامية والقيم النبيلة والآمال العريضة لشعبنا العظيم.

وبما أن القضية وطنية محضة فانصافاً للوطن وقائد الجماهير الذي غدر به عن طريق يد العماله والخيانه المدعومه والموجهة من بعض القوى الخارجيه تلك التي كانت ترى في مشروع الشهيد القائد ابراهيم الحمدي خطرا عليها وعلى امنها القومي بنائا على نطريتها الغير اخلاقيه تلك النظريه السقيمه التي كان مضمونها هو ان اي تطور أو تقدم لليمن يعتبر بمثابة الخطر على مصالحها ومشاريعها الهدامة بحق الشعب اليمني وبانها ستفقد احد الاوراق الاستراتيجيه التي تستخدمها في تصفية بعض الحسابية الضيقة وخوفا من تشكيل دولة يمنية قوية.

لقد حان الوقت لفتح ملف تحقيق شامل ومنصف للكشف عن الجناة والمجرمين القتله واعادة الاعتبار لمرحلة ذهبية مضيئة في تاريخ اليمن ولرمزها الشهيد البار إبراهيم الحمدي ورفاقه الشرفاء وعلى راسهم اخيه عبدالله الحمدي . وإذا كانت التصفية الجسدية قد تمت ، فلماذا السكوت على تصفيته تاريخيا ووجدانيا. أليس الأحرى بنا أن نكرمه وننصفه إذا لم يكن من قبيل ما قدمه لشعبه ولوطنه فليكن من باب انه كان ضحية من اجل الوطن ولم يكن جلادا له كما هو حال الحاكم اليوم.

زر الذهاب إلى الأعلى